بقلم - ابرام تاوضروس - كاتب ومدرب تنمية بشرية
كثيرون منا ذاق طعم الظلم فى مواقف مرت عليهم وشعرو كم هو مرٍ وكلما كانت المشكله التى نواجهها كبيرة كلما ازداد معها الأحساس بالمرارة والالم، وهذا ماحدث مع مريم طالبة الثانوية العامه وصاحبت أشهر صفر، بعد ان كانت كادت ان تستنشق رائحة الحق والانتصار وعودة حقها لها بعد ان نشرت البوابة نيوز والمواقع الالكترونيه خبر يفيد بأن تحقيقات النيابة العامة أثبتت انه تم التلاعب بالمستندات المقدمة إليها من الكنترول، وإلزام التربية والتعليم بمحاسبة المتورطين فى التلاعب ومعاقبتهم إداريا وجنائيا وقال وزير التربية والتعليم انه سوف يقدم اعتذار رسمى من الوزارة إلى الطالبة، ولكن فجأة خرج علينا تقرير الطب الشرعى الذى كان يمثل ضربة قوية من جبار لمريم ذات لجسد النحيف، فلم تحتمل مرارة الظُلم وهَول الصدمة، فخارت قواها وغابت عن الوعي.
غابت عن الوعى وكأنها ترفض الواقع المرير فيما يحدث لها وهى لم تعد تحتمل ما تقدمه لها الدنيا وما تعاني منه فى بلدها، أعتقد كان هذا شعورها بعد ان كانت تتعب وتستثمر كل وقتها فى المذاكره من أجل ان تحصل على مجموع به تلتحق بكلية الطب التى تحلم بها والذى تؤهلها لتأدية رسالتها الانسانية فى الحياة، الانسانيه التى افتقدها هؤلاء المسؤولين فى بلدنا، فهى متيقنة ومدركة وتعى جيداً ما كتبته فى كراسة الاجابة فى الامتحانات، لكنها لم تستوعب ما يحدث لها !
ورغم من كل ماحدث ورغم احساس معظم المصريين بالظلم الواقع على مريم، يبقى لنا الأمل ويبقى لنا عدل من لايسهو ومن لا ينعس ولا ينام والذى يعلم كل شىء، فهوا عيناه تخترق استار الظلام ويعرف كل تفاصيل ماحدث ونحن نثق فى الله وننتظر عدله.
يقول الكتاب المقدس فى سفر الجامعة :"إِنْ رَأَيْتَ ظُلْمَ الْفَقِيرِ وَنَزْعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ فِي الْبِلاَدِ، فَلاَ تَرْتَعْ مِنَ الأَمْرِ، لأَنَّ فَوْقَ الْعَالِي عَالِيًا يُلاَحِظُ، وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا" (سفر الجامعة 5: 8)
أخيرا، يامريم تشددى وتشجعى انتى مثل داود الصغير الذى وقف امام جليات ليجابه الظلم، انتى حقاً بَطَلَة وقوية بالحق ونحن ننتظر عدل الله الذى يلاحظ والعالم بكل شىء وهو فوق الكل.
ebraam.t@gmail.com