الأقباط متحدون - أبوزمارة.. يلم الحارة!
أخر تحديث ٠٥:٠٩ | الأحد ٣٠ اغسطس ٢٠١٥ | ٢٤مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٦٨السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أبوزمارة.. يلم الحارة!

الاعلامي أحمد موسى
الاعلامي أحمد موسى

 تداولت عدة صفحات لأمناء الشرطة، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، «شيكاً» قيمته 9 ملايين و200 ألف جنيه، لصالح الإعلامى أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسئوليتى»، وهو قيمة أجره خلال عام. من جهتى لست أدرى مدى دقة المعلومة التى نشرها الأمناء على «الفيس»، كما أننى ممن يتحفظون على المعلومات التى يتم بثها على ساحات التواصل الاجتماعى، لكننى أستطيع أن أتفهم أن نشر مرتب الإعلامى «أحمد موسى» يأتى فى سياق المكايدة، بعد أن تطوع ونشر مرتبات أمناء الشرطة فى برنامجه، كجزء من التعبير عن غضبه إزاء المظاهرات التى قاموا بها فى محافظة الشرقية. دعك من كل هذا ولنتحدث فى الأهم.التراشق بـ«المرتبات» ما بين أطراف المجتمع المختلفة مسألة تستحق التوقف من عدة وجوه، الوجه الأول أن ثمة أزمة ما بين فئات المجتمع المختلفة، فيما يتعلق بموضوع المرتبات، جوهرها ببساطة أن «الكل باصص لبعضه»، وأن الإشارة إلى مرتب طرف ما، أصبحت المسوغ الذى يتم الاستناد إليه فى المطالبة بزيادة الأجر.

وثمة سمة أساسية تميز كل فئات المجتمع فى مصر، تذهب معها كل فئة إلى أن المهمة أو النشاط الذى تقوم به هو الأخطر والأهم مقارنة بغيرها. الكل يزعم لنفسه الأهمية، سواء كان إعلامياً أو شرطياً أو قانونياً أو موظفاً عمومياً، أو غير ذلك، ويطالب بمجازاته خيراً نظير ما يؤديه، ويتعجب الإنسان حين يطلب من أى شخص يعمل فى أى مؤسسة أن يوصف له على وجه التحديد نوع المهمة التى يقوم بها، ولا يظفر منه بإجابة محددة، اللهم إلا مجموعة من العبارات الغائمة الهائمة التى يمكن أن يشتمل عليها موضوع إنشاء ركيك.الوجه الثانى يتعلق بغياب الشفافية، فالمرتبات التى يحصل عليها الكثير من العاملين بالقطاعين الحكومى والخاص ينظر إليها على أنها قدس الأقداس، ربما كان ذلك بسبب الخوف من الحسد!

، والمرتب فى مصر لا يعلن عنه إلا فى حالة انخفاضه وقلته، من أجل المطالبة بزيادة. وظنى أن التعامل مع موضوع المرتبات بشفافية أمر كفيل بإزالة حالة الاحتقان التى تراكمت لدى المصريين عبر العقود السابقة بسبب إحساس بعضهم بالغبن فى الرزق، الموكول فى الأساس إلى الله تعالى، أما الوجه الثالث فيتعلق بالأرقام المبالغ فيها التى يتم تداولها من حين إلى آخر حول مرتبات بعض فئات المجتمع، ومن بينهم مقدمو برامج «التوك شو». مؤكد أن هذه الأرقام مستفزة، وكفيلة بإغضاب الكثيرين الذين لا يرون أى وجاهة لأن تكون أرباح «صناعة الكلام» على هذا النحو الذى يفوق أرباح أى نوع من الصناعات الاستراتيجية الأخرى التى تنفع الناس، لكن على الناس أن تفهم فى المقابل أنهم ساهموا فى خلق تلك الظاهرة، فعندما يصبح المرء أسيراً للصوت أكثر من المعنى، وللشكل أكثر من المضمون، وللطرب أكثر من العمل، من الطبيعى جداً أن يحصد «صناع الكلام» هذه الدخول الخيالية.
تأمل هذا المثل: «المصريين زمارة تلمهم وعصاية تجريهم».. وتأمل هذا: «المصريون بيفطروا فول.. ويتغدوا كورة.. ويتعشوا أم كلثوم».. فكر فى هاتين المقولتين وستعرف أن مهارة «أبوزمارة» فى «لَم الحارة» هى سر المكسب!.

نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع