بقلم : علي سالم | الاربعاء ٩ سبتمبر ٢٠١٥ -
٠٢:
٠٩ م +02:00 EET
علي سالم
مثل قديم «اللى يستكتر غموسه، ياكل عيشه حاف» العيش معروف، إنه الخبز الذى تخبزه الأفران وتقوم من أجله الثورات. أما «الغموس» فهو المادة الخام التى نقوم بتغميسها بهذا الخبز. هذا الغموس يكون عادة طبقا من الخضار باللحم أو قرديحى، أو طبق عسل وطحينة أو طبق فول فى معظم الأحيان. وفى كل الأحوال عليك بعمل عملية توازن دقيقة بين كمية الخبز وكمية الغموس، بحيث تنهى كمية الغموس مع آخر لقمة. المثل الشعبى يحذر من شىء هو أن تتصور عن حق أو باطل أن كمية الغموس كبيرة جدا، هكذا «تحف» بالفتحة فوق التاء والكسرة تحت الحاء. فتكون النتيجة أن تنتهى كمية الغموس فجأة فلا تجد ما تغمسه ببقية الخبز، فتأكله حافا وتقعد ملوما محسورا.
احترس.. لا تستكثر ما لديك، أكان ذلك غموسا أو غازا طبيعيا. هذا هو ما يحذرنا منه المثل الشعبى، أن تستولى عليك الفرحة لكثرة الغموس، وينتهى بك الأمر لأكل خبزك حافا. ويالها من عملية مؤلمة.
الثروة ليست موجودة فى بطن الأرض، الثروة موجودة فى عقول البشر. فكّر يا صديقى فى ثروة ليبيا من النفط وما فعله بها القذافى وما يفعله بها الآن خلفاؤه. فكّر فى ثروة العراق من النفط فى أيام صدام حسين ثم ما حدث ويحدث للعراق الآن. التفكير الصحيح فى التعامل مع المادة الخام هو ما يصنع الثروة. بل ربما لا يكون التفكير الصحيح فى حاجة للمادة الخام. الفكرة فى حد ذاتها عندما تكون صحيحة تصنع الثروة. الناس إذن فقراء عندما يفتقرون إلى التفكير الصحيح.
انتهى العمل فى حقل الشروق، وبدا الإنتاج فى البئر رقم ــ 1ــ المشروع عظيم، ولابد أن تشعر الناس بعظمته، ولذلك لا بد من عمل وزارة جديدة خاصة بالحقل تسمى وزارة الشروق، نقوم بتعيين شباب الخريجين فيها فى الأعوام الخمسة الأخيرة. ولكى يشعر الشعب المصرى بتغيير ملموس فى حياته، من الضرورى أن نقوم بعمل شبكة غاز طبيعى مدعومة تصل إلى كل محل فول وطعمية، كل قدرة فول، كل طاسة زيت لا بد أن يتصل بها خرطوم غاز قادم من وزارة الشروق رأسا. المشروع يتكلف حوالى 8 مليارات جنيه يمكن تحصيلها من زيادة طفيفة فى سعر الساندويتش. ولما كنا بصدد إعادة اكتشاف مشاريع الماضى وإعادة هيكلتها وتغليفها وتقديمها للشعب. أرى أنها فرصة طيبة لإعادة جهاز الفول والطعمية (كان هذا هو اسمه) التابع للدولة. هذه أيضا فرصة طيبة لتعيين حوالى مليون مواطن فى هذه الأكشاك التى أقترح أن تكون تابعة لوزارة الشروق، بشرط ألا يتجاوز عدد العاملين فى الوزارة 2 مليون مواطن. أما الأفكار التى تقترح إقامة محطة تليفزيونية خاصة بالمشروع، وجريدة ومجلة، فأنا لا أوافق عليها، من الممكن تخصيص برامج لها فى تليفزيون الدولة وجرائدها. لا داعى لتحميل الدولة أعباء لا لزوم لها.
وعندما نكتشف زيادة مرعبة فى عجز الميزانية نتيجة لطريقتنا فى التعامل مع مشروع الغاز، علينا ألا نفزع، أو نفقد أعصابنا، علينا فقط أن نتحمل لمدة ثلاثة أعوام أخرى إلى أن نكتشف حقل الغروب، وهو الحقل الذى سنسدد من إيرادته كل ديوننا التى تسبب فيها حقل الشروق.
أعترف بأننى غير متخصص فى علم تبديد ثروات البشر، أنا فقط مجتهد، ولكل مجتهد نصيب.. يا لعدد المجتهدين ويا لعدد الأنصبة التى سيحصلون عليها من حقل الشروق.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع