عرض/ سامية عياد
"وراء كل عظيم إمرأة" مثل صحيح لكنه قد يتبدد ليصبح العكس "وراء كل عظيمة رجل عظيم" هذا ما فعله مردخاى الرجل الذى عاش بعيدا عن وطنه وذاق مرارة الغربة وكانت حياته بلا حقوق لكنه السبب وراء أن تصير أستير ملكة و رغم أن سيرته فى الكتاب المقدس مساحة صغيرة فكان النصيب الأكبر لأستير وسفرها إلا أنه كان البطل الحقيقى وراء قصة أستير ...
قداسة البابا تواضروس الثانى يوضح لنا أربعة مجالات أظهر فيها مردخاى بطولته فى الحياة وتتمثل فى أولا : احساسه بالمسئولية تجاه أاستير ، فهو ابن عمها يكبرها كثيرا فى السن وهى صغيرة يتيمة وجميلة ومجال للطمع فضلا عن ذلك مسبين يعيشون فى بلاد غريبة ، تولى تربيتها فكان بمثابة أب لها بعد وفاة والديها اهتم بها وبتنشئتها ، ثانيا : لم يكن مردخاى يطمع أبدا ولم يعاير أستير أنه له الفضل فيما وصلت إليه ولم يفكر أبدا فى أن يستفيد منها فقد كان إنسانا قنوعا ، ثالثا : كان بطل فى العبادة حيث أن الغربة لم تجعله يبتعد عن الإيمان والعبادة بل احتفظ بإيمانه وعقيدته وممارساته ، فهو يعرف الوصية جيدا "للرب إلهك تسجد ، وإياه وحده تعبد" لذلك لم يسجد مثل باقى الناس الموجودين بالقصر لهامان لأنه رأى أن الولاء لله أولا ، واثقا أن الرب يدبر كل شىء ولن يحدث شىء إلا بسماح الله وبإرادته.
يبقى لنا أن نتحدث رابعا عن أمانته تجاه شعبه ، حيث تصدى مردخاى لقرار الملك بإبادة الشعب ، وتحدث الى الملكة أستير أن تفعل شيئا ودخلت كلمت الملك بشجاعة وتحفيز من مردخاى وتم إلغاء هذا القرار ، كان عنده ثقة فى داخله أن الله لن يسمح أبدا بإبادة الشعب ، لأنه كان عنده إيمان أن يد الله تقف وراء الأحداث.
لقد عمل مردخاى بقول السيد المسيح لنا : "كن أمينا الى الموت فسأعطيك أكليل الحياة" ، علينا أن نتحمل المسئولية كما تحملها مردخاى ومن يحتل مكانة معينة سواء أب أو أم أو من يعمل فى أى موقع عمل لابد أن يحمل فاعلية اللقب الذى يحمله ، نتعلم منه أن نؤمن دائما أن الله ضابط الكل فلن يحدث شىء إلا بسماح الله وبإرادته ، والله سيدبر كل خطوة وكل يوم وكل مرحلة فى حياتنا.