الأقباط متحدون - مستقبل وزارة
أخر تحديث ٠٧:٥٨ | الاثنين ٣١ اغسطس ٢٠١٥ | ٢٥مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٦٩السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مستقبل وزارة

الطالبة مريم ملاك
الطالبة مريم ملاك

مينا ملاك عازر
أخيراً أتت خطابات وزير التربية والتعليم محب الرافعي أكلها وأثمرت ونجح الوزير في أن يدفع الطب الشرعي للإعلان عن نتيجة الاختبارات، وإعلان أن مريم راسبة، هارد لاك يا مريم، اضطرت الدولة التضحية بك في سبيل وزارة.

يعني لما تختار بين مستقبل مريم وهي حايلا مواطنة يسهل ويفضل التضحية بها وبمستقبلها وبين مستقبل وزارة ستفقد مصداقيتها- بل هي فقدتها بالفعل في اختبارات الثانوية العامة- يبقى لازم ساعتها يعلن الطب الشرعي سقوط مريم ونجاح الوزارة في إسقاط مريم والحفاظ على هوية مسرب الامتحانات مجهولة.

سلامة الوزير ألف سلامة، تعب وكتب خطابات لاستعجال النتيجة التي يريدها، وتعب أطباء الطب الشرعي وطلعوا النتيجة إللي عايزها الوزير كتر خيرهم، عايزين محمد الجندي مات بحادثة سيارة يموت بحادثة سيارة، ونتجاهل كل تقارير الخبراء الذين كشفوا عليه فى حياته  وقالوا بأنه تعرض لتعذيب ، المهم الدولة ووزارة الداخلية تبقى فلة شمعة منورة.

آسفين يا مريم، مستقبل وزارة التعليم ووزيرها كان في مهب الريح، تحملي هونوا عليها يا أهلها، فكم من المصريين دمرهم الروتين والدولة المصرية، طحنتهم ظروف الجهل وحب الكرسي والرغبة في البقاء رغم الفشل.

أعتذر لمريم، لأني لست قادر على إعطائها حقها لكن الله ينظر ويطالب، سألت إحدى المتخصصات في علم النفس وهي طبيبة نفسية، هل يمكن لمريم أن تأتي بصفر فقالت لي يصعب على أي متفوق يجيب خمسين من خمسين فى سنة وأن يحصل على صفر فجأة فى السنة اللى بعدها مرة واحدة كده، فقلت في عقل بالي لكن يسهل على من اعتاد أن يحصل على صفر في تأمين ورق الأسئلة وعدم تسريبها أن يجيب صفر آخر في تأمين ورقة إجابة متفوقة، وسلم لي على محب الكرسي.

لا توجد فرصة للاختيار، مريم ليست في الاختيار، مستقبل وزارة التربية والتعليم أهم من مستقبل أي شيء، هيبة الدولة وهيبة القانون ممكن تنتظر قليلاً إلى أن تنتهي مظاهرات أمناء الشرطة لكن هيبة الوزير ووزارته لا يمكن أن تنحني أمام حق مريم، فعلى الطب الشرعي أن يقول أن مريم كتبت الامتحانات بعد أن تعرضت لحادثة سيارة مثل محمد الجندي، ليس مستحيل على من قتلوا الجندي بسيارة أن يقتلوا مريم بجرة قلم.

مريم قد تنجح في ملحق الامتحانات لكنها لن تنجح في احترام الدولة ولا القانون، ولن تثق فيهما، لن يعوضها أحد عما سببته خطابات الوزير التى تدخلة في صميم عمل وزارة العدل الذي يتبعها الطب الشرعي، لم يكن من حق الوزير أن يراسل جهة حكم بينه وبين تلميذة، لكن لأن كل شيء سداح مداح فيحق له ذلك في سبيل إنقاذ مستقبل الوزارة، إصرار الوزير على عدم إعلان خطته المتوقعة لو تم إعلان أحقية مريم في أنها متفوقة والصفر ليس صفرها، يؤكد أنه لم يكن يريد إعلان نجاح مريم وفشل الوزارة، وأنه مصر على الحفاظ على مستقبل وزارته.

المختصر المفيد فشل وزارة التربية والتعليم هي الحقيقة المؤكدة في قضية مريم بين احتمالات تواطؤ مصلحة الطب الشرعي التابعة لوزارة العدل واحتمالية أن الصفر هو صفر مريم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter