ليته ما صدر، بيان وزارة الداخلية الصادر بحق «توفيق عكاشة»، إذ فجاة تذكرت الداخلية وجوبية تنفيذ أحكام صدرت بحقه، وأنه مطلوب، تنفيذاً للأحكام القضائية النهائية واجبة النفاذ الصادرة ضده والمحكوم عليه في القضايا أرقام (47996 /2010 جنح مدينة نصر أول تبديد المقيدة برقم 1708/ 2012، والمقيدة بحصر رقم 7762/ 2012 حكم 6 أشهر حضورى، والقضية رقم 13968/ 2014 مدينة نصر أول سب وقذف المقيدة برقم 90/ 84 لسنة 2015 حصر رقم 933 /2015 بجلسة 6/ 5/ 2015 وحُكم فيها بغرامة 10 آلاف جنيه، والقضية رقم 3554 جنح أول أكتوبر 2014 حصر 2803 لسنة 2014 والمحكوم فيها بتاريخ 7/ 6/ 2014 بالحبس أسبوعين وكفالة 100 جنيه بتهمة الضرب!).
حظ الداخلية أن «كاتب هذه السطور» شاهد معظم حلقات الأسبوع الأخير لـ«عكاشة» على الهواء، للمكوث الاضطرارى في غرفة المعيشة المكيفة، وفيها شن «عكاشة» هجوماً لافحاً على وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار ونفر من رجاله، هجوم كالحر الحرور، هبوب.
لأسباب لا أعلمها، توفيق دخل في وصلة هجاء متواصلة ضد الوزير، ومن سماهم جماعة «النمامين» في الوزارة والإعلام، وطرطش باتهامات وأغرق ثياب الكل كليلة، وبلغ العرض ذروته بدعوة الإخوان إلى اغتياله بعد أن سحب الوزير الحراسة الخاصة التي خُصصت لتأمينه سابقاً، وصار أعزل، وبحركة مسرحية حمل توفيق كفنه على الهواء، مشروع شهيد.
من حق الوزير كوزير وكمواطن، ومن جاء ذكره عمداً أو عرضاً في وزارة الداخلية على لسان «عكاشة»، اللجوء للقضاء برفع دعوى سب وقذف على عكاشة والبرنامج والمحطة، ومواد قانون المنطقة الحرة تكفى لإغلاق أبواب السماء، ولكن تقليب الدفاتر لـ«عكاشة»، واستخراج أحكام قضائية نهائية واجبة النفاذ صادرة ضده، والقبض عليه فجراً، تصرف يلتحف بالقانون ولكنه يجافى المنطق.
«عكاشة» الكائن بقناة «الفراعين» يومياً حتى مطلع الفجر كان أمام إدارة تنفيذ الأحكام، وفى حوزتها الأحكام النهائية واجبة التنفيذ قبلا، ولم تحرك ساكناً للقبض عليه إلا بعد أن هاجم وزير الداخلية ومكتبه والـ«فتانين» (كما يصفهم) بضراوة وبلغة مرفوضة بالكلية.
القبض على «توفيق» فجراً وكأنه إرهابى هارب مختبئ في قناة «الفراعين»، يؤشر على روح انتقامية تلبست وزير الداخلية الذي قال «عكاشة» في حقه وسيرته المهنية موشحات لا تُصدق، ولا تُصدق أيضاً مبررات الداخلية في أن القبض على توفيق ليس استهدافاً!!.
صحيح «عكاشة» زودها حبتين، ثلاثة، أربعة، حتى عشرة، ولكن القبض عليه بهذه الطريقة يكسبه مصداقية وتعاطفاً، ليس حباً في «توفيق» بل نكاية في الوزير، والناقمون على وزير الداخلية كزنابير النحل، يكفى الوزير عدائيات الإخوان والتابعين.. هي ناقصة «عكاشة»!!.
إذا كان الإعلاميون والصحفيون والسياسيون ومن نالهم رذاذ «عكاشة» واتهاماته المطلقة في الفضاء عازفين عن الوقوف معه، من ذا الذي يدافع عن توفيق عكاشة، ولسان حالهم يستاهل، جزاءً وفاقاً، فإن الوزير لم يكسب تعاطف هؤلاء، أو تحبيذهم القبض عليه، بل يتحسسون الرؤوس، والمقارنات شغالة، لا تخدم أبداً الوزير.
هنا لا أناقش تنفيذ الأحكام من كونه إجراءً وجوبياً، وإذا تقاعست عنه الداخلية لا ينجيها من السؤال، وبُح صوتنا سابقاً على تنفيذ الأحكام، والسؤال بسؤال، والسؤال محرمشى: هل تنفيذ الأحكام واجب فقط على توفيق عكاشة؟.. البلد كلها هربانة من تنفيذ الأحكام!!
نقلا عن المصرى اليوم