الأقباط متحدون - خطف حقائب السيدات
أخر تحديث ١٧:٢٠ | الأحد ١٦ اغسطس ٢٠١٥ | ١٠مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٤السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خطف حقائب السيدات

خطف حقائب السيدات
خطف حقائب السيدات

ظاهرة مؤسفة، بدأنا مؤخرا نسمع أخبارها بشكل متكرر بما يوحى بأنها ظاهرة آخذة في الانتشار، الظاهرة التي أقصدها هي خطف حقائب السيدات والآنسات اللاتى يسرن وحدهن، والطريقة التي يتم بها الخطف متشابهة في معظم الحالات، حيث يتوقف فجأة إلى جوار الضحية موتوسيكل أو دراجة نارية، يستقلها- بالإضافة إلى قائدها- شخص آخر يقوم باختطاف الحقيبة بحركة مباغتة سريعة، بينما ينطلق قائد الدراجة بأقصى سرعة، تاركا الضحية وقد ألجمتها صدمة المفاجأة الأليمة.. ولأن الحديث ذو شجون، فإن هذه الظاهرة التي يبدو أنها قد بدأت تنتشر في مصر تذكرنا بإحدى الشخصيات السياسية الشهيرة في دولة معينة (لن أذكر اسمها حتى لا أقع تحت طائلة قانون العقوبات!)..

كانت تلك الشخصية السياسية- في مرحلة معينة من تاريخها- قد فُصلت من عملها، حيث راح صاحبها يهيم على وجهه في الطرقات باحثا عن أي طريقة (مشروعة كانت أو غير مشروعة) يستعين بها على أكل لقمة عيشه.. في تلك المرحلة من حياته بدأ يحترف اختطاف حقائب السيدات!، حيث كان يستقل دراجة عادية يستأجرها من محل تأجير عجلات، ثم يباغت ضحيته التي كان يتخيرها بعناية، مراعيا أن تكون سيدة كبيرة السن أو سيدة بدينة بطيئة الحركة، وبعدها ينطلق هاربا بأقصى سرعة ممكنة!، وفى إحدى المرات، تمكن الأهالى من الإمساك به، واقتادوه إلى مخفر الشرطة، حيث لم ينكر الواقعة، ولكنه- بكل بجاحة- ادعى أنه يقوم بعمل من أعمال المقاومة الوطنية!!، لأنه يتخير ضحاياه من النساء الأجنبيات اللائى هن في رأيه من رموز الغاصب المحتل!.. هكذا تصور ذلك اللص (الذى تبوأ فيما بعد منصباً سياسياً مهماً في بلاده).. هكذا تصور، شأنه في ذلك شأن لصوص كثيرين يعرفهم التاريخ المعاصر، أن بإمكانه أن يخلط الأوراق، وأن يضفى غطاءً من الشرعية على أفعال لاشك في إجرامها..

وأمثال هؤلاء يغفلون عن أنهم يقدمون بذلك مثالاً أشد سوءاً من اللصوص العاديين الذين لم يزعموا قط أنهم مناضلون!، فهم على الأقل صادقون مع أنفسهم، يرتكبون جرائم الخطف ويعرفون أنهم خطافون!، أما أدعياء النضال الزائف فهم يرتكبون، بالإضافة إلى ما فعلوا، مزيجاً من الكذب والخداع والتضليل للذات وللآخرين، وكل تلك- لاشك- أفعال أشد خسة ووضاعة، ترقى في حد ذاتها إلى درجة الجريمة، إن لم يكن من منظور القانون الجنائى فمن منظور القانون الأخلاقى على الأقل، وشتان شتان بين من يختطف حقيبة ومن يحاول أن يختطف الحقيقة!، نعتذر للقارئ الكريم عن هذا الاستطراد، ونعود إلى الظاهرة التي نتكلم عنها لكى نقدم إلى آنساتنا وسيداتنا الفضليات النصائح الآتية:

1- احذرى السير في الشوارع غير المأهولة، فإذا اضطرتك الظروف إلى ذلك اصطحبى واحدا من ذويكِ أو إحدى صديقاتك.

2- تخيرى عند الخروج حقيبة رخيصة الثمن لا تغرى بالاختطاف!!، فإذا ما اختطفت رغم ذلك فإن فقدها كحقيبة لن يمثل خسارة كبيرة.. صحيح أن هذا يتعارض مع ما جُبلت عليه بنات حواء من الرغبة في التباهى.. لكن عليكِ أن تعلمى أن مقتضيات الأمان أهم من مقتضيات الفشخرة!!

3- لا تضعى مبالغ مالية كبيرة أو أي أشياء ثمينة داخل الحقيبة.. ضعى فيها فقط ما يلزم للمشوار لا أكثر!

4- احذرى أن تضعى أي مستندات أو أوراق رسمية داخل الحقيبة، لأن استخراج مستخرجات رسمية منها سوف يضطرك للتعامل مع الجهاز الإدارى الحكومى المتهالك، وتلك كارثة تفوق كارثة الاختطاف.

5- إذا كنتِ من المرخص لهن بحمل سلاح نارى، فإن التصرف الحكيم إذا ما دعاك للخروج داع معين هو أن تتركيه داخل البيت في مكان آمن مغلق، لأنك إذا ما حملته معك فإنكِ سوف تضعينه على الأرجح داخل حقيبتك التي سوف تُختطف!!، ومع هذا فإذا ما تصادف أن كان السلاح خارج الحقيبة، ثم اختُطفت الحقيبة فلا تحاولى إطلاق النار، لأنك سوف تصيبين الجميع بطلقاتك الطائشة، في حين أن الجانى لن يصاب على الأرجح بأى أذى.. بدلا من إطلاق النار ركزى جهدك في التقاط رقم وأوصاف الموتوسيكل أو الدراجة، وأوصاف الأشخاص الذين يستقلونها، مع أمنياتى الخالصة باسترداد حقيبتك المفقودة.

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع