بقلم:يوسف سيدهم
قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها(547)
يوم الأحد الماضي جرت وقائع اجتماعات الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية,وهو الحوار الذي سبق أن تناولته في هذا المكان منذ نحو شهرين لدي زيارة رئيس القيادة المركزية الأمريكية المشتركة للقاهرة واجتماعه بالرئيس المصري حيث أشار الرئيس السيسي آنذاك إلي أهمية هذا
الحوار للعلاقات بين البلدين…وقتها كتبت تحت عنوان هل يعود الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية؟ وراصدا عدة علامات علي تحسن الأجواء التي توترت عقب ثورة30 يونية وظهور مؤشرات إيجابية علي تصحيح نظرة الإدارة الأمريكية لتلك الثورة وتفهمها لإرادة الشعب المصري التي فجرتها…أيضا نوهت عن الحكمة السياسية المصرية في التعامل مع الخطاب العدائي الصادر عن البيت الأبيض-والذي أغضب المصريين جدا والتي أكدت علي الحرص علي الحفاظ علي الأصدقاء القدامي بجانب سعيها للتقارب مع أصدقاء جدد علي الجانب الآخر من العالم…والواضح أن تلك الحكمة السياسية آتت ثمارها وعاد الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية,وهو الأمر الذي ينعكس إيجابيا علي البلدين استراتيجيا وعلي مصر عسكريا واقتصاديا وسياسيا.
ذلك هو الجانب المعلن في ملف العلاقات المصرية الأمريكية…إذن أين المسكوت عنه أو غير المعلن ؟…هذا ما أريد تسليط الضوء عليه اليوم وهو إسهام آلة السياسة الأمريكية في تقديم برامج للتوعية ورفع كفاءة الشباب المصري ديمقراطيا.
جاء ذلك من خلال برنامج ينظمهمكتب شئون التعليم والثقافة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية ويستضيف في دورته الحالية ستة من شباب الإعلاميين المصريين -من بينهم شاب وفتاة من أسرة وطني. البرنامج يحمل عنواندور الإعلام في الديمقراطية مدته ثلاثة أسابيع تشمل زيارة عدة ولايات أمريكية ويستهدف المحاور الآتية:-
-فرص حقوق والتزامات الصحافة الحرة في مجتمع ديمقراطي.
-إلقاء الضوء علي دور كل من الإعلام المقروء والمسموع والمرئي والإلكتروني في صناعة الأخبار والمعلومات.
-التعرف علي نظام التعليم في الولايات المتحدة وبرامج تنمية وتأهيل جيل الشباب المقبل للعمل في حقل الإعلام.
-مناقشة الجهود المبذولة من أجل تأمين وحماية حريات التعبير والصحافة.
أدرك وأنا أعرض هذه المحاور التي تبدو عظيمة وبناءة,أن هناك قدرا من التوجس لدي قطاعات من الإعلام والرأي العام إزاء نوايا الإدارة الأمريكية تجاه بلادنا ومنطقتنا عموما,وألتمس العذر لذلك التوجس إذ أن تلك القطاعات ماتزال تحمل مشاعر عدم الثقة-ممزوجة بالغضب والمرارة-لكل ماهو أمريكي,لكنني لا أستطيع غض النظر عن علاقات عديدة مشجعة وإيجابية في البرنامج,بل أراهن علي أنهما صممت لصالح إعداد وتأهيل الشباب المتلقي لها,كما أراهن علي وعي أولئك الشباب ووطنيتهم وقدرتهم علي التقاط الغث من السمين وتوظيف السمين فيما يعود لصالح ممارستهم لأدوارهم الإعلامية ويعلي من شأن وطنهم مصر في مساره نحو الديمقراطية والصحافة.
وقد استرعي انتباهي خلال قراءة فاحصة لتفاصيل هذا البرنامج أنه يتضمن حشدا من الزيارات والمحاضرات التي تخدم أهدافه ومحاوره والتي أتطلع بشغف أن أعرف من الشباب المصر لدي عودته كيف أضافت إلي مداركه وأهلته لممارسة دوره الإعلامي والإسهام في صناعة التغيير في هذا البلد…تعالوا معي لنتعرف علي بعض التفاصيل:
*العاصمة الأمريكية واشنطن:
زيارة وزارة الخارجية الأمريكية والتعرف علي النظام الفيدرالي في حكم الولايات المتحدة,وزيارة مبني الكابيتول الذي يضم الكونجرس بمجلسيه,ووزارة العدل الأمريكية,ثم نادي الصحافة القومي,والمركز الدولي للصحفيين,ومركز خدمة الأخبار الدينية,ويعقب ذلك زيارة المحطة الإذاعية الشهيرةصوت أمريكا,ومركزفريدم هاوس الذي دأب علي مهاجمة مصر في تقاريره الأخيرة والذي أتشوق لأسمع من الشباب ماذا وجدوا وسمعوا فيه.
-رينو-ولاية نيفادا:
زيارةمدرسة رينولدز للصحافة زيارة تحالف نيفادا الإعلامي ثم صحيفةرينو جازيت,ثمالاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.
*أتلانتا-ولاية جورجيا:
زيارة مركزجيمس كوكس للتدريب وأبحاث الاتصالات بجامعة جورجيا,ثم زيارة المقر الرئيسي للفضائية العالميةسي.إن.إن وزيارة مقر صحيفة أتلانتا ديلي وورك.
-ألباني-ولاية نيويورك:
زيارة مقر لجنة الحكم بولاية نيويورك,ثم زيارة جامعة ألباني-برنامج الصحافة,وزيارة محطة إذاعة الراديو الأهلي لشمال شرق أمريكا وأخيرا زيارة صحيفة تايمز يونيون المجلة اليومية في نيويورك.
-نيويورك-بولاية نيويورك:
زيارة كلية الصحافة بجامعة كولومبيا,ولجنة حماية الصحفيين ثم زيارة مقر الصحيفة العريقةوول ستريت جورنال.
البرنامج حافل ولا أستطيع أن أسرده بالتفصيل مستعرضا أهدافه ومضامينة, الموضوعية لكن أتوقع غزارته وفوائده الجمة وأتمهل علي قياس أثره لحين لقاء الشباب المشارك فيه بعد عودته بإذن الله.