الأقباط متحدون - المشاركة السياسية والوطنية للاقباط فى مصر الحديثة .. عصر الخديوى توفيق ( 4 )
أخر تحديث ٠١:٥٥ | السبت ١ اغسطس ٢٠١٥ | ٢٥أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٣٩السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المشاركة السياسية والوطنية للاقباط فى مصر الحديثة .. عصر الخديوى توفيق ( 4 )

بقلم الباحث / نجاح بولس
نرصد فى هذه المساحة لاهم ملامح المشاركة السياسية والوطنية للاقباط خلال  عصر الخديوى توفيق الذى تقلد حكم مصر فى 26 يونيو 1879 بعد خلع ابيه الخديو اسماعيل بفرمان من السلطان العثمانى ، وشهد عهده الثورة العرابية ثم الإحتلال البريطانى الذى حظى بتأييده .

وفى هذه الفترة تشكل الحزب الوطنى الأهلى كأول حزب سياسى فى مصر الحديثة عام 1879 وقد وضع برنامج هذا الحزب الإمام الشيخ محمد عبده ولويس صابوتجى وكلاهما من زملاء السيد جمال الدين الأفغانى ومريديه ، وقد حرص فى البند الخامس من برنامجه ان ينص 

(الحزب الوطنى حزب سياسى لا دينى ، فأنه مؤلف من رجال مختلفى الإعتقاد والمذاهب وجميع النصارى واليهود ومن يحرث أرض مصر ويتكلم لغتها ينضم لهذا الحزب ) وشجع ذلك الأقباط على الإنضمام للحزب وكانت نسبتهم فى عضوية الحزب تعادل نسبة تعدادهم .

وقد وافق أحمد عرابى على برنامج الحزب وتبناه وجعله ميثاقاً وطنياً لحركته الوطنية التى كرست لمبدأ المواطنة والوحدة الوطنية وحرية العقيدة ، حتى انه كان هناك خطيبان للحركة الوطنية أولهما عبدالله النديم والأخر هو شاب قبطى يدعى مرقص نبيه ، وكان كليهما يضربان على نغمة الوحدة الوطنية والهجوم على التعصب الدينى حتى أصبحت الرابطة الوطنية ثابتة الدعائم وكانت تعليمات ومبادئ جميع زعماء الحركة وأفرادها تقوم على روح الوحدة الوطنية والعمل الوطنى الجماعى  بدون التمييز بين هذا مسلم أو ذلك قبطى .

وقد بلغ من تقدير عرابى لوطنية الأقباط وتشجيعه للتآخى معهم الى حد أنه عندما قوى مركزه ذهب الى الخديو توفيق يطلب منه الموافقة على منح رتبة الباشوية للأقباط وبناء على ذلك منح الخديو رتبة الباشوية لبطرس غالى فى 1880 .

وبعد قيام ثورة عرابى التى قامت للقضاء على الضباط الشراكسة والتخلص من المراقبين الأجانب والنهوض بالعنصر المصرى كانت هذه الأوقات العصيبة فرصة للمسلمين والأقباط ليظهروا تضامنهم وتعاونهم ، وقد اشاد جميع المراقبين بروح التعاون التى نشأت قبيل الحوادث الدامية التى وقعت فى شهرى يونيو ويوليو من عام 1882 .

وكان البابا كيرلس الخامس فى مقدمة المؤيدين لعرابى وكان من ضمن افراد الجمعية الوطنية التى دعاها عرابى يوم 17 يوليو 1882 مع عدد من الرموز الوطنية الأخرى بلغ عددهم أربعمائة عضواً كان من بينهم بابا الأقباط وشيخ الازهر وكثير من الأمراء والقضاة وكبار العلماء وغيرهم ، ووقع البابا مع الحاضرين على القرار الشهير الذى صدر عن هذه الجمعية والذى ينص على الاستمرار فى الحرب ضد الاحتلال الانجليزى وإبقاء عرابى فى منصبه كوزير للحربية ، وقد رضخ الخديو لهذا المطلب وقرر إبقاء عرابى فى نظارة الجهادية والبحرية بعد أن كان قد عزله من منصبه بعد قراره بالمقاومة .
وقد شارك الأقباط فى دعم الثورة من خلال تزويد الجيش بما احتاجه من مختلف المؤن ، كما إنهالت التبرعات على عرابى من أعيان البلاد وكان بينهم عدد كبير من أقباط الصعيد .

وشهدت هذه الفترة مشاركة أعلى للأقباط فى المجلس النيابى حيث كان يضم مجلس شورى النواب عام 1881 اربعة أعضاء اقباط من أصل 80 عضواً ، وزاد عددهم الى خمسة أعضاء فى المجلس المشكل عام 1883 بعد الإحتلال البريطانى ، كما بدأ من هذا العام تعيين الأقباط فى الهيئات القضائية فكان لأول مرة قضاة ومستشارون أقباط فى محكمة الإستئناف .

وقد تشكلت فى عهد الخديو توفيق عشر تشكيلات للوزارة كان منها ستة وزارات قبل الإحتلال البريطانى واربعة بعده وخلت جميعها من وجود وزراء أقباط وإن كانت تضمن تشكيلها على بعض الوزراء المسيحيين من اصول أجنبية مثل نوبار باشا وهو مسيحى ارمنى رئيس الوزراء فى تشكيل 1884 ، وتكران باشا وزير الخارجية فى تشكيل عام 1891 .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter