تستعد مصر لافتتاح قناة السويس الجديدة، غدا، الخميس، في حفل أسطوري، كبير بحضور العديد من ملوك ورؤساء وأمراء ووفود العالم، إلا أن الكثيرون يتساءلون عن الجدوى الاقتصادية للمشروع، بينما يشكك آخرون في جدواه الاقتصادية..

 

أعلن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، في مؤتمر صحفي، أن القناة سيتضاعف دخلها خلال بحلول عام 2023، لافتا إلى أنها تدر حاليا لخزينة الدولة نحو خمسة مليارات دولار، بينما ستصل في العام المشار إليه إلى حوالي 13.4 مليار دولار. 

 

تقليل تكلفة النقل
 

تؤكد الدكتورة "يمن الحماقي"، أستاذ الاقتصاد في جامعة عين شمس، -في تصريحات لبرنامج "القاهرة اليوم"، مساء أمس- أن القناة الجديدة ستوفر الوقت في عبور السفن، وتقليل الوقت يعني تقليل وقود السفن، وبالتالي يقلل التكلفة، لافتة إلى أن تقليل تكلفة النقل يؤثر بشكل كبير على حركة التجارة الدولية، واقتصادياتها، وتنافسية السلع. 

 

هدية للعالم.. ترفع أسعار الأراضي
 

وتشير الدكتورة باسنت فهمي، أستاذ البنوك والمالية بالجامعة الفرنسية، إلى أن الممر الملاحي الجديد بشكله الحالي "هدية للعالم" وسيعود عليهم بالفائدة، أما لمصر فالفائدة بالنسبة لها في مشروع تنمية القناة، وزيادة أسعار الأراضي حول القناة الجديدة، وبالتالي يجب أن يؤخذ ذلك في الحسبان بالنسبة للدولة عند بيع الأراضي للمستثمرين، مؤكدة أن "قناة السويس ليست استثمار ولكن هي بداية للاستثمار". 
 

مكاسب عاجلة لخزينة الدولة
 

أما الدكتور محمد البنا، أستاذ الاقتصاد في جامعة المنوفية، فيؤكد أن هناك عائدا مباشرا سيدخل خزينة الدولة بسبب مضاعفة عدد السفن التي ستمر من القناة وهو "مكسب عاجل آني" -حسب قوله- لافتا إلى زيادة حصيلة النقد الأجنبي وهي ميزة مباشرة مهمة جدا، بالإضافة إلى خطة لتنمية منطقة القناة وشمال وجنوب سيناء. 

 

"غرفة الملاحة الدولية": المزيد من السفن
 

بعد زيارة إلى المشروع، قال بيتر إنشليف أمين عام غرفة الملاحة الدولية ، وهي اتحاد تجاري يضم ملاك السفن التجارية، في تصريحات نقلتها "BBC" إن المشروع الجديد "سيجعل المزيد من السفن تستخدم القناة والأهم لنا هو خفض الوقت الذي تستغرقه السفن في عبور القناة"، لافتا إلى أن السرعة التي تم بها إنجاز مشروع القناة أمر مثير للإعجاب. 

 

"ميرسك مصر": تقليل الوقت يعني نقود
 

من جانبه قال عمرو البيباني المدير العام لشركة "ميرسك مصر" للشحن –في تصريحات نقلتها صحيفة "الشروق"- إن القناة تقلص وقت عبور السفن من 18 ساعة إلى 11 ساعة، لافتا إلى أن "الشركة ستستفيد بتوفير نحو 9800 ساعة سنويا من الوقت"، موضحا: "مؤكد سيكون هناك عائد إضافي، فالوقت يعني نقود، لكن لا أستطيع تقديرها".

 

يُذكر أنه بعد توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بإجمالي طول قدره 72 كيلو متر، أصبحت القناة تسمح بالعبور المباشر لمتوسط عدد 49 سفينة في كلا الاتجاهين وقل زمن عبور جميع السفن للقناة إلى 11 ساعة بدلاً من 18 ساعة، كما سمحت بعبور السفن ذات غاطس حتى 66 قدم في كلا الاتجاهين دون توقف، لترتفع قدرة قناة السويس في عبور السفن مختلفة الحمولات من 49 سفينة يومياً في المتوسط لتصل إلى 97 سفينة يومياً في المتوسط.