CET 00:00:00 - 30/08/2010

مساحة رأي

بقلم: حسن كمال
القانون فى مصر يطبق على هوى ومزاج الحاكم , فهناك كبار رجال السلطة من السادة الوزراء لايخضعون للقانون , وهذة حقيقة أود أن أطرحها بمناسبة " المذكرة القانونية التى قدمها الدكتور / سمير صبرى المحامى للنائب العام للتحقيق مع الوزير / فاروق حسنى على أثر سرقة زهرة الخشخاش "  نتيجة الإهمال والتقصير فى عمل سيادة وزير الثقافة الذى يشغل منصة قرابة عشرين عاما .

إذ تنص المادة 159 من الدستور المصرى أن " لرئيس الجمهورية ولمجلس الشعب حق إحالة الوزير إلى المحاكمة عما يقع منه من جرائم أثناء تأدية أعمال وظيفته أو بسببها . ويكون قرار مجلس الشعب بإتهام الوزير بناء على إقتراح يقدم من خمس أعضائه _ بضم الميم _ على الأقل , ولايصدر قرار الإتهام إلا بأغليبية ثلثى أعضاء المجلس " .  بينما تنص المادة 160 من الدستور " يوقف من يتهم من الوزراء عن عمله إلى أن يفصل فى أمرة , ولايحول إنتهاء خدمته دون إقامة الدعوى عليه أو الإستمرار فيها , وتكون محاكمة الوزير وإجراءات المحاكمة وضماناتها والعقاب على الوجة المبين بالقانون . وتسرى هذة الأحكام على نواب الوزراء " .

بعد قراءة هاتين الماديتن فى الدستور المصرى , يتضح أن الوزراء ونوابهم فى مصر يتمتعون بموقع متميز على باقى الأفراد العاديين فى الدولة , حيث أن حق الإدعاء يكون من حق رئيس الجمهورية _ الذى هو قام بتعيينهم _ وأيضا خمس أعضاء مجلس الشعب وقرار الإتهام بأغليبية ثلثى أعضاء المجلس _ الذين من غير المحتمل تطبيقة لأن أغلبهم نواب الحزب الوطنى الديمقراطى _  , وذلك على عكس مايفترضة القضاء العادى على الأفراد أن حق الإدعاء هو للنيابة العامة .

 وعلى الفرض الجدلى بأنه تم إحالة الوزير للمحاكمة , أين القانون الواجب التطبيق ؟!! فالقانون و إجراءات المحاكمة والعقاب تم النص عليها فى قانون لعام 1958 أثناء الوحدة بين مصر و سوريا  ويستحيل تطبيقة الأن , وذلك لإنه يتضمن تشكيل قضاة من سوريا وهذا غير جائز بالتأكيد , ولذا فهناك فراغ دستورى وتشريعى لتطبيق قانون على الوزراء لمساءلتهم جنائيا لما يقع منهم من جرائم أثناء تأديتهم لعملهم أو بسببها . أى أن الوزراء ونوابهم يستطيعون إرتكاب مايشاءون من جرائم مثل التربح , إستغلال السلطة و النفوذ  , قبول الرشوة , وغيرها العديد من جرائم الفساد مادام أن هذة الجرائم مرتبطة بعملهم , فهم فى مأمن بعيدا عن أى عقاب أو مسائلة طوال مدته خدمتهم فى الوزراة , لأنهم فوق القانون بنصوص الدستور المصرى .

وقد حدث منذ عدة سنوات بأن قام بعض أعضاء مجلس الشعب بتقديم " مشروع قانون لمحاكمة الوزراء " وذلك لسد هذا الفراغ التشريعى المعيب , ولكن هيهات هيهات فمجلس الشعب ماهو إلا إحدى أليات النظام الحاكم الذى يتحكم فى الشعب والدولة بالإرادة المنفرده له , ولذا قام بتجميد هذا المشروع لعدة سنوات ومازال يجمدة حتى الأن ولن يرى النور .

والسؤال الأن , هل يخضع الوزير فاروق حسنى للقانون  , نتيجة سرقة زهرة الخشخاش نتيجة إهمالة وتقصيرة   , فى دولة يغيب عنها قانون محاكمة الوزراء ؟؟

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

الكاتب

حسن كمال

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

لماذا رفض الإخوان المسلمين أن يكونوا حزبًا سياسيًا؟

جديد الموقع