بعد مواجهة الأمواج العاتية والجبال العالية وغيرها من العقبات، مايزال لدى اللاجئين السوريين بعض الأمال المتعلقة بمستقبل أفضل.
فآلاف اللاجئين والمهاجرين المحاصرين في هنغاريا يرغبون في الوصول إلى ألمانيا التي فتحت أبوابها أمامهم لتجعلهم يتشبثون ببعض الآمال التي تحدثوا عنها لوسائل الإعلام.
إذ بعد رحلة صعبة واجه فيها أحمد النصاف، البالغ من العمر 25 عاما، رجال الشرطة الذين منعوه من العبور إلى هولندا، قال إنهم "كانوا يحاولون قتل حلمنا، إنهم لا يعلمون أن هذا أملنا الأخير".
أحمد ما يزال يحمل بداخله آمالا وخططا للمستقبل فهو يريد مواصلة دراسته في مجال الصيدلة في هولندا" أريد أن أذهب إلى هناك وأحصل على التعليم العالي، ففي سوريا لا يمكن بناء مستقبلك، ليس هناك كهرباء ولا ماء، أنت دائما تحت التهديد، لكنني أريد العودة عندما يصبح بلدي آمنا".
أما عمر عابدين، القادم من دمشق متجها نحو ألمانيا والبالغ من العمر 30 عاما، فقد تحدث عن أنه لا يعتبر نفسه لاجئا وإنما ما يفعله هو "مجرد تجربة حياتية جديدة"، فعمر لم يكن يصدق أنه مازال على قيد الحياة مع كل خطوة يخطوها كان يواجه خطرا على حياته، لكنه يؤمن أن بعد وصوله إلى ألمانيا ستكون حياته أفضل، "ليس هناك حياة بعد الآن في سوريا، لم يكن لدي شيء لأخسره، ولكن ألمانيا بلد عظيم ... فعندما حدثت أزمة عام 2008 كانت ألمانيا البلد الوحيد الذي واصل نموه".
ومن بين الأمنيات البسيطة التي يحملها اللاجئون من بلدهم نحو أوروبا أو ألمانيا بالتحديد، هي تلك التي تحدثت عنها جمانة هايدي البالغة 30 عاما من عمرها، فهي مازالت تتشبث بالأمل من أجل طفلها ذو الـ 4 سنوات والذي هاجر معها للإلتحاق بوالده الذي سبقهم إلى برلين.
جمانة تتمنى أن يكون مستقبل ابنها أفضل وأكثر ما تتمناه بالحياة هو العيش بسلام فقط "لم يعد لدي أي أمال لنفسي، ولكن ربما لإبني...نريد فقط الأمن والعيش في سلام، نعم، هذا هو ما نريد، السلام".
ولم يتخلى اللاجئون عن أحلامهم رغم كل الصعاب التي اعترضت طريقهم للوصول إلى البلدان المتقدمة التي فتحت أبوابها أماهم، ولم تختلف آمالهم عن بعضهم كثيرا، فجميعم تحدث عن السلام أو استكمال الدراسة وضمان مستقبل أفضل خارج بلدهم الذي يعيش أزمة منذ 4 سنوات.