الأقباط متحدون - التكفير قمة إزدراء الأديان والإنسان!
أخر تحديث ٠٥:٤٠ | الاثنين ٢٤ اغسطس ٢٠١٥ | ١٨مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٦٢السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التكفير قمة إزدراء الأديان والإنسان!

بقلم منير بشاى
الكفر والتكفير كلمات اصبحت جزءا من مفردات لغتنا فى هذه الايام.  وهى تتعلق بموقف الدين ممن لا يؤمنون به.  ومن البديهى ان كل دين يتعامل مع الكافرين به بطريقته الخاصة.  ولكن من المسلمات طبقا للقانون الدولى انه من حق الانسان ان يؤمن او يكفر بأى دين دون ان يلحقه أذى.  والاديان كلها تتفاخر انها تعطى البشر هذا الحق.  ومن بين هذه الدين الاسلامى الذى ورد فيه هذا النص " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" سورة الكهف 29.
ولكن هل حقيقة ان الاسلام ينظر الى من يكفر به بهذه البساطة؟  أم ان الكفر بالاسلام يعتبر وصمة خطيرة تعرض صحابها للاذى المادى والنفسى والجسدى؟
حاول الشيخ الطيب شيخ الجامع الازهر ان يخفف من حدة كلمة "كفر" فقال " الكفر مصطلح يعنى انكار شيئ ما.  والمسيحيون ينكرون رسالة محمد ولذلك فهم كفار بالنسبة لنا كمسلمين" وأضاف "وانا لا اؤمن بالتثليث ولا بالمسيحية كما هى الآن فأنا اعد كافرا بالنسبة لهم"  
ولكن هناك ثلاث ملحوظات على كلام الشيخ الطيب:
أولهما: ان الشيخ الطيب الذى لا يجد غضاضة فى ان يطلق كلمة كافر على المسيحيين، يرفض ان يصف جماعة ارهابية مثل داعش بالكفر مع انها تقتل الشيخ والمرأة والطفل والرضيع وتأسر النساء وتبيعهن كاماء.  والسبب ان جماعة داعش نطقوا بالشهادتين فى يوم من الايام.
وثانيهما: ان الشيخ الطيب الذى يقول انه يعد كافرا فى نظر المسيحيين لا يستطيع ان يقول لنا ان احدا من المسيحيين وصمه بالكفر او انه عانى بسبب عقيدته منهم اى نوع من الأذى. وقد عاش الشيخ بين المسيحيين أمدا طويلا حيث حصل على درجة الدكتوراة من جامعة السوربون بفرنسا..
وثالثهما: ان كلمة كافر ليست بالبراءة التى يصورها فضيلة الشيخ فهى تدمغ اصحابها وأديانهم بالخزى والعار وتجعلهم هدفا للتنكيل والازدراء والتمييز الذى يعرضهم لفقد حقوقهم المدنية وممتلكاتهم ومعها مواطنتهم وانسانيتهم واحيانا حياتهم.
الكفار طبقا للاسلام اربعة: 
1- المحاربون: وهم الكفار الاصليون الذين لا عهد لهم ولا ذمة ولا امان.  ويحل على المسلمين سفك دمائهم.  وبصفة عامة اهل الحرب هم البلاد التى غلب عليها احكام الكفر ولم يجر بينهم وبين المسلمين عهد.  ومن هذه البلاد الغربية المسيحية التى ولد فيها بعض المسلمين ولذلك فبعضهم يضمرون لها الكراهية ويعيشون فيها كخلايا نائمة مستعدة للانقضاض فى اى لحظة.
2- المعاهدون: وهم اهل الحرب الذين اتفقوا على وقف القتال لمدة معينة (كهدنة) يكونون خلالها معصومون النفس والمال.
3- المستأمنون: والمستأمن هو المحارب الذى يسمح له ان يدخل ديار الاسلام بامان مؤقت لأمر يقتضيه وهو معصوم النفس والمال.
4- الذميون: وهم الكفار من اهل الكتاب (اليهود والنصارى) الذين يقيمون فى ديار الاسلام بصفة دائمة وهم من اقروا بكفرهم والتزامهم بدفع الجزية وقبول احكام اهل الذمة المهينة كالتى وردت فى الشريعة العمرية التى تضع القيود التعجيزية امام بناء الكنائس وتسلب غير المسلمين من مواطنتهم وآدميتهم.  والذمى معصوم النفس والمال.
ويضاف الى هذه القائمة المرتدون: وهم مسلمون كفروا باسلامهم.  وحكم المرتد ان تعطى له فرصة للاستتابة والعودة للاسلام مرة اخرى والا قتل.  وهذا بناء على قول رسول الاسلام "من بدل دينه فاقتلوه ". والمرتد ممنوع من التصرف فى ماله، واى مسلم من حقه ان يقتل المرتد دون عقاب، واذا قتل صارت امواله ملكا للمسلمين. 
والملاحظ ان ايات السلم التى يقتبسها الدعاة دائما للتعبير عن سماحة الاسلام مع من يكفرون به مثل "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و "لا اكراه فى الدين" و "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين" ان هذه كلها نصوص من المرحلة المكية التى نسختها (الغتها وحلت محلها) آيات الحرب التى نزلت فى المرحلة المدنية التى تحول الاسلام فيها من الاقناع وحرية الاختيار الى السيف والاجبار.
وهناك نصوصا صريحة تطالب المسلم ان يكون غليظا مع من يسمونهم الكفار ومنها ما تحضهم على ان لا يبدأوهم بالسلام واذا وجدوهم فى الطريق يضطروهم الى اضيقه.  ومن هذا جاء مبدأ عدم جواز تهنئة غير المسلمين (الكفار) باعيادهم او مشاطرتهم احزانهم او مشاركتهم افراحهم.
وقد وصلت معاداة المسلم لمن يكفر بالاسلام الى ظهور مبدأ الولاء والبراء والذى يحتّم على المسلم كراهية غير المسلم (الكافر) والتبرؤ منه اقتداء بابراهيم الذى جاء عنه فى القرآن "قد كانت لكم اسوة حسنة فى ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده" سورة الممتحنة 4
والغريب ان من بين النصوص ما يسمح للمسلم بالتظاهر بالود لغير المسلم.  ولكن هذا لاتقاء شره، اذا كان غير المسلم اقوى منه، بينما يضمر له البغضاء فى داخله طبقا للنص القرآنى "لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء (موالين) من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شىء الا ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير" سورة آل عمران 28.  ومن هنا جاء مبدأ التقية الذى يبيح للمسلم الكذب كوقاية حماية لنفسه او خدمة لدينه.
وبعد- كلما قرأت عن كم الكراهية التى يجدها المسلم امامه، كلما تعمق فى ممارسة عقيدته، يزداد تعجبى كيف يستطيع ان يتخطى هذه الحواجز ليصنع علاقة سوية بها شىء من الود مع غيره من الناس؟  ويزداد اعجابى بمن استطاع. 
 
Mounir.bishay@sbcglobal.net
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter