خبر جديد طيرته وكالات الأنباء. ثبت أن الكلاب قادرة على تشخيص الإصابة بالسرطان مبكرا فى بعض أجزاء الجسم البشرى بواسطة حاسة الشم. وهو الخبر الذى يسجل واقعا جديدا فى حياة البشر. وبمد الخطوط على استقامتها، لابد أن يكتشف العلماء قدرة الكلاب على شم المزيد من الأمراض. هكذا ينشأ الطب الكلبى، وبتدريبات معينة للكلاب يمكن الاعتماد عليها فى المستشفيات والعيادات الخاصة. وأثناء إجراء العمليات الجراحية يمكن أن يشترك فيها الكلب بالمتابعة. وإطلاق هوهوات تحذيرية عند ارتكاب الجراح لأى خطأ. إنه دور جديد للكلاب فى مشوار الحضارة. وهو ما يذكرنى بمقولة فرويد إن مشوار الحضارة بدأ عندما اكتشف الإنسان النظافة ثم النظام ثم اكتسب حسا خاصا بالجمال.. حسنا ما صلة الكلاب بكل ذلك؟
كان الإنسان البدائى عاجزا عن معرفة أنه ــ ولا مؤاخذة ــ وسخ. وأن هناك روائح كريهة تنبعث من جسمه. وبالتأكيد كانت أنثاه عاجزة عن اكتشاف تلك الروائح المنبعثة منه ومنها. غير أن الكلب هو أول من نبه الإنسان إلى ذلك العنصر الذى بدأت به الحضارة وهو النظافة وذلك عندما بدأ يبتعد باستياء عن الإنسان هربا من رائحته. على الأرجح اكتشف إنسان ذلك الزمان أنه يشعر بالانتشاء وهو يستحم فى مياه النهر أو البحيرة، كما اكتشف أن كلبه بعدها أخذ يلعب معه فى صداقة وود. مع النظافة اكتشف الإنسان أن الحياة أجمل وخاصة عندما اكتشفت أنثاه نفس الاكتشاف. لحسن حظ الإنسان البدائى أنه لا أحد كان يقطع عنه المياه فى ذلك الوقت. لا تصدق أحدا يقول لك إن المياه كانت تنقطع عن سكان الكهوف فى العصر الحجرى.
كان من المستحيل على الإنسان أن يقطع خطوة واحدة فى طريق الحضارة بغير اكتشاف النظافة. أما العنصر الثانى وهو النظام فقد اكتشفه عندما بدأ يتأمل حركة النجوم وأنها لا تعرف العشوائية وأنها ثابتة ومنضبطة ودائمة. فى تلك اللحظات بدأ يكتشف أنه يوجد فى عالم أعظم وأكبر منه، وأن عليه أن يقلده، أن يكون منظما ومنتظما مثله، ونأتى للعنصر الثالث وهو أن يكتسب حسا خاصا بالجمال.
لم يتحدث فرويد بإسهاب عن هذا العنصر وكيفية اكتسابه، غير أنى أتصور أن السير فى طريق النظافة والنظام من شأنه أن يكسب الإنسان ذلك الحس الخاص بالجمال. غير أنى فى نهاية الأمر ومع تصديقى لهذا الكشف الجديد، أستبعد نجاحه فى مصر لأن أكوام الزبالة فى كل مكان، كفيلة بالتشويش على حاسة الشم عند أجدع كلب وإفساد عملها. فى الغالب سنظل نعتمد على المعامل والأجهزة الطبية فى المائة عام القادمة.. يعنى لحد ما نتخلص من الزبالة.. أو تتخلص هى مننا.
أخبار سريعة.. الحمد لله، اكتشفنا الغاز الطبيعى بكميات هائلة. وبذلك لم تعد هناك ضرورة لإقامة محطة نووية لإنتاج الكهرباء.. ياما انت كريم يا رب.
ثم رسالة إلى مريم.. ليس لدى ما أقوله لك يا ابنتى.. هناك لحظات نفقد فيها الثقة فى عدالة البشر، غير أننا فى نفس هذه اللحظات نزداد إيمانا بعدالة الله.. صدقينى، أنا لا أحاول مواساتك أو التخفيف عنك وعن أسرتك.. أنا ألخص لك تجربة عمرى.. نعم عدالة الله موجودة كل الوقت وفى كل مكان.
نقلا عن المصري اليوم