الأقباط متحدون - الشخصية المصرية ، الى أين؟
أخر تحديث ٠١:٣١ | الخميس ٣ سبتمبر ٢٠١٥ | ٢٨مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٧٢السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الشخصية المصرية ، الى أين؟

بقلم  - ماجد سوس
الوقفة الصادقة مع النفس و التي على صانعي القرار في مصر التوقف امامها بتمعن هي اننا امام كارثة انسانية بمعناها الحرفي فإنهيار القيم و المباديء صارت سمة لا في شباب مصر الصاعد فحسب لكنه في الكثير من قياداتها ايضا ،

الأمر الذي اصبح معه علاج الظاهرة أمر صعب للغاية ، فإذا وضعنا جانبا التحرش الجنسي المسشتري بصورة مخيفة و التي تفوقت مصر فيه على دول العالم و أصبحت الدولة الثانية في العالم في التحرش الجنسي فإننا امام ظاهرة جوهرية اخرى تشكل الانسان المصري و توصمه بوصمة مخزية بسلوك مشين مؤثر على مستوى بناء الشخصية و تكوينها وبالطبع يشكل احدى الركائز الاساسية في تشكيل المجتمع المصري

و هذه الظاهرة او هذا المرض الخطير هو " الكذب" فإسلوب الترهيب النفسي في التربية ينتج طفلا كاذبا ثم عصبيا
و اسلوب و طرق التدريس و التعليم و زرع الخوف وبث مبدأ تخطي العقاب لفكرة إمكانية الخطأ البشري في اطفالنا ينتج عنه طفلا ثم شابا فرجلا مهزوزا كاذبا و غشاشا و عصبيا ولأنه لم يتعود على الصدق و الاستقامة متخذا طريق الكذب ليفلت من العقاب او ليكون له صورة النجاح الزائف

و انا ارى ان ظاهرة الكذب أنتجت لنا ظاهرة أخرى هي ظاهرة التدين الزائف و المنتشرة في كل الأديان فالذين لهم صورة التقوى ازداد عددهم جدا
وقد فقد الطفل و الشاب الاب و الام و الخادم و الراعي القدوة و قد يرى منهم البعض و يسمعهم وهم يحيدون عن الحق بل و يشجعونه على الالتفاف حوله
لذافي مصر تجد القائد الناجح الفاشل !! فهو ناجح شكلا ، فاشل موضوعا
و هو الذي في يده صناعة القرار

بكل أسى نجد انفسنا نقف امام تلك الحقيقة المرة ان المجتمع في نصف قرنه الأخير اخرج اجيالا غالبيتها هشة ضعيفة قلقة عصبية بخلاف ضغط عصبي ناتج أيضا عن مشكلات اقتصادية لا يمكن انكار تأثيرها لم نشر إليه لأننا بصدد الحديث في هذا المقام عن التربية و التنشأة .

و بالطبع لا يمكن ان نغفل القلة المتميزة و التي سطرت تاريخا ناصعا وسط كل هذه المعطيات المحبطة فلا ننكر وجود نجاحات على كافة المستويات الروحية و السياسية و الاجتماعية و في كافة نواحي الحياة في خلال تلك العقود على انهم يبقون  قلة يسهل حصر

اذا لا بديل عن تدخل جراحي سريع و ان بدى مؤلما فلابد منه وهو تغير العملية التربوية من جذورها و هو امر ليس بيسير لأنه يتطلب تضافر و توافق جهات كثيرة في المجتمع تبدأ من الأسرة والمدرسة و الكنيسة و الأزهر و الأندية و الإعلام و الأحزاب و كل جمعيات العمل المدني بل و الفن بكافة انواعة

فلماذا لا نبدأ بأفلام متخصصة و لو حتى في اطار كوميدي ترفيهي عن سلوكيات نأخذ منها امثلة بسيطة نتعلم الا نضرب الطفل او نجرحه بكلمة تترك الم في النفس لا يشفى ابدا فنعلمه انه ليست مشكلة ان كسر قاعدة او وصية و عليه الا يخاف او يرهب بل يقل الصدق بكل صراحة و يكون هذا في صورة اعلانات و برامج و افلام كما اسلفت سواء في البيت او المدرسة او بيوت العبادة او عندما نسمع السلام الجمهوري نقف باحترام وخشوع حتى و ان انشدنا نشيدنا الوطني .
ان نتعلم ان  نقف في طابور في كل تعاملتنا في المجتمع وفي كل شيء بهدوء سواء اشخاص او سيارات ، سواء في المؤسسات ت الحكومية او الدينية فإذا اردنا ان نأخذ بركة في اي مكان نقف جميعنا في صف واحد و نتحرك بهدوء .

نتكلم بهدوء و بصوت منخفض دون صراخ .كما نتعلم  كيف نتعامل مع المرأة فلا نتفرس في جسدها اطلاقا بل نعطي لها الثقة و الامان
نتعلم الا نلقي القمامة في الشارع و لو ورقة صغيرة او عقب سيجارة ، لقد لفت نظري ان في الافلام المصرية لا يجعلون البطل يلتزم بقواعد المرور او ان يربط حزام الآمان قبل الإنطلاق بالسيارة !!

عزيزي ظواهر عدم الإنضباط تفشت في مجتمعنا بصورة مخيفة و علينا ان نبدأ الآن قبل غد و علينا ان نضع هذا نصب اعيننا ان كنا مازالنا نبحث عن مصر جديدة فيكون محبتنا للوطن لا بالكلام و لا باللسان بل بالعمل و الحق.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter