الأقباط متحدون - محنة الصحافة وخطاياها
أخر تحديث ١٣:١٨ | الثلاثاء ١٨ اغسطس ٢٠١٥ | ١٢مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٦السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

محنة الصحافة وخطاياها

د.ممدوح حليم
تجتاز الصحافة المصرية فترة صعبة للغاية. إن كثيرا من الصحف المرموقة اليومية والأسبوعية مهددة بالإغلاق وقد أغلقت بعضها بالفعل.
  
إن الله يقيم ممالك ويسقط ممالك، وها إمبراطورية الصحافة تتهاوى ومكانة كبار الصحافيين تتراجع. لقد لجأ بعضهم لتقديم برامج تليفزيونية رغم أن بعضهم لا يصلح لهذا الأمر شكلا ً على الأقل.
 
لقد أزاحت الصحافة الإلكترونية الصحافة الورقية من عرشها، فتراجعت مبيعات الأخيرة بصورة ملحوظة. ويمكن الحصول حاليا ً على الأخبار فور حدوثها عبر التليفون المحمول.
 
ومن ناحية أخرى تسابقت القنوات الفضائية في تقديم الأخبار والتحليلات بما في ذلك صميم أحوال الأقباط ولم يعد الأمر محتكرا ً من أحد، كل ذلك مجانا ً في مقابل رفع أسعار الصحف بصورة متتالية لتغطية الخسائر.
 
وانخفض حجم الإعلانات في الصحف بصورة كبيرة لتراجع الاقتصاد ولاتجاه رجال الأعمال لقنوات إعلانية أخرى، مما قلص من دخول الصحف.
 
وكعاشق للصحافة وللكتابة فيها، أشعر بالأسى لما آلت إليه أحوالها، على أنني كهاو لها لا أخفي شماتتي لما رأيته فيها من خطايا.
 
أول هذه الخطايا هي السرقة والنقل من كتابات أخرى دون إشارة للمرجع، وقد يصل الأمر إلى النقل مسطرة بعد رفع اسم الكاتب الأصلي ووضع اسم آخر على الشغل. وقد حدث ذلك مع كتاباتي أكثر من مرة.

ثاني الخطايا هي المجاملات حيث يتم مجاملة بعض الكتاب ذوي المستوى الأدنى، ربما تحقيقا لمصالح معهم أو لأنهم من المعارف.
 
ومن الخطايا أيضا الاستعلاء والتكبر، لاعتقادهم أن صحيفتهم ذات شأن، وقد يكون ذلك صحيحا.

 لقد بلغ استعلاء الجماعة الصحفية مداه فاعتقد بعضهم أن على رأسه ريشة فطالبوا بعدم الحبس في قضايا النشر، رغم وقوع فئات أخرى مثل الأطباء والمهندسين وغيرهم للعقوبة ذاتها حال حدوث خطأ غير مقصود.

وكعاشق للصحافة قراءة وكتابة أقول لها وداعا إذ يعتقد المراقبون أن الصحافة الورقية ستنتهي خلال عقود قليلة لعدم الإقبال عليها، وأقول لها كم كنت أهواك رغم عيوبك وخطاياك فأنت ممتعة ولم يسئ إليك غير المنتمين لك.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter