الأقباط متحدون - سلمان الأنصاري لـ CNN: رغم كثرة الشكوك ..إيران ستتغير!
أخر تحديث ٠٧:٠٠ | الاربعاء ٥ اغسطس ٢٠١٥ | ٢٩أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٤٣السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سلمان الأنصاري لـ CNN: رغم كثرة الشكوك ..إيران ستتغير!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مطالبات الحكومة الإيرانية للتقارب وإعادة العلاقات مع السعودية تمت لأربعة أسباب رئيسية، أولا بسبب ضعف موقف إيران الإقليمي خصوصا في اليمن وسوريا ، ثانيا بسبب تكالب دوائر القرار السياسي المتشدد كالحرس الثوري على حكومة روحاني بسبب فشلها في التعامل مع دول الجوار فلا إيران صديقة و تكسب من صداقتها ولاهي عدوة تستحق الإحترام و تكسب من عداوتها. ثالثا ، هي محاولة بائسة لحفظ ماء الوجه بسبب فشلهم في دعم حلفائهم في اليمن من خلال الإدعاء بأنهم يريدون أن يساهموا في إنهاء الصراع دبلوماسيا رغم معرفتهم بأن الصراع قارب على الإنتهاء عسكريا سواءا برضى حلفائهم الحوثيين أو لا.  رابعا،  محاولة من حكومة روحاني لإسترضاء وتطمين الولايات المتحدة وبالذات الكونجرس من أنهم بالفعل مستعدين لتغيير سياساتهم العدوانية تجاه دول المنطقة. فالإصلاحيون حريصون كل الحرص على أن يتم تمرير قرار الإتفاق النووي في الكونجرس ، فعدم إعتماده سيتسبب في إنهاء الثقة الداخلية في قدراتهم كسياسيين وسيتم إستبدالهم في الإنتخابات القادمة بالأحزاب الأصولية التي ستتفاخر بأنها الأعلم والأجدر في التعامل مع دول الغرب.

الحكومة الإيرانية الثورية رغم تعدديتها الصورية ولكنها مازالت منذ أن قامت عام 1979 تحاول أن تتعرف على ماتريده أو ماتصبو إليه. البعض يقول أنهم يريدون تصدير الثورة والبعض الآخر يقول أنهم يريدون الإستقلالية المطلقة من الغرب أو إسترجاع أمجادهم الإمبراطورية والبعض يقولون إنهم يريدون نصرة المظلومين من طائفتهم. من الممكن أن نتناقش كثيرا عن صحة أو خطأ هذه الرغبات ! ولكن هل أتتنا الشجاعة لأن نسأل إن كانوا بالفعل يريدون ذلك! أم مايفعلونه ماهو إلا كردة فعل لشيء ما لا يعرفه حتى أعضاء نظامهم الحاكم!

إذا تعمقنا في أحداث القرن الماضي و دخلنا في عقليات الطغاة التوسعيين، على سبيل المثال، هتلر الذي سفك دماء ملايين البشر سنجد برأيي وجود نص معاهدة "فرساي" في أحد أركان دماغه ! علما أن هذه الإتفاقية كانت الأكثر إهانة لدولة وشعب ألمانيا وتم توقيعها في فرنسا قبل بدء نشوب الحرب العالمية الثانية التي أكلت الأخضر واليابس. إذا ! دعونا ندخل في عقل خامنئي ! هل بالضرورة سنجده يرغب بالتوسع لأجل التوسع ويدمر لأجل الدمار ! أم هنالك شيء آخر لانعلمه ومن الممكن هو نفسه لايعلمه و يجعله يتصرف بهذه العدوانية الغريبة. إذا أردنا أن ندفن مشاريع إيران الفوضوية علينا أن نسبر أغوار وجذور المسببات النفسية لأعمالهم الدموية والغير مسؤولة بكل موضوعية. الموضوع يستحق البحث ولكن برأيي أجد أن هنالك ثلاثة أسباب تسببت في تكوين السيكولوجية الإيرانية العدائية وهي كالتالي: أولا، إسقاط أمريكا وبريطانيا عن طريق الـ CIA و الـ MI5 لرئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق عام 1953 علما أنه تم التوافق عليه من معظم أفراد الشعب الإيراني و عمل على توطين شركات البترول والغاز. ثانيا، دعم أمريكا المطلق للشاه الذي عمل على إقصاء الجميع وإفقار الشعب. ثالثا هو دعم الولايات المتحدة لصدام في حرب الثمانية سنوات بعد شهور من قيام الثورة عام 1980 الى 1988 .

هذه الأسباب الثلاثة محفورة في العقلية السياسية الإيرانية والتي تسببت بنوع من البارانويا والخوف من تآمرات المجتمع الدولي عليه وفقدان كامل لإستيعاب أبسط أبجديات العمل السياسي سواءا في المنطقة أو في العالم ككل. هذه الأحداث الثلاثة بالإضافة طبعا للعزلة السياسية والعقوبات الإقتصادية هم برأيي أهم المبررات الذهنية لدى النظام الإيراني ليخوض بكلتا يديه ورجليه في وحل دعم الإرهاب بكافة صنوفه.

الدرس المستفاد من كل ذلك ليس لتبرير جنونها بمقولة (المجنون مرفوع عنه القلم) فإيران ليست مجنونة ولكنها تعاني من خليط معقد من أمراض متعددة كالبارانويا والفوبيا والإنفصام السياسي ، والإتفاق النووي برأيي هو الخطوة الأولى للعلاج الطويل الأمد. بإختصار ، إيران سيتم علاجها برضاها أو بعدمه، فقد سلمت نفسها وسيادتها بالإتفاق النووي إلى مستشفى المجتمع الدولي. بإختصار أكثر ، رغم كثرة الشكوك (إيران ستتغير!)

نقلا عن سي ان ان


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع