الأقباط متحدون - لو كان لدينا كيان قبطي .. لأسقطنا البند الثاني ..!!
أخر تحديث ١٣:٠١ | الجمعة ٢٨ اغسطس ٢٠١٥ | ٢٢مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٦٦السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لو كان لدينا كيان قبطي .. لأسقطنا البند الثاني ..!!

نبيل المقدس

 ياما صرخنا .. وياما نصحنا .. وياما قُلنا , بوجوب شخصيات عامة وطنية  من الأقباط  , تجتمع  لتكوين كيان قبطي وطني رسمي , يعمل لصالح مصر اولا , وللشعب القبطي ثانيا , في حل المشاكل التي تظهر بين الحين والحين .. بواسطة هؤلاء الذين يدعون أنفسهم بالإسلاميين والإسلام الوسطي منهم براء في المعاملة .  فعدم تكوين أو إقامة هذا الكيان حتي الآن مسئولية هؤلاء الأقباط الوطنيين المرائين .. و اقباط التطبيل والزمر والرقص حول ذبائح الكنائس .. و اقباط الكسالة وحب النوم في صحون الكنائس .. ومِنْ ذوي الجُبن والخوف والخيانة ضد مصالح الأقباط  ومستقبل مصر .
   
      كتبت كثيرا عن الكيان المسيحي , فإذ اقابل الأمر بفتور عظيم , وعدم الإهتمام , من بعض النخبة المسيحية الخائبة .. ولم أري في الوطن  "فردا واحدا" متحمسا , من بعض الذين يدعون أنهم كبار القوم من الأقباط  , أو بعض مِنْ شخصيات رجال الأعمال الأقباط , الذين نشاهدهم يتنقلون من قناة فضائية إلي أخري .. يستعرضون وجوههم الوديعة .. ويتكلمون بكلمات غير مجدية لصالح الأقباط .. فهم عبارة عن عرائس المسرح ( ماريونيت ) بنفس السنحة والشكل .. حتي البدلة والبرنيطة والشوز الواسع ..  فيتم إستعاراتهم من مخازن ماسبيرو لكي يقوموا بالفصل المسرحي المتكرر .. وينتهي اللقاء بالقبلات والأحضان وخصوصا  لو تواجد شيخ إسلامي معهم في البرنامج. 
  
      يا ايها الوجهاء والفقهاء من بهوات الأقباط أتركوا الشئون الدينية البحتة لكهنة الكنائس  .. كما أنادي رجال العقيدة أن يبتعدوا تماما عن الشئون الدنياوية .. والغريب وفي وقت مناداتي بقيام هذا الكيان المسيحي , أجد وألمح من بعيد قيام جماعة "الإخوان المسيحيين" .. كتبت مقالا أن هذه الفكرة ( الإخوانية )  سوف تنهار بسرعة .. لكنهم تحدوني , بنتائجها السريعة والمجدية و التي كانت عبارة عن أقاويل مثيرة ومانشيتات قوية , لكنها كانت  كاذبة فاشلة . الكل فيهم أراد أن يكون هو الشخصية الرائدة والظاهرة . امر مؤسف جدا أنني سمعت عن المنازعات التي كانت تدور رحاها بين عناصرها . ومرت الأيام , وذهبت الجماعة المسيحية الإخوانية إلي الأنام .. كما تم دفن اكثر من 10 جمعيات مسيحية سياسية في مهدها بأيادي أصحابها .. لأنها لم تضم رجالا وطنيين يحبون مصر بجدية .. لكن كان همهم اقامة المنتديات في فنادق الخمس نجوم لكي يظهروا الشعارات الحماسية .. و البيانات الطفولية التي لا تتناسب مستواها بمن يطلقونها ولا حتي ترتقي إلي مستوي الشعب المسيحي الذي شارك وكان له الفضل في إزاحة حكم الإرهابيين في ثورة 30 - 6.
   
       قصدي من اقامة الكيان المسيحي .. هو الدفاع عن الأقباط سياسيا وإجتماعيا .. فقد أعلن الشعب المسيحي رأيه للجنة اختيار مندوبي كتابة الدستور والتي عُرفت  بلجنة الخمسين برئاسة السيد عمرو موسي , بعدم إختيار رجال الدين المسيحي  المشاركة في كتابة الدستور . لكنه لم يلتفت لنا كأصحاب الأمر , وبعد يومين تقريبا فوجئنا , أن رئيس لجنة الخمسين عيّن رجالا من الكنائس المسيحية , لكي يمثلون الثلاث طوائف , وكأن المسيحية تتكون من ثلاث مُسحاء , وبسبب غيرتنا علي مسيحنا الواحد , صرخنا و هتفنا "لا ... لرجال الدين في لجنة الخمسين" . وطالبنا أن تتكون المجموعة من رجال  قبطية  سياسية لهم دراية للمصطلحات القانونية الدستورية , ولهم علم في كيفية صياغة المباديء الدستورية .  وكنا ننتظر أن الكهنة والقساوسة بعتذرون القيام بهذه المهمة لكن بسبب وجاهة هذا المركز وعظمة هذا الكرسي خزلونا ولم ينسحبوا ..  فنحن لدينا رجالا مدنيين في الكيان القبطي متخصصين في مناقشة وكتابة  الدساتير أعظم منهم بكثير ... """هذا لو كان لدينا كيان مسيحي حقيقي """". 
   
     واحد فقط من السلفيين كان من ضمن المجموعة المختارة عن العقيدة الإسلامية .. اوقع النخبة القبطية الموجودة في لجنة الخمسين في بئر عميق , وعلي رأي القول " لبسونا في حارة سد " وشربنا نحن المسيحيين والشعب المصري  شراب المر والخزي والعار والخوف علي هوية مصر .... كان المفروض هذه اللجنة إما ان تستشير أصحاب الدراية بالدساتير أو كان الإنسحاب أفضل لها , طبقا لمطالبة الشعب القبطي منهم .. الحق يُقال أنهم انسحبوا لمدة ايام معدودة .. لكن جاذبية الكرسي والأبهه والجاه والشهرة كانت أعظم من طلب الأقباط .. ورجعوا مرة ثانية بدون أي شرط بل رجعوا وهم صاغرون . لذلك أحمل رجال الدين الذين كانوا في لجنة الخمسين علي حالنا الآن .. فقد تركوا جيوب مثقوبة في البنود الدستورية تنفذ منها هذه الأحزاب الدينية  والشخصيات السلفية .. والذين هم أكثر خطورة من الإخوان . 
 
     كان المفروض علي المجموعة المنتخبة القبطية , أن تطلب بل تُجبر لجنة الخمسين تفسير واضح بيّن حول جملة " خلفيتها دينية " . لكن قلة الخبرة منهم فرحوا فقط وجعلونا كأقباط ان نفرح معهم بمجرد تم وضع الجملة 
 (لا ....  للأحزاب دينية ) من ضمن بنود الدستور ... يا فرحتنا بها هذه الجملة ... أتصور لو كان يوجد كيان مسيحي رسمي , كان يستطيع رجالنا أن يفهموا هذا الفخ الذي وضعه لنا السلفي تحت سمع ومرأي من السيد عمرو موسي , ويقومون بالإعتراض عليه . 
 
    نعم نحن نحمل أنفسنا كأقباط جميعنا هذا المقلب الكبير الذي أخذناه من واحد سلفي , فأنا لا ألومه فهو صنع ما يهم جماعته وما يجلب له من فوائد سياسية قوية .. اما نحن كان المفروض علينا أن لا نقبل رجوعهم إلي لجنة الخمسين بعد  اعتراضهم الهش .. بدليل أنهم رجعوا مرة اخري لكي يكونوا لهم الشرف الكبير بأنهم كانوا من ضمن لجنة الخمسين المصري التي وضعت دستور لأعظم ثورة في تاريخ مصر .. والذي سوف يجثم علي صدورنا سنوات .. إن لم تقوم ثورة أخري. 
  
      صحيح كنت مترددا نحو هذا الدستور .. لكن كان الحال يلزمنا أن نخوض معركة الدستور التي لم تكن إلا من طرف واحد . ولكي نعضدد من قوة السيسي لأن الموج كان عليه شديد من العالم كله . كنت اتمني أن أجد رجالا من الأقباط من جميع مستواهم أن يتكاتفوا ويرفعوا دعوة لإسقاط الأحزاب الدينية .. او علي الأقل تأجيل الإنتخابات حتي ننجح في ازاحة هؤلاء الوحوش السلفيين .. وما يؤسفني انني اجد اخوة من المسلمين الوطنيين هم الذين يرفعون هذه القضايا أيمانا منهم أن مصر يجب ان تكون مدنية علمانية ... مثال هذا المحامي الوطني العظيم الأستاذ سمير صبري. كما اجد الأقباط عدم الإهتمام للسعي وراء مراكز توزيع استمارات حركة " لا .... للأحزاب الدينية " .  
الحل الوحيد أن كل قبطي عليه أن يذهب مع أخيه المسلم غير المتطرف لكي ننتخب أعضاء مجلس النواب يليقون بسمعة مصر .. فكفي عليها هذه السنة السوداء التي تم تسجيلها في تاريخ مصر ...!! 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter