الأحد ٢ اغسطس ٢٠١٥ -
١٨:
٠٧ م +02:00 EET
القس . أيمن لويس
لما اصبح موضوع اللادينين موضة الموسم فى بلدنا ، حتى ان الكنيسه نفسها قررت ان تساير الموضه ، شعرت انه واجب عليا ان اشارك برأيى فى هذا الزخم حتى لا تختلط الامور .. فعلينا ان نميز بين موقفنا من الالحاد كفكر وعقيده وبين الملحدين واللادينيين من ناحيه اخرى . لان الخلط بينهما كارثه ، فنحن طبعا كمسيحيين مؤمنين ضد الالحاد كعقيده ومبدأ فى التفكير لكننا فى نفس الوقت لا نرفض الاشخاص اللادينين . فنحن وان كنا نختلف معهم فى المبدأ لكننا نحبهم كأشخاص ، وانا شخصيا لدى منهم اصدقاء اعزاء احبهم واحترمهم واجلهم .
كانت بدايه قصة الموضه ، عندما بداءت الفضائيات من اجل شد انتباه الناس فى عملية اثاره اعلاميه تجاريه ، فى استضافة بعض من الشباب الذى اتجه للتحلل من الفكر الدينى ورفض الربوبيه . وكان من اشهر البرامج الحلقه التى استضاف فيها الاعلامى الشهير طونى خليفه اثنان من الشباب الرافضيين للاديان احداهما من خلفيه اسلاميه والاخر من خلفيه مسيحيه ، كما استضاف ايضا شيخا وقسا !! . وانا ارى انها كانت حلقه رغم ما حققته من فرقعه اعلاميه بلغة الاعلام الدارجه ، يحسب على انه نجاح ؟ ، الا اننى ارى انها كانت من اسؤء الا عمال التلفزيونيه للاسباب التاليه .. اولا عمد الاخراج على ان يصتف الشيخ والقس فى جانب ويجلسا بجوار بعضهما ، كفريق واحد متفق !!! ، فى مقابل الشبان رافضى عقيدة وجود الله .. ثانيا هذا المشهد كان ايحاء للمشاهد لتأييد فريق وأستعداء الفريق الاخر!! وطبعا ، التأييد لفريق الشيخ والقسيس والاستعداء للادينين فى مجتمع مهيأ فكريا وعاطفيا لمعاداة ومهاجمة المختلف ، فى مجتمع مشبع حتى الثماله فى الطائفة ، للدرجه انه على اتم الاستعداد قتل المختلف خصوصا المسلمين ، وما ببعيد عن اذهاننا مقتل وسحل والتمثيل بجثة الشيخ الشيعى حسن شحاته وما حدث للمسيحيين اثناء فض اعتصام رابعه !! . ثالثا الايحاء بان القس والشيخ فى ود وتقارب معا اكثر من تقارب القس للادينيين !! ، رغم انه ربما العكس هو الصحيح ، فحتى الان لم يعتدى اللادينى على عقيدتى بالازدراء ، او الاعتداء على كنائسنا ، او تهديد ارواحنا ومحاولة طردنا من ديارنا او قرانا او خطف بناتنا القصر .. الخ . انهم معتنقى فكر ، وهذا من حقهم ، فالمسيحيه تؤمن بحرية الاعتقاد ، كما لم نراهم يفرضون ارائهم بالقوه والعنف على الاخر ووضعه اما اختيار همجى ، اما قبول عقيدتهم او تهديد حياتهم او فرض اتاوه عليهم او على اقل تقدير يكون التحقير والازلال والازدراء والكراهيه البغيضه للاخر !؟ . انها بحق كانت حلقه سيئة تحريضه بكل معانى الكلمه ، وقدمت صوره خادعه للعلاقه بين القس والشيخ غير حقيقه للواقع المعاش ، لان الحقيقه هى علاقه ود تلفزيونيه خادعه لا تعكس حقيقة ما يعتمر القلوب . ومن جانبى كمسيحى وقس ما كنت احب ان يستخدم ويستغل القس بهذا الشكل فنحن ليس لنا عداء مع احد من مختلف اطياف المجتمع بل واؤكد اننا نقف على مسافه واحده من الجميع . وان كنا نتوجس خيفه من الذين يعتدون علينا بأسم الدين بينما لا نشعر باى تهديد من اللادينين .
فأحب ان اقول ، اننا نحن المسيحيين كمؤمنين لا نخاف من اللادينين ، كما ان العقيدة المسيحيه ايضا لا تخشى الفكر اللالحادى .. فلا ترتعد فرائصنا ، ولا تخفق قلوبنا بشده ، ولا نجمع اسلحتنا وكأن جيشا جرارا هجم علينا بغته !! . فكنت احب ان لا تنساق الكنيسه للدعوه الاعلاميه فنسلك بنفس منطق الاخرين فنظهر وكأننا فى موقف العداء للادينيين ، فعقيدتنا تقول على قدر طاقتكم سالموا جميع الناس ، فأن كنا نقدم الحب والود لم يقدمون لنا الايزاء وليس المختلف فقط !! . اؤكد للمرة الثانيه اننا لسنا اقرب للمسلمين من اى طيف اخر فى المجتمع او اللادينيين والعكس . فنحن نقف على مسافه واحده من الجميع ونحب الانسان اى كان عقيدته او لغته او نوع جنسه ، ولا ننحاز لأحد على حساب الاخر . ونرحب بان نقيم حوار ودى علمى فى جو من الاحترام المتبادل وبالتزام بمعايير الامانه العلميه فى نقل المعلومه . فالفكر الالحادى بدأ فى الغرب منذ بدايه الثوره على الكنيسه ووصل لقمته اوائل القرن الماضى ، وارتد عن المسيحيه ملايين فى اوربا بكل حريه ودون اى تهديد لهم بأى عقوبات عليهم لا من الكنيسه او الحكومات اقتداء بما عمله المسيح "60 فقال كثيرون من تلاميذه، اذ سمعوا:«ان هذا الكلام صعب! من يقدر ان يسمعه؟» 61 فعلم يسوع في نفسه ان تلاميذه يتذمرون على هذا، فقال لهم:«اهذا يعثركم؟ .. 66 من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه الى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه. 67 فقال يسوع للاثني عشر:«العلكم انتم ايضا تريدون ان تمضوا؟» 68 فاجابه سمعان بطرس:«يارب، الى من نذهب؟ كلام الحياة الابدية عندك، 69 ونحن قد امنا وعرفنا انك انت المسيح ابن الله الحي». يوحنا 6" . وفى المقابل امن بالمسيحيه ملايين اكثر ولم تهتز المسيحيه بنقدهم ولم تصادر اى جهه كتبهم ولم يتم محاكمة احد بتهمة الازدراء للمسيحيه !! . فلا يخاف من الاخر الا العقيده المرتعشه المهزوزه فمرحب بالفكر الاخر المختلف وموقفنا من رفض عقيده ما ، لا يعنى اننا نتخذ موقف بالرفض لمعتنقها . فعقيدتنا علمتنا نحترم حرية الفكر وحرية العقيده . غير انها صاغت لنا ايضا الاطار الذى يجب ان تمارس فيه هذه الحريه حتى لا تتحول الى فوضى وغوغاء . 1 فاثبتوا اذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا ايضا بنير عبودية فانكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة. غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد، 15 فاذا كنتم تنهشون وتاكلون بعضكم بعضا، فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضا . غلاطيه5 . بمعنى اذا تحولت حرية الفكر الى صراع قادة الى فناء المجتمع وتحطيمه .