الجماهير توافقت على الاتحاد.. والرؤساء اختلفوا في البنود
كتب - نعيم يوسف
تمر اليوم الأول من سبتمبر الذكرى الرابعة والأربعون للاستفتاء على اتحاد الجمهوريات العربية، والذي وافقت عليه الشعوب العربية بنسب عالية جدا -وفقا للاعلانات الرسمية لنتيجة الاستفتاء- إلا أن القيادات السياسية في هذه البلدان أضافت إلى فشلها فشلًا جديدًا.
خطاب السادات
في بيان بثه التلفزيون، قال الرئيس محمد أنور السادات، "أحمد الله سبحانه وتعالى الذي أتاح لى شرف أن أعلن إليكم الليلة قيام اتحاد الجمهوريات العربية الذي اتفقت الجمهورية العربية المتحدة والجمهورية العربية الليبية والجمهورية العربية السورية على إقامته بينها".
وصف "السادات" في بيانه الاتحاد بين الجمهوريات العربية بأنه "خطوة عظيمة على طريق الوحدة الكبرى لأمتنا العربية وتدعيما هائلا لقدرة هذه الأمة على خوض صراع المصير، تحقيقا لأمل كبير عمل من أجله واستشهد فى سبيله بطل هذه الأمة جمال عبد الناصر".
ميثاق طرابلس
بدأت مفاوضات اتحاد الجمهوريات العربية بإعلان "ميثاق طرابلس" بين أربعة دول هي مصر وسوريا وليبيا والسودان، وقرروا إنشاء قيادة رباعية بين رؤساء البلدان المشاركة في القاهرة، ولكنهم لم يتفقوا على البنود الخاصة بالاتحاد، وبعدها انسحب الرئيس السوداني، وفي اليوم التالي توجه رؤساء الدول الثلاث الباقية إلى ليبيا، وأعلنوا "قيام اتحاد الجمهوريات العربية".
نسب استفتاء الشعوب العربية
في الأول من سبتمبر عام 1971، أجرت هذه الدول ثلاثة استفتاءات متزامنة في مصر وليبيا وسوريا، وجاءت نتيجته كالتالي: في مصر بنسبة 99.9%، وفي الاستفتاء الليبي وافق على المقترح 98.6% من المصوتين، بينما صوت في سوريا 96.4% لصالح الاتحاد.
فشل في الاتفاق
على الرغم من نسب الموافقة العالية في الاستفتاءات الشعبية إلا أن القادة السياسيين فشلوا في تحقيق الوحدة، وقيل إن "السبب الأساسي لعدم نجاح الاتفاق هو اختلاف الدول الثلاثة على بنود الاتفاقية".
رفض داخلي
الاتحاد بين الدول العربية لم يكن طريقه مفروشا بالورود داخل هذه البلدان، ففي القاهرة لقي معارضة كبيرة من أغلبية أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي بسبب إنفراد الرؤساء بالقرار بعيدا عن المؤسسات الدستورية، أما في سوريا فقيل إن هدف "الأسد" من الدخول للاتحاد هو الخروج من العزلة الدولة، بينما سعى "القذافي" إلى تحقيق نصر سياسي وسط رفض كبير من قواته المسلحة، التي رأت أنه "مضيعة للوقت.