الأقباط متحدون - تقارب حماس مع السعودية.. نهاية زواج المصلحة مع إيران؟
أخر تحديث ٠٧:٣٤ | الاربعاء ١٩ اغسطس ٢٠١٥ | ١٣مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٧السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تقارب حماس مع السعودية.. نهاية زواج المصلحة مع إيران؟

الملك سلمان بن عبد العزيز وخالد مشعل
الملك سلمان بن عبد العزيز وخالد مشعل

شكل التقارب بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس » والسعودية مؤخرا بداية قطيعة بين الحركة وطهران بعد سنوات من دعم الأخيرة لحماس، وفيما يتحدث مراقبون عن ضغوط عربية على الحركة للالتحاق بالمحور السني، تجد الحركة نفسها بحاجة للدعم السعودي.

التوتر في العلاقات بين الحركة وإيران بدأ يأخذ مسارات جديدة، وذلك بعد دخول السلطة الفلسطينية على الخط وإعلانها عن بدء خطوات تقاربية مع الحكومة الإيرانية بعد سنوات من الجفاء. ونشرت وكالات أنباء أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح تسعيان إلى تطوير العلاقة مع إيران بعد التوصل إلى اتفاق مع القوى العظمى حول برنامجها النووي الشهر الماضي. في حين أعلن قياديون في فتح أن وفدا رفيعا من الحركة سيزور إيران، قريبا، من اجل ترتيب زيارة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى هناك.

التقارب السياسي المفاجئ بين السلطة الفلسطينية وإيران يأتي بعد زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل ، للمملكة العربية السعودية، في منتصف يوليو الماضي، والتقائه بالعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقيادات سعودية، وذلك في أجواء تقاربيه لم تحدث بين الحركة والسعودية منذ سنوات. ومع «الانفتاح» المحدود للسعودية على حماس، تبدو إيران أكثر المستائين، إذ نشرت وسائل إعلام مقرّبة من الحرس الثوري الإيراني، على مدار الأيام الماضية، سلسلة من الأخبار والتقارير التي تهاجم حماس ورئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، فيما ردت حماس على هذه التقارير، مؤكدة أن سياستها الخارجية لم تتغير.

يرى الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني عبدالستار قاسم، في حوار مع «DW عربية»، أن التقارب الحالي بين حركة حماس والمحور السني وعلى رأسه السعودية وتركيا وقطر وابتعادها عن إيران هو «سوء تقدير سياسي» من قبل حركة حماس، و«انحياز» للمصلحة الحزبية على حساب المصلحة الفلسطينية العليا، وتنكر لدعم إيراني غير محدود للحركة الإسلامية على مدى عقود من الزمن، مؤكدًا أن التقارب الذي تقوم به السلطة الفلسطينية ما هو إلا «مماحكات سياسية» وذلك بعد استيائها من التقارب السعودي الحمساوي الاخير.

وأرجع باحثون تاريخ العلاقة بين حماس وإيران إلى ما بعد تأسيس الحركة بسنوات قليلة، حين شارك قياديون من الحركة في المؤتمر الأول لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران عام 1990، ثم تطورت هذه العلاقة في العام 1991 حين طلبت حماس من القيادة الإيرانية وجود تمثيل رسمي للحركة في طهران، وهو ما تم بالفعل.

الخبير الفلسطيني في شؤون الجماعات والأحزاب الإسلامية، إبراهيم أبوسعادة، يرى في حوار مع «DW عربية» أن ابتعاد حماس عن المحور الإيراني هو أمر «طبيعي ومتوقع»، لأن العلاقة بينهما كانت مجرد علاقة «استثنائية اقتضتها المصلحة ولم تكن أبدا علاقة أصيلة قائمة على تكامل فكري أو أيديولوجي»، مضيفًا أن حركة حماس تستند إلى الفكر الوهابي، إضافة إلى الأفكار المستمدة من تنظيم «الإخوان»، وهو ما يوضح مدى التباعد بين إيران من جهة بفكرها الشيعي وبين حركة حماس. إلا أن أبوسعادة أكد أن فكر المقاومة الذي تبنته الحركة جعل من إيران حليفا اقتضته الضرورة، خاصة بعد الدعم العسكري والمالي الذي قدمته لحماس.

ويرجع باحثون تطور العلاقة بين الطرفين المختلفين مذهبيا إلى الالتقاء في الموقف المناهض لإسرائيل، وتبني حماس للمقاومة المسلحة مع رفض الاعتراف بإسرائيل، وساهم اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل واتخاذ المفاوضات خيارا وحيدا لإنهاء الاحتلال، في زيادة وتيرة التعاون بين إيران وحماس، اللتان رفضتا التقارب مع إسرائيل، حيث شكل الدعم العسكري الإيراني العمود الفقري لحماس.

ويرى مراقبون أن حماس تريد بتقاربها مع السعودية حشد دعم المملكة لإنهاء حصار غزة، والتصالح مع حركة فتح، وترميم العلاقة مع مصر، فضلا عن أن حماس تواجه أزمة مالية خانقة، خصوصا بعد توقف الدعم الإيراني لها، أواخر عام 2011، بسبب عدم تأييدها للنظام السوري، لذلك فإن التقارب مع السعودية وقطر وتركيا يمثل بديلا لذلك. وفي الوقت مفسه تريد السعودية من استقطاب حماس إليها تعزيز جبهة عزل إيران وتكوين حلف سني قوي يقف بمواجهتها.

ويؤكد الباحث عبدالستار قاسم أن دولا عربية «مارست بلا شك ضغوطا على حماس من أجل الابتعاد عن إيران، إلا أن هذه الدول لن تجرؤ على تقديم البديل للحركة سوى الأموال». ويقول «قاسم» إن حماس تقف ألان أمام معضلة لأنها إن أرادت أن تلتزم بمبدأ المقاومة فلن يدوم تحالفها مع السعودية والآخرين لوقت طويل. لأنه حسب قاسم «لا تركيا ولا قطر ولا السعودية قادرة على مد حماس بأية أسلحة كما فعلت إيران». وأوضح أن تركيا تلعب الآن دور «السمسار» من أجل تليين موقف حماس وجذبها للمحور السني.

إلا أن الخبير في شؤون الجماعات والأحزاب الإسلامية إبراهيم أبوسعادة أكد من جهته أن إيران «لن تتخلى عن حركة حماس» وذلك لحاجة إيران للحركة كشوكة في حلق إسرائيل. لكن طهران ربطت إعادة الدعم للحركة بزيارة خالد مشعل لها، وهو ما رفضته حركة حماس.

وقال «أبوسعادة»: «هنالك بوادر تغيير سياسي تلوح بالأفق فحركة حماس تحاول الإبقاء ما استطاعت على مبادئها القتالية، إلا أن الوضع السياسي قد يحتم عليها السير باتجاهات أخرى». وبيّن أن في داخل الحركة نفسها هنالك صراعات بين أجنحتها المختلفة وذلك للضغط على قيادتها بالتزام مسار دون الآخر. وأكد الخبير الفلسطيني مدى صعوبة التنبؤ بما ستقوم به حركة حماس بين اختيارها اندماج أكبر مع المحور السني وبين إعادة علاقاتها مع إيران.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.