الأقباط متحدون - هل يقع السيسي في حبائل أشرار يستغيثون به بعد فوات الآوان؟؟
أخر تحديث ٠٩:٢٢ | الاثنين ١٠ اغسطس ٢٠١٥ | ٤مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٤٨السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل يقع السيسي في حبائل أشرار يستغيثون به بعد فوات الآوان؟؟

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي
عساسي عبدالحميد – المغرب
ذوبان دول مجلس التعاون الخليجي في الوعاء الايراني آت لا ريب فيه ، وهو ذوبان كان من الممكن تفاديه في الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الفارط ، أما اليوم فلا  وألف لا   ، لقد جفت الأقلام ورفعت الصحف ، وهاهو مشروع رؤية 2025 الايراني الذي وضعه مجمع تشخيص النظام  الذي يترأسه الرئيس السابق "هاشمي رفسنجاني" يرى النور ويغري كل العالم ويسيل لعاب كبريات الشركات العالمية ما عدا طبعا حكام مجلس التهاون الخليجي الذي يتمنون لو أن السماء تمطر  نيازك  وشهب ملتهبة  على ايران الصفوية... المجرمة... الرافضية... المجوسية... بنت المتعة كما تنعتها الفصائل الوهابية النازية  الموازية للنظام السعودي وتحولها الى أثر بعد عين لتريحهم منها لأنهم سيذوبون  في وعاء صفوي كان مزاجه فاروتا كافورا ،
.....................................................
 يتساءل الكثيرون كيف كان من الممكن في الماضي تفادي ذوبان الشريط الغربي للخليج الفارسي في الجسم الايراني وهو قادم وقدومه لاح في الأفق ؟؟؟ آه.....آه ...!!! كانت لدى هؤلاء الأغبياء الشواذ فرصة لتفادي هذا الذوبان ...كان بامكانهم عمل ثلاثة أشياء ....
1--  تأهيل اقتصاد العراق بعد خروجه من حربه المدمرة مع ايران و الاحتفاظ به كحائط صد، وتأهيل الاقتصاد العراقي ليس بالهبات والإكراميات أو المال الخاص لطويل العمر، بل بالاستثمارات في الأوراش التنموية العملاقة في مجالات الطاقة والصناعة والفلاحة والسياحة والاتصالات والخدمات، وهذا ما لم يفعلوه ،وكانت تكلفة اعادة تأهيل العراق أقل بكثير من تمويلهم لحرائق ومصائب من 1990 الى يومنا هذا انخرط فيها هؤلاء الأغبياء، وهنا يكمن سر غبائهم ولب  شذوذهم .....
 
2—كان على متلوطة  الخليج أن يعملوا على توطين وتجنيس العمالة المحسوبة على الأنظمة السنية ( بلدان مصر وشمال افريقية- السودان –باكستان ..... ) ومنح من يستحق من الجيل الثاني والثالث مناصب سيادية كوزير و سفير ومستشار و قائد جيش  عرفانا وتقديرا لآبائهم الذين  بنوا بسواعدهم الصروح و شقوا الطرقات وشيدوا  القناطر وجمعوا القمامة ونظفوا الأرصفة و أعدو الأطعمة لبطون  جشعة نهمة ....
3—كان عليهم الاندماج في اتحاد كونفدرالي و توحيد الجيش والعملة ...
هي ثلاثة خطوات و قرارات وارادة سياسية  كان يجب على هؤلاء الأغبياء  فعلها في وقتها، أي ما بين آواخر الثمانينات و بداية التسعينيات من القرن الماضي،  وكان من شأنها أن تجنب أنظمة الشريط الغربي لبحر الفرس هذا الذوبان الذي يرعبهم،  أما اليوم فلا جدوى منها .... لا جدوى منها....  لقد أخطأ هؤلاء الشواذ في حساباتهم و الأدهى أنهم أمام لاعب شطرنج يعرف كيف يحرك كل بيدق في الوقت والمكان المناسب و أمام تاجر بازار داهية يزن الصفقات ببيض النمل و لا هامش عنده للخطأ أو الارتباك...  وكما قال الرئيس اليمني على صالح الذي ينعته مخبرو قناة الصرف الصحي الجزيرة بالمعزول (( لقد فاتكم القطـــــــــــار نعم فاتكم القطار الذي مر في وقته و لم تركبوه فجنت على نفسها براقــــــــــش ))
..........................................
ايران بساكنتها البالغة 80 مليون نسمة وعمقها الحضاري الضارب في جذور التاريخ و حيوية شعبها النشيط فكريا و عمليا وقابليته الكبيرة  للتعامل مع العلوم والتكنولوجيا الحديثة وموقعها الاستراتيجي الواقع على طريق الحرير الآتي من الصين عبر كابل و سمرقند وحيدر آباد، ايران هذه  أعدت مشروعا نافعا ليس لحليفيها التقليديين روسيا والصين فحسب ، بل حتى لواشنطن وعواصم الغرب ، و اسرائيل أيضا  وان أبدت هذه الاخيرة تمنعا ورفضا فهذا لا يغدو كونه تمنع حسناء ملحاحة ذات ظرف و ملاحة أمام فارس لم يعطيها من النظرات والاشارات ما يشبعها ويريحها ، ولعلم الجميع أن رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتانياهو" الذي وصف اتفاق فيينا 5+1 بخصوص الملف النووي الايراني بالخطأ التاريخي القاتل قد قام بانشاء صفحة على الفايسبوك باللغة الفارسية (...) ...
حتى تصريح المرشد الروحي بعد التوقيع على اتفاقيات فيينا بأن نظرة ايران لأمريكا لن تتغير يجب قراءته من ركن آخر ، فتصريح من هذا النوع سيجعل واشنطن أكثر لجاجة والحاحا في طرق باب تاجر البازار وبحماس..
................................
من يضع يده في يد حكام مجلس التعاون الخليجي  لا يخسر فقط  بل يصاب هو الآخر بالغباء و يفلس ...ومن يصر  على التحالف مع السعودية و يعطي وعودا لهذا النظام على ارسال شباب وطنه ليموت بدلا عن السعوديين  يكون قد جر شعبا برمته نحو هاوية الافلاس ....
.........................................
أتمنى أن يكون تعامل صناع القرار بالقاهرة  مع السعودية يدخل في اطار تدبير المرحلة ليس الا ، فالنظام السعودي ساقط لا محالة وستشهد الايام المقبلة استيقاظة غير مسبوقة  لخلايا داعش النائمة بالمملكة التي ستضرب بقوة أهدافا مدنية وسيادية  ،  والشريط الممتد من سامراء مرورا ببغداد والبصرة والكويت والقطيف والاحساء  والبحرين و قطر حتى جزر الحلانيات بالساحل العماني  كله سيذوب في الوعاء الايراني ....وهذا ما تقتضيه مصلحة العالم الآن ....
 
...................................
كبار العائلة الحاكمة بالسعودية على بينة بما ينتظر المملكة من تمدد داعش اليها ومن تنامي دور الايران الاقليمي الذي سيذيب الشريط الغربي للخليج الفارسي بالكامل  في وعاء أبي لؤلؤة المجوسي و لهذا هم أي السعوديون مستعدون للدفع أكثر ما نتصور من سيولة على شكل أهرامات أكياس الرز لمصر لكي يحارب جيش هذا الأخيرة الإيرانيين بدلا عنهم 
.......................................
 
 
في الوقت الذي تتهافت فيها كبريات العواصم الغربية على ارسال وزراء خارجيتها لإيران و تبعث دعوات رسمية للرئيس حسن روحاني لزيارات عمل نجد صناع القرار بالقاهرة يديرون ظهرهم لايران التي لم توجه لهل الدعوة لحضور مشروع قناة السويس الى جانب تركيا واسرائيل وسوريا، وهنا قد يكون للسيسي حسابات معقولة في عدم استدعاء ايران لحضور حفل افتتاح مشرع قناة السويس الجديد ، لكن الغير المعقول هو التمادي في توعد ايران  ان استهدفت أمن الخليج الذي هو جزء من الأمن القومي المصري !!!؟؟؟
............................................
ايران لن تقوم يأي عمل عسكري اتجاه بلدان الضفة الاخرى ، كل ما ستقوم به هو التعامل مع كبريات الشركات العالمية التي ستزيد من فروعها بالمنطقة وهذه الفروع ستشغل ايرانيين و سيحظى الكثيرون منهم بمناصب حساسة ، السعوديون يعلمون قبل غيرهم أن أي محاولة من جانبهم لتخفيض كميات الانتاج النفطي بغية الرفع من سعره سيواجه بزيادة تسويق الصخور النفطية الأمريكية و تدفق النفط الايراني  هذا طبعا بموازاة مع عملية نوعية لداعش ضد أكثر من هدف داخل المملكة كانذار على تصرف المملكة ....
.....................................................
على صناع القرار بالقاهرة التحلي بالبراغماتية والواقعية اتجاه هذا الظرف المفصلي الدقيق لأن سيضطرون في الغد الى طرق باب تاجر البازار الايراني الذي سيملي شروطا مفصلة ومتعبة ، ما زالت أما المصريين فرصة ذهبية للتعامل مع هذا المستجد الخطير، وما زالت أمامهم فرصة جيدة للتموقع و خير وسيلة لهذا التموقع  هي أن تبادر مصر فورا مع اثيوبيا الى تشكيل فضاء اقتصادي يضم بلدان حوض النيل فهو الاطار الأنسب للتعامل العقلاني مع المرحلة .....وهذا سيفيد مصر وسيصب في نفس الوقت في  مصلحة ايران  كدولة مركز في قلب العالم ومفترق طريق الحرير وقلب العالم النابض يا صاح، هو هذا الحزام  الممتد من كابل شرقا حتى طنجة المغربية غربا مرورا ببلدان حوض النيل ...  
 
Assassi_64@hotmail.com
 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter