السبت ١ اغسطس ٢٠١٥ -
١٦:
٠١ م +02:00 EET
صورة تعبيرية
عرض/ سامية عياد
قد يعطى البعض نصف قلبه لله والنصف الأخر للعالم ويعيش بهذا التعريج و الانقسام الذى يفقده فى النهاية الثبات فى طريق الرب ، لابد أن يعطى الإنسان القلب كله للرب ولمجده حتى ينال الثبات فى طريقه ....
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "لا تعرجوا بين الفرقتين" يحدثنا عن خطورة عدم الثبات فى طريق الرب ، فالقلب المنقسم بين الله و العالم يحرم الإنسان من ثباته الدائم فى الرب فتراه فى تقلب مستمر ، و يجعله ايضا يفتقر كثيرا الى الحب فى كل ممارساته الروحية فهو يعملها كنوع من العادة أو الالتزام بدون دافع الحب وقد يتوب الإنسان عن الخطية ولكنه لا ينتبه لكى يقتلع الاسباب التى تسوقه إليها ولا يلتفت الى الخطايا البسيطة بل يقسم الخطايا الى كبيرة وصغيرة ويظن أنه بلا خطية لأنه لا يرتكب الخطايا الكبيرة مثل القتل أو الزنا أو السرقة .. وغيرها ، بينما الإنسان الذى يحب الله بالحقيقة يحترز لنفسه من أصغر الخطايا .
ومن أسباب التعريج والانقسام فى طريق الرب أولا : الذات التى تجعل الإنسان يفكر فى ذاته وينسى الله ، مرة يتبع الرب ومرة يتبع ذاته باحثا عن راحته فى العالم ، ثانيا : الاستسلام للشهوات الذى يبعد الإنسان عن محبة الرب الدافع الحقيقى الذى يقى الإنسان من الانقسام بين الله والعالم ، ثالثا الكبرياء الذى يجعل صاحبة يظن أنه بلا خطية فيقع فى خطية التعريج بين الله والعالم .
علينا الارتباط الدائم بسر الإفخارستيا كى يهبنا الثبات فى طريق الرب ، علينا أن نصلى "أن يقلع الرب من قلوبنا الأسباب التى تسوقنا الى الخطية" ، علينا أن نحفظ أنفسنا من مجلس الأشرار لأن "المساير الحكماء يصير حكيما ورفيق الجهال يضر" ، لتكن طلبتنا دائما "اجعلنى أعيش لك يا رب بقلب غير منقسم على ذاته".