الأقباط متحدون - موجة حارة
أخر تحديث ١٠:٥٨ | الثلاثاء ٢٥ اغسطس ٢٠١٥ | ١٩مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٦٣السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

موجة حارة

موجة حارة
موجة حارة

كتب: هند مختار
في الأسابيع الفائتة تعرضت مصر لموجة حارة غير مسبوقة وصلت فيها درجات الحرارة إلى معدلات غير طبيعية وكأننا أصبحنا إحدى دول الخليج ونظرا لأن بلادنا بحكم الطبيعة غير مؤهلة لمثل هذا الحر فلقد عانى الناس من الحر بدءا من ضربات الشمس والإجهاد الحراري يالإضافة إلى حالات الوفاة في كبار السن والأطفال .. كل ما فات عادي وتمر به الكثير من دول العالم مابين موجات حارة وباردة ،ويتم التعامل مع الموضوع بشكل عادي إلا نحن ، فلقد نشط الناشطون الإلكترونيون في التكلم عن الأعراض المصاحبة لهذا الحر على إنها إما إلتهاب سحائي أو حمى شوكية أو فيروس مجهول أو ميكروب أو حاجة وخلاص ،وبدأ اتهام الحكومة بأنها تخفي أخبار الفيروس المجهول.

فجأة تحول أهل التواصل الاجتماعي لأطباء ومتخصصون في طب المناطق الحارة تحديدا وترددت الإشاعات والتكهنات عن أخبار الوباء ، في اعتقادي أن أغلب المتحدثين عن الحر كانوا جالسين في التكييف ،وبأديهم زجاجات المياه المعدنية المثلجة والعصائر الطبيعية وبعد ذلك ،سوف يتركون المكتب المكيف إلى السيارة المكيفة للذهاب إلى المنزل المكيف ،لكن لابد أن يتحدثوا عن الحر فهو (قلشة) الأسبوع كيف يتركوها ...

كل من تحدث عن هذا الفيروس الغامض بخوف صادق على الناس والوطن أو من باب مسايرة الموضة لا يعلمون أن ما يكتبوه قد يؤثر على الوطن فعلا .. السياحة تتأثر من أتفه الأخبار فمابالنا ونحن بلا سياحة أصلا من خمسة أعوام؟ الاقتصاد يتأثر من مثل هذة الأخبار فكيف أستثمر في بلد موبؤة وبلا إجراءات وقائية ؟ هذا بخلاف الذعر الذي ينشر بين المواطنين سوف يسألني أحدهم وكيف ننتقد الأوضاع الخاطئة؟ أقول انتقد الخطأ و تكلم عنه ولكن حينما يكون حقيقيا وليس مجرد تكهنات

.. أتذكر أني قرأت للراحل إسماعيل النقيب في يومياته بالأخبار وكان يتحدث عن مصطفى أمين وقال أنه في بدايته الصحافية سمع عن وجود وباء كوليرا بدأ ينتشر في إحدى قرى محافظة الشرقية فقام بعمل تحقيق وصور القرية المصابة وقام بعمل لقاءات مع أسر المصابين وبعث بالتحقيق للجريدة ورفض مصطفى أمين نشره وحينما سأله النقيب عن السبب أجاب أنه لادليل على أن هناك وباء وهي حالات فردية وحتى يتم التأكد يجب أن يكتب وعينيه على الوطن .. تكلم مصطفى أمين عن خطورة التحقيق وتأثيره على الوطن في الزمن الذي كان التلغراف والتليفون قمة التكنولوجيا فأنت تحتاج لأيام حتى تصل الصحف للبلدان الأخرى ويت ترجمتها إلى آخره ..فماذا عن الزمن الذي تنقل فيه الثورات على الهواء؟ أعداء الوطن ليس الآخرون بل نحن بما نروجه من أخبار كاذبه وتكهنات ، وننقله بمنتهى البساطة بضغطة زر.. انتهت الآن الموجه الحارة وفي انتظار الموجة الباردة وما سيسفر عنها من شائعات وتكهنات وقلش.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter