بقلم - نبيل المقدس
قرأت في احد المواقع تصريحا يؤكد فيه الأمين العام لاتحاد علماء الصوفية الأزهري الشيخ أشرف سعد أن "النور" دائماً يلعب على كل الحبال، فقد أرسل وفداً منذ عدة أشهر إلى أمريكا سعياً إلى دعمها للحلول محل جماعة الإخوان، فالسلفيون منذ تكوينهم لهم أطماع سياسية ويفكرون في الحكم مثل الإخوان تماماً بفارق واحد بينهما، وهو أن الإخوان بعكس السلفيين يمارسون السياسة علناً، ولكن بعد ثورة 25 يناير دخل "النور" لعبة السياسة علناً لأنها صارت بلا قيود ولا خسائر، لافتاً إلى أن السلفيين بشكل عام ومنهم "النور" يحسبون خطواتهم رغبة في عدم الخسارة أو التضحية بأي مكاسب سبق لهم الحصول عليها .
الآن نجد أن جميع الأحزاب السلفية تلعب في ملاعب السياسة بطريقة اللعب والإثارة بالمشاعر الدينية .. وهات وخذ لتبادل المصالح , وخصوصا بعض أصحاب الدين الإسلامي ليس لديهم أي مساحة من الإدراك والوعي بديانتهم .. نتيجة للأمية والجهل الديني .. وتمسكهم ببعض الأحاديث والتفسيرات ، البعض منها كانت لمناسبات معينة في وقتها , والأخري مدسوسة كما يدعون , كل هذه كانت سببا في أن يجعل هؤلاء ذوي اللحي والجلاليب القصيرة يحققون مكاسب شعبية باستغلال الدين عن طريق إلقاء الخطب في المساجد التي تحض علي كراهية الوطن والجيش والأمن وإخوتهم في الوطن , كذلك برامجهم من خلال الميديــا التي تحض دائما علي الجهاد .. مما يسهل عليهم كسب معاركهم السياسية , وما يجعلني أضحك هو إظهار العقاب بعذاب القبر وشكل جهنم في حالة عدم ترشيح أيا من السلفيين المُرشحين , وفي نفس الوقت يجذبونهم بالحوريات وبأنهار الجنة , لكل من ينتخب أي سلفي .
واضح ان هذه الطرق لا يقبلها الإخوة المسلمين المعتدلين مما جعلت مكاسب السلفيين التي ينشدونها كلها قد إنهارت , لأنها كانت بلا أساس .. وكلام غير منطقي .. لأن إخوتنا المسلمين المعتدلين ذاقوا حكم الإخوان أولاد عمومة السلفيين وعرفوا نتيجة خلط السياسة بالدين .
بعد ما إنكشف للسلفيين أن الشعب المصري غضوا أنظارهم عنهم , وفي نفس الوقت الإعلأن عن قبول اوراق المرشحين لمجلس النواب .. بدأوا يلعبون الآن بورقة أخري وهي "حماية الشريعة وتنفيذها " في حين أن الحفاظ على الشريعة لا يحتاج للسلفيين أو حتى للإخوان، أو للصوفيين أو للمتشددين فالشريعة والأديان لا تُحمى بالدستور ومواده .. بل الشعب المصري نفسه والذي يفهم دينهُ صحيحا قادر وبطريقة سلمية والمتمركزة في مؤسسة الأزهر والبطريكية علي حفظه .!
لذلك أصبحت النغمة في الدعاية الإنتخابية اليوم , و بعد يوم واحد من تقديم اوراقهم الإنتخابية , يخرج حزب النور السلفي , وفروعه بهتافات عدائية وميولهم للإخوان , مع بعض الكلمات تمس جيشنا ورجال أمننا .. لذلك أقول للجنة العليا للإنتخابات , أن تكون أمينة وأن تتخذ الدقة في إختيار ممن يرشحوه .. وها نحن ننتظر من اللجنة العليا للأنخابات أنها سوف ترفض حزب النور والأحزاب الدينية الأخري طبقا لنص الستور " لا ...... للأحـــــــزاب الدينيــــــــة ".
في حالة عدم شطب هؤلاء العناصر السلفية من قوائم الإنتخابات , علينا نحن الشعب المدني الذي ينتمي إلي احزاب مدنية بالإضافة إلي الحركات الليبرالية المدنية , أن نقيم دعوة ضدها لأنها لم تطبق مباديء الدستور . وهذا يأخذنا ربما إلي إشتباكات بين الشعب المدني ضد السلفيين .. وربما يستغيث السلفيون بعصابات داعش .. وتصبح مصر علي وشك الإنهيار , كباقي بلدان الخريف الأسود ... لذلك علي اللجنة قطع الشك باليقين وتطبق الدستور من أول خطوة .
حزب النور هو من أكثر الأحزاب , التى تستخدم في الحملات الانتخابية , الانتشار فى الشارع المصرى، وبعد سقوط الإخوان , أصبح حزب "النور" يُوصف بأنه الحزب الأقوى فى التواصل مع الشارع عبر حملات جماهيرية .. تستهدف المساعدة فى حل أزمات المواطنين , وتوصيل أصواتهم للمؤسسات المختلفة.
وعلي ما اتذكر ان في اواخر السنة الدراسية الماضية قام حزب النور بحملة الدروس الخصوصية المخفضة، عبر مراكز يقوم الحزب بإنشائها والاستعانة ببعض المعلمين الذين ينتمون له لإعطاء دروس خصوصية للتلاميذ فى الشهادات التعليمية المختلفة، وتركزت أنشطة الحزب فى هذا الشأن تحديدا .. فى محافظات الإسكندرية وكفر الشيخ والبحيرة والقليوبية وبنى سويف والفيوم. كما دشن حزب النور حملة علاج فيروس سى، من خلال الاستعانة باللجنة الصحية للحزب، ونظمت الحملة التى نظمها حزب النور أمس ما يزيد على 10 قوافل تحاليل طبية لمكافحة فيروسىّ «سى وبى» و تركزت فى محافظات الصعيد وخاصة قنا والفيوم، كما أعلن الحزب أيضا عن تدشين حملة التبرع بالدم، وتركزت فى محافظات غرب الدلتا، والإسكندرية، وأقام حزب النور حملة لتنظيم الأسواق الخيرية، تجوب جميع محافظات الجمهورية ويقوم على الإشراف عليها لجنة التخطيط والمتابعة، فيما يتولى تنفيذها أمناء الحزب فى المحافظات، كما نظم الحزب حملة ضد الإدمان، شملت توزيع بوسترات تتضمن كيفية مواجهة الإدمان، وتركزت هذه الحملات أيضا فى محافظات الصعيد، كما دشن الحزب خلال شهر مارس الماضى أيضا حملة لمساعدة وزارة الصحة فى حملات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال.
ماذا فعلت الأحزاب المدنية والتي هي الأحزاب الشرعية للدستور .. حتي تشجيع حملة " لا ........ للأحزاب الدينية " لم يهتموا بها .. كان من الواجب مساندة هذه الحركة التي قام بها بعض من الشباب الذين يشعرون بمسئولية علي سلامة وطنهم مصر , فهم لا ينتظرون مكانا في اي حزب , أو مالا وجاه من قبل التجمعات المدنية ,أو طمعا في وظيفة ما تبع اي حزب. والغريب لا نجد تشجيع من الشعب المصري صاحب ثورة 30 - 6 لحركة "لا ... للأحزاب المدنية ".
يا ايتها الأحزاب المدنية .. لم نراك حتي الأن علي ارض المعركة .. الشعب يريدك أن تقومي بأي اجراءات او مساعدات ظاهرة للناس الفقيرة .. لأنه شعب يفضل لقمة العيش في وقته , ومرددا "بكره يحلها الحلاّل."
دخول اي سلفي في مجلس النواب سوف يهدم كل ما صنعناه في سنة .. سوف ترجع قناة السويس إلي ما كانت عليها .. او علي الأقل سوف ينسبون لهم كل شيئ جميل صنعناه في هذه الفترة الوجيزة .
اتمني كل مصري يحب بلده ويخاف ان يحدث لها كما حدث في البلدان الأخري أن يُبكر ويذهب إلي صناديق الإنتخابات .. تجنبا ان يحوز النور اكثر اعداد المجلس .. وقتها سوف يكون خرابا لمصر صاحبة اكبر نهضة وثقافة وفن . .
الرب يحمي مصر ويديم عليها رئيسها من هؤلاء المتربصين له ولشعبنا ان تقع .. لكي يخطفوها ويسلبون هويتها.. ويشردون أهلها لكي تمتص الدواعش خيرات مصر حتي القاع . !!