بقلم: عـادل عطية
في التفاتة شريرة لتفعيل معنى كلمة "وزارة"، التي هي من الوزر، أي الأثم؛ قرر أحدهم: أن مريم ملاك لا تستحق أي علامة اضافية أكثر من صفر!
وهكذا أصبحت مريم في ليلة من صنع البشر، تحمل لقب: أم الصفر!
وهكذا اغتيل مستقبل فتاة في عمر الزهور، ودفن في بحر الدموع!
ليست الصدمة في أن الوزير طل علينا، ليسبق بعبقريته: علوم كشف الجريمة، وتحقيقات النيابة، وحكم القضاء، مؤكداً: أن مريم هي فعلاً تستحق صفرها المصفور!
ولا في تهديده ووعيده، بأنه سيقاضيها في المحاكم؛ ربما لأنها تجرأت وازعجت ضمائر طال سباتها في الغي!
ولكن لأن مريم ليست وحدها التي تتجرع من كأس هذا الكابوس الدامي، الذي من صنع وزارة تحمل لقب: التربية والتعليم!
فقد انفتحت أبواب الحقيقة المرة على مصراعيها، وصفعتنا عواصف الظلم العاتية؛ عندما انتفض الطلبة المجتهدين، الذين يعرفون كيف سهروا الليالي في تحصيل دروسهم، وكيف أجابوا، وكيف كان يقينهم بالنجاح والتفوق بمرتبة الترتيب الأول!
أقول انتفضوا؛ عندما وجدوا أنفسهم قد أهينوا بمنحهم درجات دنيا لا تتناسب وقدراتهم وتعبهم، حتى أن هذه الدرجات ـ لو خُيّرت ـ؛ لتمردت على الظلم، ورفضت أن تنتسب إليهم!
فأمطروا الوزارة بتظلماتهم التي أكدت أن: العلم ظلام!
في هذا الظلام، ظلام العلم، نصغي إلى اعترافات سيدة فاضلة من المراجعات على المصححين بمراقبة القليوبية، تقول: فوجئت بأن مصححة أخطأت في رصد درجات طالب، فبدلاً من اضافة ثلاثة عشر درجة، اضافت فقط ثلاث درجات، وعندما قمت بتأنيبها، قالت لي بمنتهى الجرأة الشريرة: "بناقص واحد يدخل كلية الطب"!
وقص علينا أحد أبناء الاسماعيلية، وأخ لأخت متظلمة، قصتهما، فقال:
مراقبة الاسماعيلية، بها الكثير من الاخطاء، التي عشناها أثناء تظلم أختي؛ لأن المراقبين هم أنفسهم المصححين من معلمي الشرقية الاخوان، والذين هددوا ونفذوا، بأنه لن ينجح أحد أو يحصل على درجاته؛ انتقاماً من أهل الاسماعيلية والسويس؛ لوقفتهم بوجه الإرهاب، ولاثارة الناس!
فاختي لها أكثر من أربعين درجة، منها اخطاء تجميع، وأخرى تًركت اجابات لأسئلة كاملة دون تصحيح، فقط وضعوا علامة خطأ بحجم الصفحة، مع صفر الخطيئة، مع أن الإجابات صحيحة!
،...،...،...
أما مريم، أبنة المنيا، عاصمة الإرهاب، فقصتها لم تنته بعد..
ففي العام الماضي، تعرضت طالبة أخرى، من المدهش أن اسمها أيضاً مريم، حيث تم استبدال أوراقها، ورغم صرخاتها ودموعها، قامت الوزارة والنيابة الادارية بحفظ التحقيق، دون أن تحصل الطالبة المنكوبة على حقها!
لقد كانت قضيتها التي اندثرت في أروقة الخزي والعار، فاتحاً لشهية هؤلاء المجرمين على الاستمرار في اجرامهم؛ لتصبح وزارة التربية والتعليم، أحق بهذه التسمية: "وزارة الدموع"!...