محمد متولي الشعراوي (15 ربيع الأول 1329 هـ / 15 أبريل 1911 - 22 صفر 1419 هـ / 17 يونيو 1998م)[2] عالم دين ووزير أوقاف مصري سابق. يعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث؛ حيث عمل على تفسير القرآن الكري
ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وفي عام 1922 ألتحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وتدرج في التعليم الأزهري حتى الثانوية.
ثم ألتحق بالأزهر الشريف بالقاهرة تاركًا أعمال الزراعة مع والده وإخوته، وكان الشعراوي رافضًا للمغادرة إلى القاهرة، فاشترط على والده شراء أمهات كتب التراث واللغة وعلوم القرآن وفطن والده للحيلة واستجاب لمطلبه حتى يتجه ابنه للدراسة في القاهرة.
وترأس الشعراوي اتحاد الطلبة آنذاك وكان مناضلاً مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة في ثلاثينات القرن الماضي.
دراسته وتخرجه
تخرج عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م. بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى.
عبد الناصر يمنعه من العودة للسعودية ثانية
في عام 1963 حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود، وعليه قام الرئيس الرئيس جمال عبد الناصر بمنع الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية، وتم تعيينه في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون، ثم سافر بعد ذلك إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967.
الشعروي يسجد لله شكرًا على نكسة 67
كان موقف الشعراوي من نكسة 1967 مثير للدهشة، حيث سجد لله شكرًا على أقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر، و برر ذلك "في حرف التاء" في برنامج من الألف إلى الياء بقوله "بأن مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية فلم يفتن المصريون في دينهم".
تعيينه وزيرًا للأوقاف
وبعدها عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلاً للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.
وفي نوفمبر 1976م أسند ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، وظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978.
أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشا بنك إسلامي
هو أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل حيث أن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية (د. حامد السايح في هذه الفترة)، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.
الشعراوي: نريد أن نُحكم بالإسلام بأي واحد من أدنى الأرض
كان يدعو لحكم مصر بالشريعة الإسلامية، وفي أشهر خطبه عن مصر قال: "نريد أن نُحكم بالإسلام، بأي واحد من أدنى الأرض ورجله على رقبتي وعلى رأسي".
الشعرواي ينتمي للإخوان وينشق عنها بعد فترة
في حوار لبرنامج ممكن المقدم عبر فضائية سي بي سي، صرح الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أن الشيخ الراحل محمد متول الشعراوي كان منتمي لجماعة الإخوان المسلمين ثم أنسحب منها بعد ما وصفه بـ انحراف مسارها ورفض حسن البنا التصويت لـ الوفد باعتباره منافس انتخابي مستقبلي.
مؤكدًا على أن الشعراوي رحب في البداية بجماعة الإخوان وساندها باعتبارها لا تتعارض في أفكارها مع كونه وفدي، وقصرها على كونها جماعة دعوية دينية.
الشعراوي: لا يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم ونعوذ بالله أن نكون منهم محل رضا
وفي إحدى خطبه شدد الشعراوي على عدم جواز تهنئة الأقباط بأعيادهم، واصفًا إياهم بـ النصارى، مشددًا: يجب أن نستعيذ بالله من التصرف بسلوك يرضي اليهود والنصارى، ونعوذ بالله أن نكون منهم محل رضا.
مؤكدًا أن الرسول (ص) كان يمارس مع اليهود التعايش فقط، ولم يفعل يومًا ما يجعلهم يرضون عنه، ومن يفعل يفارق ملة الله.
الشعراوي والبابا شنودة
قبيل ذهاب الشعراوي إلى لندن لإجراء عملية جراحية، توجه البابا شنودة بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية آنذاك، لزيارته برفقة بعض الكهنة حاملين "علبة شيكولاتة" هدية.
وعند عودته من لندن قام بزيارة الكاتدرائية في استقبال حافل، واستمر اللقاء لأكثر من ثلاث ساعات، وقدم الشيخ الشعراوى إلى البابا هدية عبارة عن عباءة سوداء علق البابا وهو يتسلمها قائلاً: نحن نريد للمجتمع كله أن يعيش تحت عباءة واحدة.
وفي ختام اللقاء قال الشيخ الشعراوي وهو يصافح البابا: اسأل الله أن يجعل هذا اللقاء معكم بداية خير لدينه ورسالاته، وأن نتمكن معًا من أن نلفت الناس إلى منهج السماء فيجعلوه مطبقاً فى منهج الأرض.. وقال البابا: "نصلى جميعاً ليحفظ الله بلدنا وشعبنا ووحدتنا وصفاء قلوبنا".
الشعراوي للبابا شنوده: لازم لكل وطن دين وإلا نعمل بيه إيه الوطن؟
وفي لقاء آخر قال البابا شنوده إن الدين لله والوطن للجميع، فقاطعه الشعراوي معترضًا: لا.. فكل وطن لا دين فيه لا يعتد بوطنيتك فيه.
مستطردًا، لكل وطن لازم دين وإلا نعمل بيه إيه الوطن؟
وفاته:
توفي الشيخ محمد متولي الشعراوي، الجمعة الموافق 17 من أبريل عام 1998م، وخرجت جنازته من مدينة مولده بحضور كبار رجال الدولة، كما ذهب البابا شنوده على رأس وفد كسي للعزاء قائلاً: "لقد خسرنا شخصية نادرة فى إخلاصها ونقائها وفهمها لجوهر الإيمان".