الجمعة ١٤ اغسطس ٢٠١٥ -
٥٣:
١١ ص +02:00 EET
بقلم - القمص أثناسيوس جورج
تقليد كنيستنا برمته ÙŠØوﻱ تمجيدًا وتطويبًا للعذراء مريم على مدى الأجيال، وهو ليس منØØ© ممنوØØ© لها على وجه التخصيص الشخصي أو بصورة كيÙية؛ لكنه مرتبط برسالتها داخل الخطة الإلهية لسر تدبير الخلاص. وكي٠أن تكريمها ليس بمعزل عن دورها كمختارة لخدمة التدبير من أجل خلاص الناس وتتميم مقاصد الله الأزلية، كي بقبولها الØر المباشر تصير الشرط البشرﻱ الموضوعي للتجسد العجيب، وبإسهام إيمانها وطاعتها الÙورية، وبطهارة تكريس نذرها صارت لها صلة Ùريدة.بالله الكلمة المتجسد . تارة بالقبول الكامل من جهة، وبالعطاء المطلَق من جهة أخرى، استØقت أن تكون كرمة Øقيقية Øقانية، Øاملة عنقود الØياة، ومن Ø«ÙŽÙ…ÙŽÙ‘ صارت Ø´Ùاعتها قوية ومقبولة عند مخلصنا، تشÙع ÙÙŠ كل ØÙŠ ÙƒØواء جديدة؛ وكأم قادرة رØيمة ومعينة، وسÙور ÙˆØصن للخلاص تنظر إلينا من المواضع العلوية وزينتها ÙÙŠ السموات.
لذلك استشÙاعنا بها وتمجيدنا لها ليس بØال٠من الأØوال Øالة عاطÙية أو وجدانية ÙØسب، بل لها أساسها ÙÙŠ اللاهوت الكتابي والكنسي المستقيم. وهي التي أوصت الكنيسة كلها عبر الأجيال كي تÙعل كل ما قاله لنا ابنها وملكها ومالك الكل. Ùهوذا منذ بشارتها تطوÙّبها جميع الأجيال؛ لأن القدير صنع بها عظائم، وقد أتى تمجيدها بشكل ثابت من مكانتها كوالدة الإله القديسة ÙÙŠ كل شيء، وأم ملكنا ومخلص كل Ø£Øد؛ أصلنا ومركزنا الوØيد والوسيط الشÙيع، الذﻱ به وعليه يستند كل شيء، ابنها الوØيد الجنس بÙكرنا ورب الكل.
Ùهي مكرمة من أجله، ومن أجل سر Øياتها كعرش العليّ، ومن أجل بهاء ولمعان نقاوتها؛ عندما خضعت للإرادة الإلهية وصارت Ø£ÙŽÙ…ÙŽØ©ÙŽ الرب، وقبلت أن تØيا كقوله، ممتلئة من النعمة والرب معها، وظللتها قوة العلي؛ كون القدوس المولود منها يتجسد بسر معظم لا ÙŠÙنطق به ومجيد. لهذا رأتها الكنيسة كيمامة جليلة ØªØµÙŠØ Ø¨Ø§Ù„ÙØ±Ø ÙˆØ¨Ø¨Ù‡Ø¬Ø© الخلاص الثمين؛ لأن عنقود كرمتها قد أثمر رأس ÙŠÙنبوع الØكمة بالÙهم العالي، الذﻱ للإناء المستور قبل كَوْن العالمين، Ù…Øتو٠للنور من النور ÙÙŠ Øضن الآب كل Øين... رأتها ككنز Ø®ÙÙŠ Øامل للأسرار وبها الوعد ÙˆÙÙÙّي لسائر الآباء الأبرار، وهي أيضًا مظلة وينبوع ÙˆÙجر مشرق بالتهليل، ليروﻱ ويÙشرق ويبارك ÙˆÙŠÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ø¨Ø±ÙƒØ§Øª والخيرات؛ مزيلاً كل اللعنات.
ÙÙ…Ùنْ Øقل كرمتها المشهور أتى الÙائق الجوهر الذﻱ ÙŠÙوق كل كنز أبهر. ومنها ظهر الزرع الإلهي المثمر وسط عالمنا المÙÙ‚ÙÙر.. وابنها الÙادﻱ القدوس هو الذﻱ صَيَّر المشجوب مبرورًا؛ وأنار بخلاصه العالم كله، ÙˆÙ„Ø§Ø ÙجرÙه٠بالإشراق على الجالسين ÙÙŠ الظلمة وظلال الموت، Ùبينما هو صانعها وجنينها، وبينما هي بيده مبدوعة؛ إلّا أنه ÙˆÙلد كصبي منها كالتدبير، وجعلها سÙينة نجاة ÙƒÙ†ÙˆØ Ø¬Ø¯ÙŠØ¯.
نجمتها بدرية ÙˆØقلها مبرور؛ لكنه مع كونه غير Ù…ÙÙÙŽÙ„ÙŽÙ‘Ø Ù…Ù† ذاته إلا أنه ÙÙŽÙ„ÙŽÙ‘ØÙ‡ وسقاه روØÙ‡ القدوس الصريØ. وبه صارت رجاءً لمن خاب رجاه (Ø£ÙÙ… وعرش وعذرا) (بÙكر وبتول وعروس)ØŒ وجعلها Ø´Ùيعة ومعينة لمن يريد، ونموذج ØµÙ„Ø§Ø Ù„Ù„ØªØ§Ø¦Ø¨ÙŠÙ† والسالكين على الدرب، دواؤها ÙŠÙبرئ التعبان؛ وقÙوتÙها Ùاق الأثمان وزهرتها روعة البستان، وثمرتها استÙعلنت بالظهور المØيي بأجلى بيان، وأَمَة عروسة الديان.
تمجيدها صار تعزية وبركة للصديقين والمستقيمين؛ لأنها ولدت مخلص العالم الذﻱ أتى وخلص Ù†Ùوسنا من الموت والندامة، وتعظيمها صار لأنها أم نور العالم الذﻱ لا ÙŠÙدنىَ منه، ملكة الكل التي قامت عن يمين الملك؛ وسلامها مليء Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ القدوس، وإيمانها ودعتها عاشتهما عندما آمنتْ بما قيل لها من قبل الرب. Ùآمنت وتكلمت وعملت واستØقت النعمة والÙØ±Ø ÙˆØ´Ø±Ù Ø£Ù† يكون مولودها قدوس القديسين، وبه أضØت هي المجمرة الذهب النقي الØاملة العنبر المختار، ومدينة أورشليم التي قيل عنها أعمال مجيدة، كسماء ثانية ومنارة ذهبية Øاملة جمر النار وبخور العطر؛ Øيث العليقة المرموز إليها ÙƒØاوية لجمر اللاهوت تسعة أشهر ÙÙŠ Ø£Øشاها ولم تمسسها بأذÙيَّة.. تابوتها مغشًّى بالذهب الØÙ‚ من داخل ومن خارج، وقÙسْطها ذهبي موضوع Ùيه من الØياة، وقد Ø£Ùرخت وأينعت كعصا هارون، وصارت هي لوØا الشريعة الجديدة، وباب المشارق الذﻱ أتانا منه إله الكل ومجده ملأ البيت.
أم وعذراء، ملكة وعبدة، دخلها الكلمة اللوغوس Ùصار صامتًا ÙÙŠ بطنها. سكنها راعي الخرا٠الناطقة Ùصار Øَمَلاً ÙŠØمل خطية العالم كله، Øملته غنيًا قديرًا ومشيرًا ليعين المجرَّبين وينتشل الخليقة. تمجيدك٠يا عذراء ÙÙŠ دورك٠الذﻱ Øان ÙÙŠ ملء الزمان، عندما أرسل الله ابنه مولودًا منك٠Øسب مشورته الخÙية، لتكوني خادمة لسر التدبير؛ كجسر الله إلى العالم؛ وكسÙلَّم يعقوب الØقيقي Øيث Øَلَّت عليك الشكينة؛ وصرت٠مسكن الله مع الناس ومقر المجد الذﻱ بات هيكلاً جديدًا؛ وخيمة اجتماع ملكوتية الأبعاد، وما كان رمزًا؛ أضØÙ‰ بك٠راهنًا.
لذا أبدع الآباء ÙÙŠ تطويبها؛ ووصÙوا ØÙجَالها ومَعْمَلها وكنزها وشمسها وقمرها وسماء Ùضيلتها السرائرية؛ كمركبة نورانية شاروبيمية، تهيأت Ù„Øمل Øامل كل الأشياء بكلمه قدرته. ووجدوها أصل كل تعظيم، وبسببها أعلن الانجيل (مبارك الآتي باسم الرب) لما أتى منها سيد الكل وقاهر الموت ومØØ·Ùّم الجØيم.. ولما خرج من بطنها صانع الخليقة الأولى ليÙØµÙ„Ø Ùساد الإنسان الساقط، وبيده ملكوت السموات.
نمجدك٠يا عذراء يا أمنا لأن ربنا يسوع ÙˆÙلد منك٠Øسبما أراد هو، وسكن ÙÙŠ هيكلك٠الذﻱ بناه هو بنÙسه، جاعلك٠مصباØًا لا ينطÙئ وتاجًا للطهارة والÙضيلة، وعتيق الأيام تجسد جنينًا ÙÙŠ Ø£Øشاك٠وهو غير المØدود.. لذلك لا توجد كلمات بشرية ولا تعبيرات لغوية يمكن أن تصÙÙƒÙØ› ولا ألوان ترسم أيقونتك٠العجيبة يا ابنة داود، يا من سكن Ùيك٠الكلمة ÙˆØملتية ودللتيه وأطعمتيه، وكنت٠أمه ÙÙŠ المزود والهروب إلى مصر وعند الصليب؛ وجاز Ùيك٠السي٠من كل جانب؛ Øتى نزوله على الصليب وتكÙينه وقيامته وإلى صعوده ÙÙŠ جبل الزيتون. Ùأنت٠من أرضعتيه من لبن Ù…Øبتك٠وأجلستيه على ركبتيكÙØŒ وصرت٠مثالاً للذبيØØ© السمائية، وأيقونة من أخذتْ النور والØÙ‚ والØياة ÙÙŠ Øضنها، ÙمنØك٠الدالة عنده، وجعل بشارتك٠بشارة عهد النعمة ÙˆØضور الرعاة وسجود Ø§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ ÙˆÙ…Ø¬Ø¯ الأعلى وسلام الأرض ومسرة الناس، ودخول الهيكل ÙˆØمل نور الخلاص وبصيرة الانطلاق. ÙØ£Øشاؤك٠قلبت المعايير ÙˆØوَّلتها، Øالما أتاك٠مÙثبÙّت الأنظمة وخالقها، وصنع عندك٠مكانًا لنÙسه، وبقوته وخواÙÙيه٠ØماكÙØŒ ولا توجد لغة تعبÙّر أو تقترب لتعبر عن هذا التدبير، الذﻱ به نزعت٠شوكة الÙساد والموت واللعنة، والذﻱ به مات الموت وانهدم الجØيم وانغلبت الهاوية، وظهرت القيامة وأعلنت بصمتها لبراءة الكل من العصيان، وبجسد المخلص صنع الشÙاء وختم كيانه على إنسانيتنا؛ مبارÙكًا طبيعتنا Ùيه، تلك التي اتخذ عَجْنَتَها منك٠بميلاده العذراوﻱ الأسمى سمو السماء وعظمة الأبدية.