الأقباط متحدون | هل ينتهى الدور التنويرى للأزهر الشريف؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٢٠ | السبت ٤ سبتمبر ٢٠١٠ | ٢٩ مسري ١٧٢٦ ش | العدد ٢١٣٥ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل ينتهى الدور التنويرى للأزهر الشريف؟

السبت ٤ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس وهيب 
الأزهر الشريف منارة علمية كبيرة، قادت "مصر" خلال العديد من الفترات على مدار تاريخها الطويل. ومن الأزهر الشريف خرج الكثير من قادة الرأى والفكر، ودعاة الحرية والتطوير، وعباقرة "مصر"؛  فمن الأزهر خرج عميد الأدب العربى الدكتور "طه حسين"، والذى أصبح بعد عودته من "فرنسا" وزيرًا للتربية والتعليم. وخرج من الأزهر الشريف عدد كبير من دعاة الإصلاح والتنوير، منهم على سبيل المثال "عبدالله النديم"، والشيح "محمد عبده"، و"عمر مكرم" الذى قاد المقاومة الشعبية ضد "فرنسا"..
 
ولكن، هل أصبح الأزهر الشريف الآن عبئًا على "مصر" والمصريين، والمجتمع المصري؟ 
 
فمن الأزهر الشريف ومدارسه وجامعته، خرج ويخرج غالبية مدرسي اللغة العربية المتشددين دينيًا، والذين يرفضون التعايش السلمي، ويساعدون على العنف؛ عن طريق نشر مبادىء عدم قبول الآخر، ونشر الأفكار الهدّامة لدى قطاع عريض من أطفال المدارس، والذين أصبحوا بعد ذلك شبابًا ورجالًا وقادة فى مواقعهم الآن، حتى وصلنا إلى ما نحن علية الآن من تعصب أعمى. 
 
كما يخرج من بعض علماء وخريجي الأزهر الفتاوى والآراء التى تُعطِّل تطور المجتمع؛ فخلال الأيام الماضية قاد عدد من علماء وشيوخ الأزهر حربًا شعواء ضد قرار وزير الأوقاف "حمدى زقزوق" بتوحيد الأذان، حتى تعطَّل المشروع لعدة سنوات،  وعندما نُفِّذ اُقتصر على مدينة "القاهرة" دون باقى محافظات الجمهورية، فى حين إنه- من وجهة نظرى كطرف محايد- مشروع حضارى رائع، يحمى الجميع من تضارب الأصوات أثناء الأذان، وسماع الأذان بصوت جميل.
 
ولكن عدد من علماء الأزهر ما زالوا حتى الآن يقودون حملة كبيرة ضد القرار، على الرغم من أن الدكتور "حمدى زقزوق"- وزير الأوقاف- استجاب لطلبهم بتلاوة الأذان بصوت بشرى على قيد الحياة،  ومباشر، وعدم الإستعانة بالأذان المُسجَّل.
 
من وجهة نظرى أن الأزهر لو سار على هذا المنوال،  سيتخلى عن دوره التويرى فى المجتمع، فلابد من إعادة تطوير الأزهر، ومدارسه، وجامعته. وهذا ليس عيبًا؛ فوزارة التربية والتعليم تشهد حركة لتطوير المناهج والمدارس دون حرج. 
 
فلماذا لا يقود الشيخ "أحمد الطيب"- شيخ الجامع الأزهر- وهو عالم جليل، وعانى من المتشددين الإسلاميين أثناء رئاسته لجامعة الأزهر، وفى عهده شهدت الجامعة العرض العسكرى لطلاب الإخوان- بعد أن تخصصوا فى تخريج المتشددين دينيًا، ونشر بعض الأفكار الهدَّامة، مما يؤثر على سلامة المجتمع- وهو الذى قال بعد العرض العسكرى لطلاب الإخوان بجامعة الأزهر منذ عدة سنوات: إن جامعة الأزهر مُختَطفة من قِبل جماعة الاخوان!! 
 
 فقد آن الأوان يا دكتور يا طيب أن يتم استعادة الأزهر ومدارسه وجامعته من هذه الجماعة المحظورة، كما لابد أن يتم اتخاذ عدد من القرارات التى تساهم فى تطوير الأزهر والجامعة، منها على سبيل المثال، تقليل عدد المواد الدينية بالأزهر والجامعة، وتطويرها، وفتح الجامعة أمام جميع الطلاب بمن فيهم الطلاب الأقباط، وفتح التحويل بين الجامعة والجامعات الأخرى مثل جامعة "القاهرة" و"عين شمس" و"بنى سويف"، والسماح بالإختلاط بين الشباب والفتيات كما هو مُتَّبع فى كل الجامعات المصرية، والضرب بيد من حديد على أستاذة الجامعة الذين يُروِّجون للأفكار الهدَّامة، والتى تحض على كراهية الآخر، والإستعانة بعدد من أساتذة الجامعات للتدريس بالجامعة.  
 
فوقف تخريج متشددين دينيًا من الأزهر وجامعته، يسد أحد أهم منابع التشدد الدينى الذى يسود المجتمع المصري.  




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :