نادر بكار الذى وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفك الحزام والزراير وارتدى ملابس الفرنجة والكفار، بنطلون جينز وتى شيرت بولو، فجأة أصبح خبيرا عسكريا واستراتيجيا، فى الأيام الغبرة التى تعيشها مصر حاليا، ومنذ أربع سنوات، من خلال محاولة الدفع بالأقزام، وقليلى القيمة، إلى دائرة الكبار القيمة والقامة، دون أى حيثية، وخارج نطاق المنطق، وتعارض فج وسمج مع قواعد العقل المقدسة.
نادر بكار، خريج كلية التجارة الذى كان يتودد ويتمسح بالمؤسسة العسكرية، وبالنظام الحالى، بمجرد أن خرج من القاهرة إلى «بلاد الشيطان الأعظم» الولايات المتحدة الأمريكية، فى منحة للدراسة بجامعة هارفارد، أثير حولها اللغط، استخرج من مخزون الشجاعة الوهمى، وقرر تفطيس صفقة طائرات الرفال الفرنسية، والسؤال الرفيع، هل للمنحة الأمريكية دور فى الهجوم على طائرات الرفال، ولماذا لم يهاجم طائرات إف 16 الأمريكية التى استلمت منها مصر 8 طائرات، واحتفت بها مثلما احتفت باستلام طائرات الرفال؟
واضح أن المنح بتغير الرؤى، والمبادئ 180 درجة، وأن من كان شيطان بالأمس القريب، المنح حولته بقدرة قادر «يا أخى» إلى ملاك اليوم، وأن مصطلحات الثورة والمبادئ والحريّة، والكرامة الإنسانية، مصطلحات مطاطة «ستريتش» تتسع وتضيق حسب المصلحة، وتلعب المنح دور البطولة فى المط والتضييق!!
نادر بكار «حزلقوم» حزب النور، عندما تجول فى الشوارع الأمريكية، استعاد الشجاعة الوهمية، وفجأة قرر مهاجمة صفقة طائرات الرفال قائلًا: «اندهشت كثيرا لفرح بعض المصريين بتحليق «الرافال» الفرنسية فى سماء القاهرة، اندهشت رغم قدرتى على التماس العذر للمواطن البسيط الكادح ليل نهار بعدما أقنعته برامج التوك شو بضخامة إنجاز لم يتحقق».
نادر بكار «الحنين أبو كف ناعم وصغير»، يصف صفقة طائرات الرفال الفرنسية بالإنجاز الوهمى، فى الوقت الذى يصف فيه «منحة جامعة هارفارد» بالنصر والفتح المبين، مغلبا ومنتصرا لمصلحته الشخصية فوق المصلحة العليا للوطن.
نادر بكار، رجل الدين الورع، التقى، الزاهد، المتدثر بعباءة الدين فى يقظته ومنامه، والذى كان يهاجم توريث الوظائف بشكل عام فى عهد مبارك، يمارس نفس الأمر على عينك يا تاجر، عندما قرر خوض الانتخابات البرلمانية، وزوجته، وحماه، وجيرانه، ورفاقه بالحزب، ولا عجب يا سيدى على هؤلاء الذين ابتلينا بهم منذ 25 يناير 2011، «يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم»، و«ينهون عن أفعال ويأتون بمثلها».
نادر بكار الذى يهاجم صفقة طائرات الرفال، ويسخف من النظام، سافر إلى أمريكا للدراسة بدعم من الحكومة المصرية، وهنا السؤال الغليظ، الرفيع، المنيل بستين نيلة «زى ما تحب عزيزى القارئ»، كيف تدعم الحكومة منحة قيادى بحزب النور الذى يتعارض وجوده مع نصوص الدستور، ولماذا تظهر مكسورة العين أمام نادر بكار ورفاقه واتحاد ملاك ثورة يناير، وكأنهم ماسكين زلة عليها؟
نادر بكار من حقه يفعل ما يريد، ويهاجم النظام، ويسخف ويسفه من الصفقات العسكرية، وحتى المشروعات الكبرى، طالما يخالف الدستور علنيا، ولا يجد من يقف له لينتصر للدستور والقانون بحل حزب النور، الذى يعد أخطر من حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان الإرهابية، ونجد الحكومة تتحمل منحة دراسته فى جامعة هارفارد. ولك الله يا مصر..!!!
نقلا عن اليوم السابع