السبت ٢٩ اغسطس ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
الوزير محب الرافعي
مينا ملاك عازر
يجلس الوزير محب الرافعي على كرسيه منذ مدة قليلة، لكن الكرسي وحبه له تمكن من قلبه، يأبى أن يعترف أنه ثمة احتمال أن يكن مخطئ، وتطلع مريم - صاحبة أشهر صفر في التعليم المصري- على حق وأنها مظلومة، لا يرد أن يعبر لنا عن أنه يضع احتمالية أنها مظلومة وأنه هناك خطة لإعطائها حقها، كله ثقة في أنه سيكون على صواب، يكره أن يكن مخطئ يكره أن يظهر ظالم ومصدر للأحكام بشكل مسبق، ودون قراءة متأنية وواعية.
الوزير الذي كد أن مريم غير بريئة يصعب عليه الآن بعد المعلومات والأخبار المتواترة بأنها مظلومة أن يعترف بهذا، ويطمئن الناس على مستقبلها الذي كاد بعض الفاسدين -إن ثبت فسادهم- يعصفوا به.
سيادة الوزير ربما يحاول أن يطبخ المسألة في غير مصلحتها، لا أتهمه بشيء ولكن هو الذي وضع نفسه في موقف الاتهام والعداء مع تلميذة، نزل بمستواه كوزير لمصر ليعادي تلميذة ربما لها الحق، ويستكثره عليها، يستبعد عن وزارته الفساد والفشل، وهي التي تقف عاجزة أمام تسريب الامتحانات ولا تعرف كيف ولماذا ومن أين تسربت الامتحانات التي كلى ثقة في أن من وراء ذلك موظف بالوزارة الأفشل في تاريخ مصر.
محب كرسيه، يدرك أن ثبوت خطأه وتسرعه في حكمه على التلميذة يؤدي به للخروج من الوزارة ليس لوقوع الخطأ في حق مريم، ولكن لخطأه في حق العدالة التي تجرأ عليها، واتخذ من نفسه خصم وحكم لمخاطبته وزير العدل لكي يسرع في إجراءات التحقيق، ما يعني أنه يدفع الوزير للتدخل في إجراءات القضاء، وهو أمر خطير ومرفوض.
محب كرسيه، يضع أختاماً وأختاماً على فشل الحكومة ليس في قوانينها وقراراتها فحسب ولكن أيضاً في اختيارات ممثليها، فاختياره نفسه خاطئ، وجريمة في حق التلميذ المصري والتعليم المصري، الوزير الذي يهتم بحضور الطلبة للمدارس بإجبارهم على ذلك، لا يهتم بأسباب هروبهم من المدارس ويحلها وينهي الأزمة، يبحث عن قهر الطلبة ليحضروا لمكان دون فائدة منه، ولا يحاول أن يقدم لهم الفائدة المرجوة من حضورهم.
محب الرافعي، وزير أنزل من مستوى الوزير، أدخل نفسه في صراع مع الطلبة لم يحل مشكلات التعليم المصري لم يجعل من المدارس جاذبة للطلبة بل سجناً لهم، سجن بلا تعليم ولا جدوى منه، لا يطور التعليم ولا وسائل التعليم، ولا يقدم للتلاميذ ضمانات لألا يهانوا من المدرسين، ولا يكونوا مجبورين على أخذ دروس لديهم، كل ما يهمه أن يرفع نسبة الحضور للمدرسة التي لم يعد لها جدوى ولا فائدة للأسف، لا يتحمل هو مسؤولية هذا بالطبع وإلا أكون ظالم مثله ومتجني عليه كما يتجنى هو على القضاء المصري ويسبقه بإصدار أحكام على مريم لكن يشترك في ذلك كل وزراء تعليم مصر منذ ثورة يوليو وحتى لحظتنا هذه.
المختصر المفيد يا ليت كل مسئول يقوم بعمله بضمير.