لماذا بثينة كامل؟
لأنها فى نهاية رمضان قالت لطونى خليفة عبر حوار تليفزيونى كلاماً يستحق أن نقف عنده لما فيه من جرأة صادمة، قالت إن فى ماسبيرو «رشاوى جنسية» تنقل أى مذيعة من العتمة إلى الضوء الباهر، وقالت إنها تعرضت شخصياً لهذه العروض الذكورية، ولمّا رفضتها جملة وتفصيلاً بقيت كما هى محلك سر، قارئة نشرة التاسعة لا أكثر، وقالت إنها لم تترق أو تصعد درجة، لكنها سمعت هذه الحشرجات المحرومة و«المريضة»، على حد وصفها، واعترفت بأن بعض المثقفين من الأسماء الرنانة فى زمن ما وضع يده على خدها فرمقته بنظرة جعلته يسحب كفه، والثانى أخذ يُحملق فى ركبتها بسعار حتى اعتذرت عن الجلسة وفرت هاربة من نظراته المحمومة، قالت الملابس فضفاضة ولا تسمح بمنحنيات، وعندما اعترفت بوجود «قواد» يقوم بدور الوساطة من أجل رشوة جنسية، أذهلنى، وقررت دعوتها للحوار فلم تتردد وقالت: «الأساليب دى مش مقصورة على ماسبيرو» وأضافت: «دى حقيقة ولكن مسكوت عنها» وقالت: «أى ست مذيعة أو غير مذيعة تخاف من التجريس، أى الفضيحة».
■ اعترافات ليلية..
بالمناسبة: بثينة كامل هى صاحبة أشهر برامج الإذاعة المصرية يوماً ما وهو «اعترافات ليلية»، وكان البرنامج يتلقى اعترافات السهارى حيث كان يذاع حينئذ بعد منتصف الليل وقيل إن صوت المذيعة كان محرضاً ومشجعاً على اعترافات خاصة جداً تناولت العلاقات الجنسية وأثار ضجة. وكتب أحد النقاد الكبار يقول إن هذا البرنامج له مثيل فى أمريكا واسمه بعد منتصف الليل «after mid night» وهو لا يثير أى ضجة. ولكن فى مصر الأمر مختلف حيث الجنس محظور ولا يؤخذ باحترام غريزة ومطلب أساسى! وقد ألغت الإذاعة البرنامج!
■ أنا جوايا جبال!
قلت لبثينة كامل: شهدنا لك بالرصانة كقارئة نشرة رغم بعض جموحك الوطنى كامرأة، فهل تعتبرين نفسك رصينة فى آرائك؟
قالت: تخرج منى آراء جريئة مش رصينة «لأن جوايا جبال».
قلت: إلى متى؟
قالت: هفضل شايلاها لما أموت إلى أن ترد المظالم.
قلت: قلت فى حوار تليفزيونى إن تألق أى مذيعة ليس صادراً من كفاءتها، إنما من رشوة جنسية؟
قالت: اتعلمت إن اللى بيكدب بيروح النار، اللى أعرفه ليه كفاءات إعلامية مصرية هجرتنا؟ كل شىء معروف!
قلت: لماذا هاجرت ليلى رستم ولبنى عبدالعزيز؟
قالت: عبدالقادر حاتم ساعدهما على السفر لأنه مكنش ينفع استمرارهما فى المبنى، وأنت تعرف أكثر منى!
قلت: هل كان صلاح نصر بعبع؟
قالت: ليس صلاح نصر فقط بل كل أجهزة الاستخبارات فى العالم، النساء إحدى وسائلها.
قلت: هل تعرضت فاتن حمامة لنفس الشىء؟
قالت: أظن.. لهذا سافرت وابتعدت عن مصر فترة.
قلت: هل الكفاءة فى مبنى ماسبيرو الذى نحلم بهيكل جديد له وتقاليد جديدة تساوى «التنازلات»؟
قالت: اللى عنده استعداد، وعلى حسب المبادئ، وهم ليسوا سيدات فقط من أول «أشيل الشنطة» إلى أن «أخون قيمى المهنية».
قلت: هل ملابس المذيعة تلعب دوراً فى «التحرش بها»؟
قالت: مش معنى واحدة تلبس على الموضة أو شابونيز تبقى أقل شرفاً من واحدة لابسة مقفل، ساعات ياما الهدوم بتخبى، ياما النقاب والحجاب خبى بلاوى! وبصراحة، لو واحدة على وشها مية نار لا يمنع التحرش.
■ حمالة الصدر!
أحيلت بثينة كامل للتحقيق يوماً ما لأنها ظهرت وهى تقرأ نشرة الأخبار من التليفزيون المصرى وقد سقطت حمالة صدرها، ويومها قالت: هعمل إيه وأنا على الهوا، هل أصلحها أمام المشاهدين؟ إنها صدفة محضة وتحدث للنساء كثيراً وهى ليست مصيبة، فهذا خطأ بشرى وارد ولكن المتربصين لهم رأى آخر.
■ قلت لبثينة كامل: أحياناً يقال: «سمعنا كيت وكيت» وأحياناً يقال بيقولوا: «فلان ماشى مع فلانة»، هى شائعات بالطبع، لكن هل لها بصيص من الحقيقة؟
قالت: هو كان وسيط، زميل وصل به الحال أن يقول لى إنتى ليه متصورة إنى عايز أبيعك.
قالت بثينة مستطردة: «أمال عايز إيه؟» قال الزميل الوسيط: «أنا عايزك لنفسى»! لها حق والدة صديقتى إنجى الحداد فى تعليقها «انت اللى نزلت البحر ولا اتبلتيش»!
قلت: هل موقفك جعلك محلك سر دون ترقٍ؟
قالت: دايماً يتقال المذيعة عاوزة زوج شكل اجتماعى، ومسؤول بمثابة فتوة يدافع عنها، وحد ثالث يصرف عليها، ومهنتنا مكلفة كما تعرف، لا تندهش، اذهب إلى غرفة المذيعات لتعرف أكثر!
قلت: ألم تسمعى عن مذيعة جريئة كرامتها فوق الترقى صفعت من طلب منها جنساً وغامرت بمستقبلها؟
قالت: ماصدفتش، لكن أعرف مذيعات تعرضن لنداء من بعض القيادات وأقيل من منصبه بعد حادث تعرض، وأعرف أيضاً مذيعات عملن ما يشبه الثورة اعتراضاً على تصرفات مديرهن الأعوج!
قلت: هل هناك إرهاب مسكوت عنه؟
قالت: الإرهاب الجنسى، التحرش بالرشاوى الجنسية.
قلت: هل الرشاوى الجنسية عرف سائد فى العمل الإعلامى؟
قالت: ليس فقط فى الإعلام «فلوس وشهرة» ولكن فى كل مكان، أنا أعرف صحفية صغيرة تحكى عما يحدث لها يوازى ما ينص عليه قانون التحرش، لأن التحرش ليس فقط مد اليد ولكن من الممكن عرض صور إباحية أو غيرها، واسمه فى فرنسا قانون التحرش المعنوى.
■ صنفت مذيعة للبرامج الدينية!
استقبلت «معلومة» غريبة وأنا أكتب الحوار مع بثينة كامل أنه حين امتحنت فى الإذاعة صنفت كصوت للبرامج الدينية! وأجاز صوتها الأساتذة: أحمد رضوان وحلمى البلك ومحمد سناء وعبدالعال هنيدى وماهر مصطفى، ولم تعمل بثينة كامل فى البرامج الدينية!
■ كاميرا فى مكتب كل مسؤول!
قلت لبثينة كامل: أريد أن أدافع عن ماسبيرو، فما اقتراحك لمعايير منضبطة تحمى أنثى الإعلام من الإيقاع بها؟
قالت بثينة: كاميرات فى مكاتب القيادات.
قلت: يبدو أنك تعرضت لحوادث وأحداث لدرجة أن المذيع طونى خليفة ذكر لها صنعة «القواد» بالخليجى «جواد».
قالت: هذه التجارب لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، يأتينى تليفون ما رأيك فى مذيعة ما؟ يكون العرض أن أعمل بالإذاعة ويقال لى: «خسارة الصوت الحلو ده يعمل فى الإذاعة المصرية». اكتشفت أن «الواسطة» هنا ست ربما زميلة، لكن بعض الستات وسائط!!
قلت لها: هل فى صوتك شىء ما غير عادى؟
قالت: إن ابنة عمتى تقول إن فى صوتى مياصة ودلع!
قلت: لماذا صوتك متهم بالمياصة؟
قالت: صوتى به «بحة»، ذلك هو السبب، وجلبت لى المشاكل.
قلت هل قيادات ماسبيرو كانوا على علم بما يجرى فى الكواليس؟
قالت: عايزنى أتشنق ولا عايزنى يقتلونى.
قلت: انت «عميلة» للحقيقة ولا تنقصك الجرأة؟
قالت: حاميها حراميها!!
قلت: ممن تخشى المذيعة، من القيادات الوسطى أم من القيادات العليا؟
قالت: تخشى من السياسيين ومن رجال الأعمال.
قلت: لو ذهبت مذيعة صغيرة مبتدئة إلى رجل أعمال هل يتحرش بها؟
قالت: والأدباء والمثقفون.
قلت بدهشة: الأدباء؟
قالت: ذهبت إلى أديب مرموق وأنا سعيدة، مش سايعانى الدنيا، رجعت من عنده محبطة وأتعس مخلوق لأنه رآنى «الأنثى» فقط، وصرت حذرة ألا أذهب وحدى، وإذا رفض الحوار، بلاها حوار.
سألت بثينة كامل: ماذا تفعل ابنتك مع المتحرش بها؟
قالت: بتضربه بالقلم على وشه، لكن أنا اتربيت «لو حد عاكسك لا نرد»! الكبت كبت ومتصورين إن منع الاختلاط هو الحل، أنا سجلت لصحفيات فى حملة ضد التحرش، معظمهن تحرش عبر التليفون وكل واحدة سمعت اللى ما ينقال، وقالت لى مرة كاتبة يمنية إن التحرش عندهم «بالقرص» ومعناها الدعوة!
قلت لها: ماذا فعلت البنات أيام الإخوان؟
قالت: تعرضنا لإرهاب جنسى فى زمن الإخوان وكان مباشراً وصفيقاً والبنات نزلوا بالسكاكين!
قلت: هل قلت الحقيقة فى حوارنا؟
قالت: لم أخفها، ربما أخفيت أسماء!
قلت: هل يوجد رجل «تغويه» امرأة؟
قالت: جائز جداً.
قلت: من حاولوا التحرش بك زمان...؟
قاطعتنى وقالت: وإلى الآن، أصل المتحرشين بيعالجوا جروحهم النرجسية بالتحرش وإثبات الذات.
■ بثينة كامل
١- من مواليد ١٨ إبريل ١٩٦٢.
٢- متزوجة من المستشار أشرف البارودى.
٣- تزوجت المثقف المصرى د. عماد الدين أبوغازى وتم الطلاق بعد ٢٠ عاماً من الزواج.
٤- لها ابنة واحدة.
٥- معارضة مصرية.
٦- قدمت على شبكة أوربيت برنامج «أرجوك افهمنى».
٧- بعد تخرجها تم تعيينها فى الجهاز المركزى للمحاسبات.
٨- استمر برنامجها الأشهر «اعترافات ليلية» لمدة ست سنوات.
■ أفضل بدون رجال!
سألت بثينة كامل: هل سافرت إلى الخارج؟
قالت: نعم، ومعظمها مؤتمرات، صحيح ماعشتش هناك لكن كان يقال لى تلميحات جريئة بمعنى هل هناك إمكانية فتح الباب أم لا، على أى حال «الرجل سيئ فى كل الدنيا، والمجتمعات بدونهم أفضل!!».
ملحوظة شخصية: لم أصدق تصريحها الأخير!