الأقباط متحدون - إلى شفيعة كل المتعبين!
أخر تحديث ٠٦:٠١ | الخميس ٦ اغسطس ٢٠١٥ | ٣٠أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٤٤السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إلى شفيعة كل المتعبين!

 إلى شفيعة كل المتعبين!
إلى شفيعة كل المتعبين!
بقلم: عـادل عطيـة
 
يا مريم!
ما أعجب اسمك، الذي يحمل لنا أكثر من معنى ومغزى!
ترجموه: "عصيان"؛
تأكيداً على تمرّد الفرح على اسعادك! 
وعرّفوه: "المرارة"؛
اختزالاً لرحلة آلامك على الأرض!
وفسّروه: "المحبوبة عند الله"؛
تمجيداً لحبك الذي كان كحب الله،
له طعم الألم..
فكما أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد؛
أحببت أنت الله حتى بذلت فرحك الوحيد!
 
يا مريم!
يا من اجتاز في قلبك الرقيق، أكثر من سيف حاد نافذ..
جرّحتك نظرات الشك اللعين في عين خطيبك!،
وطاردتك اتهامات باطلة من مضطهدي وليدك، وحبيبك!،
وعانيت، كالمطرودين، مشقات الشتات والغربة عن أرضك، ووطنك!،
واختبرت بمشاعر الأمومة المرهفة، معاناة ابنك الجسيمة على درب جلجثته!
ولا زلت تتألمين منا نحن الذين امتلأت قلوبنا بالتجديف،
بينما نغرق في عظمة هذه المأساة..
فكم جحدناكٍ، وقلنا: مجدك ولى وفات، كقنين طيب فاتها ما سكبته!
وكم أنكرنا عليك أكليل بتوليتك الدائمة!
وكم اتهمنا تجلياتك وظهوراتك العديدة الباهرة، بالخرافات،
وأرجعناها إلى أشعة الليزر!
وكم أشحنا الوجه عنك،
وعن رسائلك المقدسة الملحّة،
ممارسين، كما في طقوس، خطايا:
الالحاد، والتسيب، والاجهاض، والطلاق، والتمرد على الله بصورة وبائية!
 
يا مريم!
يا من تقيمين عند شجرة الحياة،
وتسبحين كالملائكة أمام عرش النعمة!
انصتي إلى أوجاعنا، 
وانّاتنا، 
ومعاناتنا...
وأغفري لنا قساوة قلبنا!
اذكرينا،
وتشفعي من أجلنا يا من تألمت أمام صليب ابنك، وإلهك!
ولتحتضن صلاتك توبتنا،
فمن غيرك، أيتها الأم الرءوم، في عالمنا المتألم الدامع الباكي؛
تستحق أن ندعوها بحق:
شفيعة كل المتعبين؟!..

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع