الأقباط متحدون - ارتجالية السيسي حرمان أم من القلب
أخر تحديث ١٥:٠٥ | السبت ٨ اغسطس ٢٠١٥ | ٢مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٤٦السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ارتجالية السيسي حرمان أم من القلب

السيسي
السيسي
مينا ملاك عازر
عودنا الرئيس السيسي على ارتجال خطاباته حتى في المرات التي كان بين يديه خطاباً مكتوباً نجده ينحيه جانباً نهائياً أو لو ثواني - كما فعل في حالة الاحتفال بافتتاح قناة السويس- ثم يعود له ثانيةً، والسؤال الذي يجب طرحه، لماذا لا يكتب الرئيس السيسي ما يريد قوله في خطابه المكتوب هذا؟ لماذا يخفي خواطره عن مستشاريه أم أن الأمر ليس كما أطرحه إخفاء خواطر وإنما هو محض خواطر تأتيه وليدة اللحظة.
 
إن كانت الخواطر وليدة اللحظة وعفو الخاطر فحقه، لكنني لا أظن كذلك فاسترسالها وطولها ينفي أنها خاطر عابر، تعدد المحاور المطروحة ارتجالاً يوحي لي بأن الرئيس السيسي يتعمد ألا يكتب ما يريد قوله أو يحتفظ لنفسه بأفكار ما وهذا يجعلني أتساءل، لماذا هذا الإصرار على القفز على الرسميات؟ لماذا هذا الأسلوب الارتجالي حتى وهو يخطب في حضرة زعماء وممثلي زعماء العالم؟ أظن أن الإجابة، الرئيس السيسي يفعل هذه التنحية للخطاب المكتوب أو عدم كتابته في الأساس لأحد سببين، إما لحرمان من فرص الارتجالية منذ أن كان عسكرياً صغير السن والرتبة في الجيش المصري حيث لا تترك فرصة

للارتجالية والصدف، وكل شيء منظم وحتى تقلده أعلى المراتب العسكرية بوصوله لكرسي وزارة الدفاع حيث لا شيء يمشي بدون تنظيم، والسبب الثاني أنه يفضل الكلام من القلب وأنه على ثقة وتفهم تام بأن الشعب المصري يفضل في معظمه هذه الطريقة في التحدث إليه إذ أننا في طبعنا شعب يحب الطريقة المسماه بالهلهلية والتبسط، وهو ما يصل للشعب من أسلوب الرئيس في الارتجالية المتبعة في خطاباته، وإن خيرتموني بين السببين ليكن دافعاً للرئيس للتحدث بارتجالية سأختار السببين كليهما، فالرئيس متفهم حاجة شعبه للقرب منه، وهو يتمرد على القواعد ويكسرها ويحطمها ما دام لا يخالف القانون واللوائح

والمتبع والقواعد المتعارف عليها دبلوماسياً وبروتوكولياً لكي يصل لهدفه بقوة، ومن ثمة فالرئيس السيسي يرتجل لأنه رجل يعرف كيف يصل لهدفه من أقصر الطرق، وبدون الاصطدام بالقواعد والأعراف التي يمكن كسرها، ومن خلال التعامل مع القواعد والأعراف التي يجب مراعاتها وإن كنت أخشى عليه أن يقع في خطأ ما فأنصحه بما أتوقع أنه يتبعه بدون الإعلان عنه، وهو كتابة خطوط عريضة لخطاباته الارتجالية، ورغم هذا أخشى في أن يستخدم تعبير خطأ يسيئ له لا قدر الله وربنا يستر.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter