الخميس ٦ اغسطس ٢٠١٥ -
٤١:
٠٦ م +02:00 EET
العذراء مريم والثÙÙŠÙؤطÙوكÙياتÙ
بقلم : القمص اثناسيوس جورج
( علم الثيؤطوكولوجيا)= المريميات .
نشأت الثيؤطوكيات كأدب كنسي مكتوب يتضمن إيمان الكنيسة المØÙوظ ÙÙŠ وعيها وضميرها وتعليمها الشÙاهي. وهي تتضمن خلاصة اللاهوت الماريولوجي ÙÙŠ قطع قبطية موزونة لتمجيد والدة الإله القديسة الطاهرة مريم، Ù„ØªØ´Ø±Ø ÙÙŠ اصطلاØات لاهوتية عميقة رموز ونبوءات وتوصيÙات وتشبيهات عن العذراء وسر التجسد الإلهي العجيب. لذلك Øوت ألقابًا ومديØًا وتطويبًا للعذراء، عاشته الكنيسة على الدوام وإلى مدى الأجيال عبر العبادة الكنسية اليومية، مضاÙًا إليها ما انتهت إليه المجامع الثلاثة القانونية.
وتدل هذه الثيؤطوكيات على أن واضعيها كانوا شخصيات٠لاهوتيةً ونسكية بارعة، Øرصوا أن يجعلوا اللØÙ† صلاةً والصلاة Ù„Øنًا، وأدخلوا تÙاسير الكتاب المقدس لآباء الكنيسة كمادة أساسية ÙÙŠ العبادة، تشكّÙÙ„ المÙردات والاصطلاØات اللاهوتية الغنية ÙÙŠ مضامينها، لتكون معبّÙرة عن ÙˆØدة الØياة وما يغترÙÙ‡ المسيØÙŠ من معان٠كتابية ÙÙŠ صلواته اليومية، Ùلا يبقىَ الكتاب المقدس مصدرًا قائمًا بذاته منÙصلاً عن الØياة الكنسية، بل مادة بناء للØياة المسيØية التَقَوية، وبالذات ÙÙŠ العقيدة والليتورï¼ÙŠØ§... وقد أتت ÙÙŠ جملتها غنية وخصبة بالإشارات والتÙاسير والرمزيات ضمن التيار الروØÙŠ النسكي والليتورجي ÙÙŠ ÙˆØدة وانسجام.
اØتوت الثيؤطوكيات على لاهوت العهد الجديد الذي تØولت Ùيه رموز العهد القديم إلى Øقائق إلهية، تمت بØسب تدبير النعمة لتكميل الخلاص ÙÙŠ شخص مريم العذراء القبة الثانية المباركة، التي صارت قدس أقداس ÙˆÙيها لوØَا العهد، تلك العذراء هي التي دلتنا على (اليوتا) اسم الخلاص، الذي تجسد منها بغير تغيير وصار وسيطًا لعهد جديد، ومن Ù‚Ùبَل رشاش دمه الكريم تطهرنا وتبررنا ÙˆÙزنا بالرØمة... هذه هي العذراء المتسربلة بمجد اللاهوت من داخل ومن خارج، قدمت لله شعبًا وشعوبًا كثيرة من Ù‚Ùبَل طهارتها.
هي قديسة كل Øين لأنها قسط الذهب النقي التي ÙÙŠ وسطها المن المخÙÙŠØŒ Øملت ÙÙŠ بطنها المَنّ العقلي الذي أتى من الآب، ولدته بغير دنس ولا مباضعة. هي منارة ذهبية Øاملة Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ù†ÙˆØ± الØقيقي، وهي المجمرة الذهب النقي الØاملة الØجر المختار والبخور العنبري، Øملت ÙÙŠ بطنها غير المنظور كلمة الآب، هي الØمامة الØسنة وزهرة البخور التي أينعت، وهي عصا هارون التي أزهرت بغير غرس ولا سقي، مشتملة بالأنوار والطهارة وأعمال كريمة قيلت عنها، لأن الرب أشرق جسديًا منها، ومن Ù‚Ùبَلها رجع آدم إلى رئاسته دÙعة أخرى... بسبب طهارتها Ø£Øببنَ العذارى الطهارة وصرنَ بنات لها، ومن Ù‚Ùبَلها نجد دالة عند الديان بعد أن صارت هي إكليل Ùخرنا ورأس خلاصنا وثبات طهرنا.
عالية هي الأعجوبة التي لولادتها، وعظيم هو مجد بتوليتها الكاملة، الذي جعلها كالسÙلّم الذي رآه يعقوب ثابتة على الأرض ومرتÙعة إلى السماء، جعلها كالعليقة المشتعلة التي لم تØترق، وككنز الجوهر التي وَلدت خالق الكل، وكباب المشرق المختوم بختم عجيب، دخل وخرج منه رب القوات وبقي مختومًا على Øاله.
إن كرامة العذراء لا ÙŠÙنطق بها، زينتها ÙÙŠ السموات العلوية عن يمين Øبيبها، والمواهب الإلهية التي نالتها كانت مواهب مضاÙØ© إليها وظلت كذلك، طهارتها خشب لا يسوَّس لأنها Øازت من النعمة بالقدر الذي يؤهلها أن تكون أم القدوس، المظللة بقوة العلي (بالشكينة) Ùصارت عرشًا ملوكيًا للمØمول على الشاروبيم، وارتÙعت عن الطبائع العلوية العقلية لأن الذي ÙÙŠ Øجرها الملائكة تسبØÙ‡ والشاوربيم يسجدون له باستØقاق والسيراÙيم بغير Ùتور... هي باب المشارق، الخدر الظاهر الذي للختن، وكلنا نسير ÙÙŠ ضيائها لأنها ولدت لنا الØياة مخلص العالم الØÙŠ والمØيي. ولدت الØمل ومن مجده سَتَر كل عÙري، ومن صوÙÙ‡ (ناسوته) ÙˆÙلدت الطبيعة الجديدة وعدم الÙساد، Øملت بالظاÙر كسØابة نيّÙرة ممطرة بالنعمة وخلاص العالم، لتÙØ·Ùئ عطش Øواء وتستر آدم الذي طردته نتانة العصيان... Ùكانت سØابة وعطرًا وبخورًا (اسطوينوÙÙŠ) ومعملاً للاتØاد غير المÙترق.
Øقيقة إن هذه الثيؤطوكيات عميقة وغنية وزاخرة بالمعاني والØياة والأصالة وتØقيق النبوءات، ارتÙعت درجتها الروØية Ùوق التعبير اللÙظي بل ÙˆÙوق المعقول... تتكش٠معانيها بالبرهان العملي، وتتميز بأن جوهر الوزن Ùيها هو للوزن الÙكري والإلهام، ولÙمَا لا؟ ما دامت مريم العذراء هي Ùردوس الكلمة الØاوية للاهوت؟! Ùكل تمجيد Ù„Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù‡Ùˆ Ùخر للعذراء، ويÙعتبر ÙÙŠ Øد ذاته مديØًا لها كأم المسيØØŒ Ùلا يمكن Ùَهم قداستها وتمجيدها بعيدًا عن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ù…ØªØ¬Ø³Ø¯ØŒ ÙÙÙŠ تكريمنا لها مراجعة لكاÙØ© Ø£Øداث الخلاص بصÙتنا مشاركين لا مشاهدين، نرقىَ إلى كرامة شهود عيان لتاريخ الخلاص، شهود يعاينون Øياة Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¹ÙŠØ§Ù†Ù‹Ø§... هذه كلها Øرص عليها الشاعر القبطي ÙÙŠ وضع الثيؤطوكيات لتكون لنا نسيج قماشة Ø§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ لا يَعر٠التقسيم العقلي الذي ساد مدارس اللاهوت ÙÙŠ Ùصل التجسد عن الصليب والقيامة وأسرار الكنيسة... إنها أوبرا إلهية وسيمÙونيات ومدخل إدراك الخلاص الذي يتØقق الآن ÙÙŠ عبادة الكنيسة، Ùيتعظم مجد مريم وتطوّÙبها الشعوب.