عساسي عبدالحميد – المغرب
أحتفظ بتسريب لنص رسالة هامة منحني اياها في أواخر 2005 أحد المعارف وهو عراقي كان يعمل بالسفارة العراقية بليبيا ثم موريتانيا ثم المغرب ، وهي عبارة عن رد لرسالة كان قد بعثها العقيد معمر القذافي لصدام حسين في ذروة الحرب العراقية الايرانية .....1980-1988 ....
عند بداية الحرب العراقية الإيرانية بعث العقيد "معمر القذافي " برقية إلى الرئيس السابق "صدام حسين" يقول فيها و بالحرف :
(( إن هذه الأرواح التي تزهق و السلاح الذي يدمر من كلا الجانبين يمكن توفيره لتحرير القدس، قبلة المسلمين و عاصمة فلسطين، و إن اللذين سقطوا في هذه المعارك بين الأشقاء لن يكون بينهم شهيد، فالقاتل و المقتول في النار....))
فرد صدام حسين المجيد ببرقية مماثلة هذا نصها و بالحرف
(( عطفا على رسالتكم و من موقع المسؤولية العربية دما و لحما و عطاء و ضميرا، و من موقع الاقتدار في منازلة العدو إن شاء الله، أقول لكم شهداؤنا في الجنة و أصدقاؤك و من ينتصر لهم في النار ، إن روح الله في العرب... و العزة للعرب... و الرفعة لقيم السماء
توقيع : أخوكم في الجنسية صدام حسين رئيس جمهورية العراق ))
.....................................
تحل اليوم الذكرى السادسة والعشرين للاجتياح العراقي للكويت وضمها كمحافظة تاسعة عشرة للعراق والذريعة أن الكويت أو كاظمة كما سماها ( البعث المغوار ) جيب عراقي خالص كان يؤدي الضريبة للقائمقام العثماني من تمور البصرة حتى بداية العشرينيات من القرن الماضي ، و أن الكويت كانت تسرق ولسنوات النفط العراقي من حقل الرميلة الحدودي عندما كان العراق منشغلا في مواجهة ايران، و أنها أي الكويت قامت بإغراق سوق النفط العالمي صحبة شريكتها في الجريمة الإمارات بما يزيد عن حصتيهما التي يتمنحها لهما الأو – ب- ب مما أدى الى تهاوي أسعار النفط في البورصة العالمية و أثر هذا على المعيش اليومي للشعب العراقي الخارج لتوه من حرب مدمرة ...و أن العراق كان بمثابة حائط صد ضحى بخيرة أبنائه ومقدراته من أجل دول الخليج و على رأسها الكويت التي أدارت له ظهرها ولم يكن تعاملها في المستوى مع الشقيق الأكبر العراق بعد نهاية الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 ......
..................................
مما زاد من حماس و تشجيع صدام لهذه المغامرة أي دخول الكويت وضمها للعراق وسوسة السفيرة الأمريكية "أبريل جلاسبي" و التي ظنها حارس البوابة الشرقية ضوءا أخضرا من واشنطن لضم الكويت ، فخلال الحديث الذي دار ما بين صدام والسفيرة و التي كانت تتخلله ابتسامتها الساحرة ونظرات الاعجاب بصدام ، كانت السفيرة تثني على العراق وقالت لصدام أنها معجبة بحضارة البلد العريق و أن لكم يا فخامة الرئيس دور اقليمي يتماشى مع هذا البعد الحضاري العظيم وأن واشنطن حريصة كل الحرص على تقوية العلاقات مع بغداد على كافة الصعد و أننا نتفهم مطالب العراق المشروعة و حقوقه التاريخية ...وهنا كانت المصيدة التي ستعبد الطريق أما محرقة الفوضى الخلاقة، وما مهالك ربيع الهدم العربي وداعش أم الفواحش الخارجة من عباءة بني سعود وكعبة بني هاشم وتدمير سوريا وليبيا والعراق واليمن سوى امتدادات لمصيدة السفيرة الأمريكية " أبريل غلاسبي " التي أغوت صدام حسين فجرته نحو المنزلق الذي تعيش المنطقة فصوله الرهيبة ....
..............................
خرج العراق من حربه مع ايران والتي دامت ثمانية سنوات مكسورا مهلوكا، فمن الجبهة عاد مئات الآلاف من المقاتلين ليجدوا أنفسهم من دون عمل، فالاقتصاد انهار بصورة مروعة ، وصدام كان يرى في حربه هذه ليس دفاعا عن أمن العراق لوحده بل على أمن كل العرب و في مقدمتهم بلدان الخليج ...
...............................
هنا يكمن غباء حكام الخليج على طول بحر الفرس من الكويت حتى رأس الخيمة، و غبائهم هذه وقصر نظرهم و انعدامهم للمنطق مرده الى سببين اثنين، 1 - اقصائهم للانسان و ابعاده من صلب التنمية كرأسمال منتج فاستعبدوه واستكفلوه خاصة العمالة الأجنبية التي حرمت من الادماج والتجنيس و هي التي لعبت كل الأدوار في تشييد صروحهم وقناطرهم و شق طرقهم و جمع زبالتهم و اعداد أطعمتهم ....أما السبب الثاني لغباء حكام الخليج هو 2 -انغماسهم في الملاهي والمتع خاصة الجنس، نعم يبقى الجنس المتعة الأولى و الانشغال الأول لكل حكام الخليج بكل أشكاله الطبيعي والمثلي بشقيه اللوطي والسحاقي، ولدى العديد من المخابرات الدولية بما فيهم ايران أشرطة توثق لحكام الخليج وأمرائهم مشاهد في وضعيات مخلة بالحياء بما فيهم وزير الخارجية السعودي المطفوس وهو يمص النهد ويعظ اللحم على ايقاع رجفاته وهزهزاته ....
نعم، غباء حكام الخليج هو الذي جعلهم لا يتصرفون بالحكمة المطلوبة والمنطق الرصين بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية ..
............................
لو قدمت كل دول الخليج تريليون دولار لصدام حسين على شكل استثمارات تعود بالنفع على الجانبين بعد خروجه من حربه مع ايران لتأهيل اقتصاده والنهوض بقطاعاته النفطية والصناعية والفلاحية والسياسية لكانوا هم الرابحين، هاهم يؤدون اليوم الثمن أضعافا مضاعفة لغبائهم و قصر نظرهم منذ02/08/1990 الى يومنا هذا وسيؤدون أكثر ...ها هم فقدوا حائط صد وذرعا كان يدافع عنهم وعما قريب سيذوبون في الوعاء الايراني ....أما كان من الأولى اعطاء صدام ما كان يريد لتأهيل اقتصاده ، وكانوا بذلك سيتفادون الجحيم ؟؟....
............................
الايرانيون كذلك و بعد حربهم مع صدام لم يكن حالهم بأحسن حال من العراق ، كل ما فعلوه أنهم امتصوا الضربة و استغلوا ثروتهم النفطية للبحث العلمي الذي أثمر عن امتلاك الخبرة النووية التي استعملوها كورقة رابحة في مفاوضاتهم مع الغرب ، ودعموا الحركات والتنظيمات الشيعية الموالية لهم بالمنطقة ونشطوا في الترويج لمرجعيتهم العقائدية ليس في الشريط الممتد من طنجة حتى جاكرطا بل حتى بين الجاليات الاسلامية ببلدان المهجر .....
................................................
هذه كلها انجازات محسوبة لايران لكن يبقى أكبر انجاز و أخطره على كيانات الخليج بوادي النمل هذا الممتد من الكويت حتى السلطنة هو مشروع ايران رؤية 2025 والذي أعده مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي يترأسه الرئيس الأسبق "هاشمي رفسنجاني " وهو مشروع اشتغل فيه أخصائيون و أكاديميون من كل المجالات ..النفط – الكهرباء – الصناعة – الفلاحة – السياحة – الاتصالات ....... وفيه يقدم ايران كقطب مركزي جاذب في شريط يمتد من كابل حتى سواحل المغرب وهو مشروع كفيل بتوفير شروط الأمن والاستقرار لجلب استثمارات والانخراط في أوراش تنموية عملاقة ستعود بالنفع على كل العالم ،
................................................
رؤية 2025 أخذت بلب صناع القرار بواشنطن ووصف مستشارو الرئيس المشروع بالعبقري والمربح، فلا غرابة ان دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمناسبة عيد النيروز الايراني حيث قدم تهانئه الحارة للشعب االايراني الذي وصفه بالعظيم وصاحب الحضارة ، لا غرابة ان دعا الايرانيين للتعاون والتبادل الثقافي على صعيد جامعات ومعاهد البلدين ....
............................................
اذن وكما أسلفنا في عدة مقالات سابقة ليس مفاعلات ايران أو سلاحها الفتاك أو جيشها المنظم الحامل لعقيدة قتالية هو من يهدد وادي النمل الممتد من الكويت حتى السلطنة، بل مشروع رؤية ايران 2025 الذي نال اعجاب خبراء أمريكا وأوروبا والذي سيذيب الضفة الأخرى من الخليج الفارسي في الوعاء الايراني و يمكن القول أننا نعيش بداية العد العكسي للمرحلة الأولى من هذا الذوبان ...
............................................
فهل يمكن لحكام الخليج تفادي هذا الذوبان الذي لا مفر منه ، نعم هناك حل وحيد وأوحد وطوق النجاة المتاح وهو كفيل بانقاذهم من الجحيم لكني لن أعطيه لهم لأني وبكل صراحة معجب ومقتنع بمشروع ايران رؤية 2025 الذي سيستفيد منه المستضعفون..والثقيلي الأحمال
قد أكون مخطئ ، لابأس فأنا مجنون حتى النخاع وللمجنون أجران اذا أصاب ومائة أجر اذا أخطأ لأنه مرفوع عنه القلم .....
Assassi_64@hotmail.com