الخميس ٦ اغسطس ٢٠١٥ -
٥٩:
٠٥ م +02:00 EET
الرئيس عبد الفتاح السيسي
بقلم : د. رأفت فهيم جندي
كانت قناة السويس القديمة سببا رئيسيا لإغراق مصر في الديون أيام الخديوي إسماعيل، ولقد باعت مصر معظم اسهم القناة لإنجلترا وكانت هذه الديون هي السبب الرئيسى للاحتلال الإنجليزي لمصر، كما كان تأميم قناة السويس هو سبب العدوان الثلاثي على مصر.
وأن كان تأميم القناة حقا شرعيا لمصر وانتهى بفوز سيأسى لها ولكنه كبد مصر خسائر فادحة ما بين تعويضات لحاملي اسهم القناة وما بين تحطيم الطيران المصرى وهزيمة عسكرية، وكان من آثار هذا التأميم أيضا رغبة عبد الناصر في استمرار الزعامة له والتي انتهت بنكبة 1967واغلاق القناة حتى عام 1974.
القناة الجديدة التي تم حفرها بطول 72 كيلومتر تلافت عيوب انشاء القناة القديمة فلقد قامت بأموال مصرية، بل أن ما تم جمعه للقناة خلال أيام هو 67 مليار جنيه يعتبر معجزة حديثة لمصر ودل دلالة قاطعة على ثقة المصريين برئاستهم الجديدة وسعادتهم البالغة في طرد الأخوان من السلطة. وكان هذا هو المؤشر الرابع لرفضهم الأخوان، حيث ان الأول كان 30 يونيو والثانى الاستجابة لطلب السيسى بالنزول بالملايين والثالث هو انتخاب السيسى بشعبية كاسحة وغير مزورة.
نحن كمصريون نبرع عند التحدي ونقوم بالأعمال العظيمة ما بين الهرم والسد العالى وحفر قناة السويس ولكنا نفشل كثيرا في الاستمرارية بنفس الروح والحماس ونفقد من عدم الصيانة ما كنا قد انفقنا فيه الغالى والثمين، وهكذا أيضا نفشل في استمرارية الوحدة الوطنية التي برعنا فيها وقت الثورة على مبارك ثم الأخوان.
مصر الجديدة التي تجددت بقيادة قوية حكيمة تفشل بمحافظ لا يراعى الأمانة لأنشاء كنيسة، أو مدير أمن يتستر على خطف قبطية، أو مسؤول تعليمى ربما يكون مرتشى لكى ينقل أوراق طالبة متفوقة مسيحية لشخص آخر بينما تأخذ هي صفرا.
مصر الجديدة التي تفوقت على نفسها في شق قناة جديدة بسرعة الصاروخ تستطيع الكثير ولكن بشرط أن تدب روح السيسى في كل فرد من هؤلاء الفاشلين، ولا يفجع الاقباط على هدم كنيسة قديمة لهم وسط احتفالات افتتاح القناة الجديدة.
مبروك لمصر قناتها وقيادتها ونتمنى النجاح لكل فاشل فيها.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع