الأقباط متحدون - القناة الجديدة واقتحام محور الغذاء!!
أخر تحديث ٠٨:٤٠ | الاثنين ٣ اغسطس ٢٠١٥ | ٢٧أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٤١السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

القناة الجديدة واقتحام محور الغذاء!!

كمال زاخر
كمال زاخر

كمال زاخر

كانت القاعدة التى تدور حولها دروس المدخل إلى علم الاقتصاد ونحن بعد طلبة فى سنواتنا الجامعية الأولى، تقول إن إشكالية العالم فى مجمله أن الموارد محدودة بينما الاحتياجات متعددة، وعبرها تدور خطط ورؤى الدول، وتنشأ الصراعات وتتفاقم الأزمات، وربما الحروب، فحيث الاقتصاد تكون السياسة، ولعل هذا مرد تسمية هذا الفرع من العلوم بالاقتصاد السياسى.
 
ويعد الغذاء من الاحتياجات الأساسية التى تتقدم القائمة، حتى إننا فى ثقافتنا الشعبية العميقة، نطلق على العمل «أكل العيش»، وعلى الخبز «عيش» وعلى العلاقات المجتمعية «العيش المشترك»، والسعى لرفاهية الناس يتحقق عندما تتحقق «الحياة الأفضل». لذلك كان السؤال المُلِح الذى يطرح بيننا: كيف يمكن فهم وجود هذا الكم من المسطحات المائية بامتداد شواطئ بلادنا التى تغطى شمالها وشرقها ببحرين عظيمين، فضلاً عن شريان النيل الخالد الذى يمتد من شمال مصر إلى أقصى نقطة فى جنوبها، ومع ذلك نعانى من عدم كفاية الأسماك لسد احتياجاتنا كمصدر رئيسى من مصادر الغذاء. وكيف نستسيغ أن نحاول سد الفجوة بالاستيراد من الخارج؟ السؤال واضح، والإجابات غائبة أو مراوغة أو كاشفة عن سوء الإدارة أو سوء التخطيط أو سوء النوايا، وقد تكون وفق نظرية الأوانى المستطرقة غير منبتة الصلة بمنظومة الفساد التى صارت تسكننا وترسخت عبر عقود ممتدة فى تفاصيل يومنا ومعيشتنا وصارت لها أنياب وأظافر.
 
لكن ثمة ضوء ينبعث مع إصرارنا على التحدى واقتحام المستقبل الذى كانت إحدى ذراه طرح مشروع قناة السويس الجديدة وذلك التفاعل الشعبى المبهر الذى ترجم فى الحشود التى غطت الاكتتاب فى سندات وشهادات استثمار المشروع خلال أيام معدودات يتجاوز الستين مليار جنيه المطلوبة بما يزيد على الخمسة مليارات، فضلاً عن الإدارة الواعية والحازمة والمنضبطة التى أدارت التنفيذ وحركت ما يقرب من المليون عامل وفنى وإدارى اشتركوا فى سيمفونية العمل.
 
وفيما تقوم الكراكات والمعدات الثقيلة بالحفر ونقل الرمال والتكريك للرمال المشبعة بالمياه تتكون أحواض كبيرة على ضفاف المجرى تم تطويرها لتصبح مزارع سمكية يتوفر لها كل عوامل النجاح بقربها من المجرى المائى وموائى النقل والتوزيع، بما يقلل تكاليف النقل والهالك الذى يحدث فى الأسماك، وقد توفر لها المتابعة العلمية والفنية والتنموية والاقتصادية، وهو ما أكده الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، بأنه سيتم افتتاح المزارع السمكية بمحور تنمية قناة السويس مع افتتاح القناة الجديدة فى 6 أغسطس المقبل، تنفيذاً لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى شدد على ضرورة الانتهاء من المزارع السمكية مع افتتاح القناة الجديدة للمساهمة فى توفير اﻷمن الغذائى للمواطنين بأسعار مناسبة وخلق فرص عمل حقيقية للشباب. ووفقاً لما صرح به السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن مشروعات تنمية الثروة السمكية متعددة وفى مقدمتها مشروع تطوير بحيرة البردويل من خلال إزالة العوائق وتطهير البواغيز ومنع الصيد الجائر، وتكثيف إجراءات تأمين البحيرة، وتطوير بنيتها الأساسية، فضلاً عن مشروع إنشاء مزارع سمكية بمنطقة شرق التفريعة، والذى يهدف إلى استزراع الأسماك البحرية وأسماك المياه العذبة، بما يوفر خمسة آلاف فرصة عمل مباشرة وعشرة آلاف فرصة غير مباشرة.
 
ولم تتوقف المشروعات عند حدود الإنتاج السمكى بل امتدت إلى المشروعات المكملة، متمثلة فى مصانع للتعليب والتغليف لتؤكد الرؤية المتكاملة وحضور التخطيط مدخلاً صحيحاً لرؤى التنمية.
 
لهذا فاحتفالنا بافتتاح القناة الجديدة يتجاوز مجرد المشروع بكل أبعاده ونتائجه فى تطوير أداء المجرى المائى على المستوى المصرى والإقليمى والدولى، لنجد أنفسنا أمام اقتحام حقيقى لقضايانا الحياتية، وعلى رأسها محور الغذاء بوعى وإصرار وثقة، لنخرج من النفق إلى رحابة نهار التنمية وربما الرفاهية.

نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع