بترتيب عجيب خلق الله الكون وأعد كل شىء بتنسيق ونظام قبل خلق الإنسان ، فالله محب للنظام ويريد أبنائه أن يسلكوا بنظام وترتيب فى الحياة  ....
 

المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى مقاله "النظام" يحدثنا عن محبة الله للنظام كما بدت فى أسفار العهدين القديم والجديد ، ففى العهد القديم ظهر النظام فى رتب الملائكة وعملها فهناك ملائكة للتسبيح مثل السارافيم وملائكة مرسلة للخدمة و"هناك القوات والعروش والربوبيات وأيضا رؤساء الملائكة أيضا نجد ترتيب خيمة الاجتماع حسبما أمر موسى ونظام لجميع المحرقات ورتب الله لموسى أمور الإدارة ومساعدوه ، وفى العهد الجديد نجد معجزة الخمس خبزات والسمكتين تتم وفق نظام محكم حيث جلس الشعب فى فرق وصفوف وقد أمكن أطعام الألوف من الشعب فى نظام وهدوء.
 

وقد قيل عن النظام : "وليكن كل شىء بلياقة وبحسب ترتيب" ، وقد وضعت الكنيسة النظام فى كل أمور العبادة حيث وضعت نظام للصلوات فى كل أسرار الكنيسة ونظمت الأصوام والأعياد ومواعيدها  ورتبت اختصاص كل رتبة من رتب الكهنوت فلا يتجاوز أحد حدود رتبته ووضعت القوانين التى تنظم عمل كل واحد.
 

لكن كيف يكون الإنسان منظما ؟ 
 

يكون منظما فى تفكيره يفكر بطريقة منظمة ومرتبة ومنسقة ويوضح المعلومات والأفكار بطريقة منطقية بتسلسل وبغير تشويش ، يكون منظما فى وقته بحيث يشمل مسئولياته دون ارتباك شىء منها وينظم مواعيده ويحرص فى نفس الوقت على مواعيد غيره ، يكون منظما فى غذائه ومواعيد تناول الطعام ، منظما ايضا فى ملابسه محافظا على الاناقة ، منظما فى أثاث بيته وما الى ذلك..
 

"نوصيكم أيها الأخوة ، باسم ربنا يسوع المسيح ، أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب"