د.ماجد عزت إسرائيل
مدينة حلوان من المدن التى تتميز بين المدن المصرية بتعدد العادات والتقاليد لآن معظم سكان المدنية من الوافدين إليها من شتى بقاع مصر، وإذا جاز لنا التعبير وجدت كل عادت وتقاليد وثقافات مصر فى حلوان بل أن حلوان ذاتها يمكن أن نطلق عليها "مصر الصغرى".
فتمسك أهالي حلوان ببعض العادات والتقاليد التي صاحبت مختلف أحداث حياتهم ومناسباتها الاجتماعية، وشكلت شيئًا هامًّا لديهم فحافظوا عليها والتزموا بها، كنوع من التشبس بتراث متوارث عن الآباء والأجداد، وكشكل من أشكال الخصوصية تميزهم بين المجتمعات الأخرى ، الذي كان من الرحابة والمرونة بحيث سمح بوجود خصوصية تميز بين مجتمع وآخر، وخاصة في هذا الجانب، نظرًا لتعدد وتنوع ثقافاتهم، ووجود اختلافات في النظم الاجتماعية بين منطقة وأخرى.
فغلب الكرم على صفات المجتمع الحلوانى فى بعض المناطق التى تبتعد عن مركز المدنية مثل منطقة عزبة الوالده والعزبة البحرية وكفر العلو والمعصرة ،وقرية حلوان وتعرف بـ (حلوان البلد ) ويعود جذور سكانها إلى بعض القبائل العربية التى وفدت لمصر أو تمركزت فى صحارى مصر أو مدنها ثم هاجر بعضهم لحلوان فتمسكوا بعاداتهم وتقاليدهم،وتتكون قرية بلدة حلوان من 30 عائلة يحكمهم النظام القبلي، ومن أشهر هذه العائلات سلمان وحماد وفارس بالإضافة لعائلة جمعة التي ينتمي لها وزير الأوقاف السابق" محمد علي المحجوب" فى فترة حكم الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" وهذه العائلات لها جذور فى محافظات آخرى بمصر.
وكان من صفاتهم وصفات القبائل البدوية بصفة عامة ، فإذا أقبل ضيف عند قبيلة من القبائل تسابقوا لاستضافته أو تناوبوا أداء واجب الضيافة، لا يتأخر البدوي عن خدمة ضيفه ويبذل كل غال لديه وهو راض تمامًا ما دام يؤدي واجب الضيافة الذي يعتبره واجبًا مقدسًا وقد يعطي هذا الواجب الحق في أن يأخذ البدوي من غنم جاره لإكرام ضيفه على سبيل السلف أو "العداية" على أن يرد له ما أخذه مرة أخرى.
وهناك عادات سادت المجمتمع المصرى ومنها منطقة حلوان نذكر منها عادة النياحة على المتوفى، واللطم على الوجه والصدر، ودهن الوجه بالسواد، وكانت هذه العادة – وما زالت – منتشرة في جميع أنحاء مصر، مدنها وقراها، فلم يكن يتم دفن الميت قبل أن تتم هذه المراسم، لذلك امتهنت بعض النساء هذه المهنة وقامت بتنظيمها، وربما استعن في عملهن بالدفوف والطارات،ولكن فى الوقت الحالى لا وجود لها ،حيث يكتفى أهل المتوفى أما بالبكاء أو يرتدون الملابس السوداء لمدة 40 يوماً ومن الجدير بالذكر أن مراسم الجنازة عند المسلمين تشبه مراسم الجنازة عند الأقباط.
أما قديما فالعلاج من الحمى والأمراض فكان يشتمل على تذكرة تحتوي على بعض الكلمات الصوفية المكتوبة بواسطة درويش يضعها المريض تحت رأسه وكله ثقة فيها بعلمه وفى القدرة الإلهية على شفائهوكذلك العلاج بالطرق البدوية بواسطة الأعشاب النباتية التي تنمو بالقرب من المدنية أو شرائها الآن من عند العطارين كما اعتقد البعض من الأهالي في السحر والشعوذة، واعتقد الآن مع ارتفاع المستوى التعلمى وقلة الأمية و التقدم الطبى، ووسائل التقدم العلمى الحديث، اختفت بعض هذه العادات.
ومن العادات الحديثة التى تميزت بها حلوان وخاصة منطقة المعصرة ليلة الحنة، وهي احتفالية كانت قديما تقتصر على السيدات والفتيات وتسبق ليلة الداخلة،لحنة العروس فى يدها وقدميها إلى أن تطور الوضع وأصبحت تشمل الشباب أيضا، ففي مساء الليلة السابقة للزفاف، تقوم سيدة كبيرة السن من أهل العروس بوضع الحنة في يدها، وتربط يداها بقطعة من القماش لضمان بقاء الحناء حتى صباح اليوم التالي، والحفاظ عليها أثناء النوم، ويتم ذلك في أجواء احتفالية تصحبها بعض الأغاني ، والآن تعتبر الحنة المعصروية نسبة لمنطقة المعصرة من أشهر الليالى؛ حيث تعلق الزنية فوق منزل العروس مع وجود مكبرات الصوت الحديثة، ويتم أقامة حفلة كبيرة يحضرها الأهل والأصدقاء وغالبا ما تكون بالشارع الذى تقطنه العروس، ويختم الاحتفال برقصة تجمع ما بين العريس والعروسة،مع مصاحبة الأغانى الشعبية للمطربة الشهيرة "فاطمة عيد" والتى منها: اغنيه سيبه يا بابا ، طالعه من بيت ابوها ، يا صغيره يا احلى بنات الحاره ، كتبوا كتابة فى المندرة ، طالعه من بيت ابوها، أم العريس