السبت ٢٢ اغسطس ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
أحمد الشيخ لاعب مصر
مينا ملاك عازر
وسط هذا الزخم الإعلامي، والتهافت على إلقاء التصريحات، وتبادل التهم والرغبة في كسر أنف القانون والنزعة اللامتناهية إلى تدمير الآخر بسبب أزمة انتقال أحمد الشيخ لاعب مصر المقاصة سابقاً والأهلي حالياً، تاهت الحقيقة عن الكل وهم يبحثون عن مراضاة الأهلي، ومواءمة مع القانون أو كسر أنفه، وهنا في هذه السطور سنفرد المساحة للحقيقة الغائبة لتظهر لعله يكون الظهور الأول والأخير لها في بلد تكره الحقيقة وتحب المحاباة.
اعتاد الأهلي منذ زمن بعيد أن يخطف اللاعبين من الزمالك، فيقبل الأخير ويطأطئ رأسه خجلاً أمام جماهيره الغاضبة في كل مرة، ويتبع الزمالك أسلوب يا بخت من بات مظلوم ولا باتشي ظالم، حتى اعتاد الأهلي هذا وانظروا لأبو تريكة الذي خرج من بيت أحد أعضاء مجلس إدارة الزمالك ليوقع للأهلي، وعمرو سماكة وإسلام الشاطر ومؤمن زكريا، ويكون ذلك بالتراضي مع الزمالك الذي يقبل أو تكون المحاولة عنوة كما حدث مع هاني سعيد الذي كاد الأهلي ينفذ جريمة سطو لخطف العقود التي وقع عليها هاني سعيد.
في نفس الوقت، حدث بالتراضي المحترم بين الناديين أن وقع شيكابالا للأهلي ومن قبله وائل القباني، وأعاد الأهلي العقود للزمالك حينما عدل اللاعبين عن رغبتهما هذه، وفي كل هذا كان المتبع من النادي الأهلي هو السطو على من وقعوا للزمالك، باستخدام إغراء المادة أو استغلال لإمكانات وكالة الأهرام للإعلان التي كان يرأسها حسن حمدي رئيس الأهلي التي كانت توقع مع الأهلي عقود رعاية مرتفعة السعر وتضن على الزمالك بالمماثلة في السعر، حتى تبقي على الزمالك مكبل في مسألة جلب اللاعبين الموهوبين.
أحمد الشيخ في هذه المرة، وقع للأهلي بعد أن وقع للزمالك، والسبب كان بسيطاً جداً أنه سيتقاضى مع الأهلي ضعف ما كان سيتقاضاه مع الزمالك أي أنه كان مع الزمالك سيحصل على ثمانية ملايين جنيه أما مع الأهلي فسيحصل على ستة عشر مليون جنيه، وهو مبلغ يجعل أي إنسان يعيد التفكير ولو كان الشيخ ذهب للزمالك وطلب منه عدم إتمام الصفقة لفعلها الزمالك كما فعل مع إسلام رشدي في الموسم السابق الذي ما أن طلب من المستشار مرتضى أن يعود في التعاقد لأجل الأهلي إلا وقبل المستشار ذلك.
لكن الأهلي اعتمد على أن العقد الذي وقعه الشيخ للزمالك سيكون لاغياً بمجرد مرور يوم الثلاثين من يوليو واعتمد على أن الزمالك سيخطئ الخطأ القانوني المعتاد الذي سيجد منه الأهلي المنفذ بتاع كل أزمة لينهِ المسألة بانتقال اللعب لصفوفه، لكن الزمالك فعلها وفوتها عليه وبات الأهلي في موقف سيئ جداً وهو ما كشفته الأحداث، وتم إيقاف الشيخ، لكن لماذا الأهلي استثار هذه المرة مع أن الزمالك فعلها معه في حالة مؤمن زكريا؟ الإجابة بسيطة، وليست لطول مدة الإيقاف التي سيمر منها الكثير دون لعب لتأخر بداية الدوري ولكن السبب كان في أن الأهلي وجهه القبيح قد ظهر، وكان عليه أن يحفظ ماء وجهه أمام جمهوره ويبقى على فتوته خاصةً مع مجلس إدارة جديدة يتلقى الصفعات من مجلس الزمالك بصفقات كثيرة تم إبرامها من الموسم الماضي ومع ضياع الدوري فكان على المجلس حفظ هيبته وما يدعي أنها هيبة النادي.
أخيراً، تجميد الأهلي نشاطه الكروي يسعد الكثيرين من أندية القناة مثلاً الذين طالما أذاهم الأهلي بأخذه كل لاعبيهم المميزين ولكن الزمالك ولسبب يبدو أنه خفي للجميع تنازل عن الشكوى -إذ أن رئيس النادي قد سبق له وقال أنه لن يتنازل ولن يقبل وساطة لكنه فعلها- وكأننا عهدنا أن يسيس الكبار الرياضة ولا يحق للاعب كمرغني أن يهاجم السيسي بداعي أنه لا سياسة في الرياضة!- ففتح الطريق للأهلي للعودة عن انسحابه، ما يضعنا أمام تساؤل مفاداه، هل انسحاب الأهلي والتهديد به سيبقيه معصوم من أن يُنفذ عليه القانون!!!؟.