بقلم - هايدى غبريال
لعل الاغلبية العظمى نما لعلمها, اخبار عن تظاهرات بعض من الاقباط الارثوذوكس يوم الاربعاء الموافق 9 سبتمبر 2015 . على حد علمى انها ليست تظاهرات ضد الكنيسة او البابا, بل وقفة سلمية ورفع لافتات تنادى بمطالب بعض المتضررين والمظلومين من الاقباط من جراء افعال بعض الكهنوت,الذى ربما نسى ان الكهنوت وظيفة رعوية تخول لهم احتواء ابنائهم من الرعية,حتى لو الابناء معاندين. فالشعب القبطى بصفة عامة له انتماء نحو رموزه وقادته الروحيين .
المشكلة اصبحت تكمن فى بعض القادة الروحيين الذين يَرعَون انفسهم,و قيل عنهم بالانجيل انهم يأكلون السمين ويلبسون الغالى ولايرعوا رعيتهم.وليت الامر اقتصر عند هذا الحد بل بشدة وعنف تسلطوا على الرعية. بل الامر وصل فى بعض الحالات لظلم الراعى للرعية واتخذ بعض الاساقفة من ايبارشيتهم ابراجا عالية لايمكن ان تصل الرعية اليها,والتحفوا بالنفوذ والسيطرة وسدوا آذانهم عن صراخ المظلومين والمقهورين, وبعض الكهنة, اصبحوا يقلدون كبيرهم الاسقف,لانه لن يستطيع محاسبتهم, لانهم انما يقتدون به,لا بالمسيح المتواضع الذى جاء ليخدم الضعيف. مستخدمين آيات الانجيل بطريقة تخدم اغراضهم,مثل "رئيس شعبك لاتقل فيه سوء". الم يكن"مرسى"رئيسا للشعب, وكل اطياف الشعب انتقدته لانه لم يخدم شعبه !!!
اؤكد, انه لازال هناك كهنوت يخدم ويبذل من وقته وماله وجهده, وهم كُثر ولكنهم لايستطيعوا مواجهة المخطئين من الكهنوت لان المخطئين اعتبروا انفسهم فوق النقد. واصبح اكثر من اسقف يعتبر نفسه المتحكم والآمر الناهى فى ايبارشيته, طالما تم تجليسه على كرسى الايبارشية,وايضا بعض الكهنة يسلكون بنفس الاسلوب وبعض الرعية تئن والبعض الاخر لايشعر بهم,لانهم اما مغيبين او منتفعين. وبعض الضحايا يتساقطون ولااحد يرثى لهم حتى من اخوتهم, ولا احد يسمع صراخ المظلومين, وقُفلت فى وجوههم كل الابواب,فلجاوا للتعبير عن مظالمهم بوقفتهم الصامتة,والتى اتمنى ان تكون صامتة, ولايشوبها اى اعمال عنف او شغب من قبل مندسين, بالاضافة انى اتمنى ان كل من يشارك فى هذه الوقفة يكون فعلا من المظلومين,الذين لديهم حق. وكم كنت اتمنى الا يشارك بها منكوبى الاحوال الشخصية لانها ستفقد هدفها المرجو,لان البعض سيعتبرها مظاهرة لكسر وصية الانجيل.
مع العلم ان هناك تستحق التطليق لاستحالة العشرة, وعندما هم البابا تواضروس بإيجاد حلول لهم,انبرى البعض ومنهم اساقفة, شاهرين سيوفهم البتارة,"لاطلاق الا لعلة الزنا" ونحن نتفق معهم فى طاعة وصايا الله الذى يريد رحمة لاذبيحة.فالكنيسة وضعت قانون للطلاق فى حالة تغيير الدين.واظن ان الكنيسة لايمكن ان تقبل ان يدمن احد الزوجين ويرفض العلاج ويسبب خطورة كبيرة لاسرته,متمسكة بالحرف,لا الروح. نحن نحتاج ان نتوحد جميعا تحت لواء بطريرك,بدأ بالاصلاح,ووجد عراقيل كثيرة,ربما احبطته,فهو ايضا بشر. واتمنى ان تكون هذه الوقفة الاحتجاجية لدعم البابا فى مواجهة الاخطاء.ربما البابا يلجأ لاسلوب التمهل ,كما يتمهل الله علينا, ليقتادتنا للتوبة. ولكن فى حالة الاستهانة يجب محاسبة المخطئ, ليسود العدل المنصف الذى طالب الله به "اطلبوا العدل,وانصفوا المظلوم