نجحت ناقلة غاز روسية فى تنفيذ أول مرحلة من مهمتها لنقل الغاز إلى مدينة شنغهاى الصينية، عبر الطريق المحاذى لسواحل روسيا الشمالية من المحيط المتجمد الشمالى، ما يعنى الاستغناء عن استخدام قناة السويس.
وحملت «بالتيكا» على متنها ٧٠ ألف طن من مكثفات الغاز، وقطعت ٢٥٠٠ ميل بحرى خلال ١١ يوماً، ورافقتها كاسحة الجليد الذرية «٥٠ عاماً على النصر»، وقال قبطان الكاسحة فالنتين دافيدنيتس لـ«المصرى اليوم»: «هذا العمل كان اعتياديا بالنسبة لنا، ولم نواجه أى صعوبات، ومن المحتمل أن يكون قائد الناقلة واجه بعض الصعوبات، لأن الناقلة معتادة على الإبحار فى المياه المفتوحة».
وقال رئيس مجلس إدارة شركة «نوفوتيك» صاحبة الناقلة العملاقة ليونيد ميخيلسون: «الآن أصبح لدينا برهان قاطع أن هذا ممكن، وأنها ليست تجربة لمرة واحدة، بل يجب أن تدخل حيز العمل المنتظم، ونخطط للقيام بعدة رحلات فى العام المقبل، وسنخطط لبناء مصنع إسالة الغاز فى يامال على ساحل هذا الطريق البحرى».
ورأى بعض المتخصصين أن هذا الحدث يكتسب أهمية بالنسبة للملاحة الدولية، لأنه يختصر المسافة بين أوروبا والشرق الأقصى، إذ كان على السفن التى تنطلق من الموانئ الأوروبية إلى اليابان أن تعبر قناة السويس وتقطع مسافة ٢٠ ألفاً و٥٠٠ كيلومتر، أما إذا سلكت هذه السفن طريق بحر الشمال فإن عليها أن تقطع ١٢٠٠ كيلو متر فقط، وهذا الاختصار فى المسافة يوفر على كل باخرة ١٠ أيام من الوقت، ومن المال ٣٠٠ ألف دولار.
محلياً، تضاربت تصريحات المسؤولين المصريين حول تأثر قناة السويس بهذا الأمر، فبينما قال المهندس وائل قدور، عضو مجلس هيئة قناة السويس الأسبق، إن الاحتباس الحرارى سيتسبب فى فتح الطريق فى هذه المنطقة بحلول عام ٢٠٣٠، وهو الأمر الذى سيشكل خطراً كبيراً على قناة السويس، قال مصدر مسؤول فى الهيئة إن الخط الجديد لن يؤثر على حركة شحن الغاز الطبيعى والنفط المارة بالقناة، رغم توفير الوقت والنقود التى سوف تحصل عليها كل من روسيا والصين، وهما فقط الدولتان المستفيدتين من تشغيل ذلك الخط البحرى الجديد. |