الاربعاء ١٢ اغسطس ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
ليس شماتة مني في الولايات المتحدة ولا لشعبها، لكن بعد المرور في تجارب الثورات والفراغ الأمني التي مرت بها بلادنا الحبيبة مصر، أحب أن أنصح القائمين على الأمن بولاية فيرجسون الأمريكية وزملائهم القائمين على الأمن في سائر الولايات المتحدة بأن ينظموا لجان شعبية لحماية أملاكهم، هذا ما يتجه له بعض التجار في الولاية لحماية متاجرهم بالسلاح كما أعلنوا.
الأمر خطير منذ اندلاعه على إثر مقتل مايكل براون المراهق الأسود اللون على يد شرطي أمريكي أبيض اللون، فيما اعتبره الكثيريون ردة نحو العنصرية المقيتة التي نبذها المجتمع الأمريكي منذ عقود طويلة وكللت في وجهة نظر الكثيرين بوصول زنجي لرئاسة الجمهورية، لكن ما دفع الزنوج بميسوري للاحتجاج هو تبرئة الضابط دارين ويلسون من تهمة قتل الأسود الأعزل مايكل براون، وحلول الذكرى السنوية لمقتل المراهق وهي الاحتجاجات التي شهدت تبادل إطلاق نار ما أسفر عن إصابة تايرون هاريس شاب في الثامنة عشر من عمره بإصابات خطيرة وتوجيه له تهم الاعتداء على رجال الشرطة، وقد حدد الإدعاء الأمريكي مئتي وخمسين ألف دولار ككفالة له.
الأمر جد خطير، فالتناقض بين في المجتمع الأمريكي ليس فقط في تولي زنجي من أصول أفريقية لرئاسة الجمهورية في المقابل الصدام الجاري بين الزنوج والقائمين على إجراء العدالة في الولايات المتحدة لكن وبينما يولى أول زنجي رئاسة هيئة الأركان الأمريكية تحدث تلك المظاهرات السلمية - وإن كنت أشك في سلميتها- إذ يشهد الكل أن بها تبادل إطلاق نار وهو ما يعني بالنسبة لي أنه خروج على السلمية المعروفة والوصول لسلمية الإخوان المتبعة في مصر، ولا مبرر لإطلاق النار من قبل المتظاهرين بالقول أن الشرطة أطلقت النار، فالمظاهرة السلمية ينزل أهلها للمظاهرة دون سلاح أصلاً.
ما أكتبه ليس دفاعاً عن الشرطة الأمريكية، ولكن قول الحق - ليس كما يفعل الحقوقيون الممولين من أمريكاـ ولكن كما يملي علي ضميري فإن كانت الشرطة الأمريكية مخطئة في أسلوب فرد قتل المراهق براون وقد برأته المحكمة، في حين أن براون هذا لم يهاجم الأقسام ولم يحاول قتل من بها ولم يطلق النار عليها لكن كل جريمته هي أن الشرطي اشتبه به ولم يقبل براون توقيفه من قبل الشرطي فقتله.
آخر القول، حتى لا أطيل عليك يا صديقي، ممارسة الشرطة في كل مكان في العالم بها تجاوزات وتلك التجاوزات قد يراها القضاء أمور طبيعية ويبرئ الضباط لكن عليك أن تعرف أيضاً أنه يأتي وقت وتفشل الشرطة في تأمين المدن بسبب الضغوط في التظاهرات، وهو ما يبدو أنه كاد أن يحدث حتى قرر التجار في الولاية أن يحموا بأنفسهم أنفسهم كما أسلفنا، ما يعني أن شرطتنا حين سقطت بتدخل حماس وكثافة المشاركين في ثورة يناير والهجوم على الأقسام من الإخوان كانت مضطرة لهذا.
المختصر المفيد حتى في أمريكا الشغب غير سلمي، والشرطة تتجاوز والقضاء يبرئها.