- سيدة بسيطة تسأل المرشَّحين: هل يأتي المجلس لكم بالذهب، حتى تنفقوا كل تلك الأموال؟
- قانون الطوارئ وحق الصحفيين في الحصول على المعلومات
- دراسة حديثة تؤكد سيطرة التيار السلفي على الإخوان المسلمين
- الأنبا "يوحنا قلتة": معالجة الاحتقان الطائفي تأتي من خلال المساواة واحترام الآخر وتطبيق القانون
- كلمة السر.. عدس
رسالة إلى.. "فان جوخ"
بقلم: محمد بربر
واحسرتاه عليك يا "فان جوخ", لقد فعلها اللصوص وسرقوا ذكرياتك مع "زهرة الخشخاش", أعلم أنك لو كنت بيننا اليوم لبكيت حتى الثمالة, لكنني أحملك المسئولية عن كل ما حدث, لماذا كنت ترسم أزهارًا وأنت تعلم أن هذه الأزهار سيكون مصيرها مجتمعـًا لا يعرف الفن ولا يتذوقه؟؟ اتهامى في محله؛ فحتى إن لم تكن تعلم, لماذا يا "فان" لم تتوقع حدوث مثل ذلك؟؟
ثم أي زهرة تسمح لك مخيلتك أن ترسم؟ وكيف لو تتوقع أن ينتظر اللصوص نوم الحراس ثم يتناوبوا على سرقة المتحف؟؟ ولا تعجبهم سوى لوحتك البديعة، والتي قدروها -في زمانهم الأغبر- بملايين من الدولارات, هل نسيت يا "فان" أنهم ينتمون لمجتمع يلفظ الكثير من أبنائه أهل الفن، ولا يقدرون قيمة هذه اللوحات الثمينة؟؟ وهل نسيت أيضًا أن في مثل هذا المجتمع يكون من الطبيعي جدًا أن تُسرق لوحة بملايين ولا يُقال معالي الوزير، أو حتى يُسأل في الأمر؟!
الأدهى من ذلك يا عزيزي.. أنك لا تعرف -على ما يبدو لي- أن في هذا المجتمع أيضًا قد يدخل اللصوص ويخرجون، وربما يكونون قد تناولوا طعام الإفطار ووجبة الغذاء, أضف إلى ذلك تناولهم شاي وقهوة, كل ذلك والكاميرات معطلة, يعني يسرق اللص فيهم ويشبع سرقة، ولا يجد مَن يضبطه ويلقي القبض عليه, ونحن قد اتفقنا مسبقـًا أنه -عادي جدًا- يأتي المسئولون بسياراتهم المصفحة، ويظلوا يتفحصون سلالم وأرضيات المتحف -على أساس أن اللصوص قد اختبأوا تحت هذه الأرضيات- ثم يقومون بكتابة تقارير, وتُرفع التقارير للمسئول الأعلى, ومن تقرير إلى تقرير، ومن مسئول إلى مسئول، ثم لا شيىء في النهاية إلا من فضيحة عالمية!!
نعم يا "فان", سوف تتسبب لوحتك الثمينة في فضيحة بجلاجل لمصر المحروسة, فبينما تحرص "أمريكا" والدول المتقدمة، وحتى الدول المتأخرة والمتخلفة، على أن تنظم حملات دعاية لتنشيط حركة السياحة داخل تلك الدول، وتعريف السائحين والأجانب بآثارها وحضارتها, تجد مصر -وهذا للحق تميز- مصابة بداء الفضيحة, حيث الحوادث من النوع الثقيل التي ترهب السائح وتجعله يقسم -ورأسه بألف سيف- ألا يعود مجددًا بعدما تخيل أن اللصوص الذين سرقوا لوحتك يا "فان" قد هددوه بالسلاح أثناء تجوله بالمتحف، وسرقوا نقوده ثم قطعوا رأسه.
عزيزي "فان", عذرًا.. لا تندم على هذه اللوحة الرائعة بكل المقاييس, فقد شاهدها الملايين وأقسموا أنك الفنان الأعظم, وعذرًا لأن لوحتك كانت في مجتمع لا يحمي سوى المدعين والمتاجرين بآلام الناس, وتأكد أنه لا أحد يعرف إلى أين يذهب هذا الوطن, ومتى يعود.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :