اقتحمت القوات الإنجليزية في 11 يوليو من العام 1882، ميناء الإسكندرية بعد استخدامها الأسلحة الثقيلة ودك حصون الدفاع بالميناء، ومنها اتجهت القوات الإنجليزية إلى كفر الدوار؛ للتمكن من التغلغل إلى الأراضي المصرية، إلا أن استبسال الأهالي وقوات أحمد عرابي منعت دخول القوات الإنجليزية من الجهة الغربية ومنها فكر الإنجليز في دخول مصر من الجهة الشرقية، وظهرت فكرة ردم قناة السويس من جانب أحمد عرابي، وعليه أوضح أساتذة التاريخ سبب تفكير عرابي في هذا الأمر.
قال الدكتور زكي البحيري، أستاذ التاريخ بجامعة المنصورة، إن أحمد عرابي اتخذ قرارًا بردم قناة السويس لأن الأسطول الإنجليزي بقيادة الجنرال سيمور، كان سيدخل مصر من القناة، فطلب "عرابي" من مسيو "ديليسبس" ردم القناة، بحيث يمنع دخول الأسطول الإنجليزي لمصر، لكن "ديليسبس" طمأن عرابي بأن القناة محايدة ولن يسمح بمرور الأسطول الإنجليزي.
وأضاف "البحيري"، أن عرابي كان يريد ردم جزء صغير من قناة السويس، بحيث يكفل ردم هذا الجزء منع تقدم الأسطول الإنجليزي فقط، مشيرًا إلى أن بريطانيا كانت في ذلك الوقت قوة عظمى، وكانت ستتمكن من دخول الأراضي المصرية حتى لو تمكن عرابي من ردم القناة.
وقال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، إن القوات الإنجليزية فشلت في دخول الأراضي المصرية من خلال الإسكندرية؛ نظرًا لمقاومة القوات المصرية في منطقة كفر الدوار، ما دفع الأسطول الإنجليزي للتوجه إلى قناة السويس لدخول مصر من الناحية الشرقية.
وأضاف "عفيفي"، أن أحمد عرابي فكر في ردم القناة لتوجه الأسطول الإنجليزي إليها؛ ليعيق تحركهم، لولا خدعة ديليسبس له، ما أدى لعدم ردمها، ووقوع معركة التل الكبير وهزيمة العرابيين على يد القوات الإنجليزية، مضيفًا أن ما فكر فيه عرابي نُفذ في العام 1967، بعد أن أغرق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر السفن في القناة؛ لمنع مرور السفن، لكن تم تطهيرها في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.