الأقباط متحدون - الأقباط متحدون، تلتقي الشاعر والكاتب والباحث: مـلاك ميخائيـل
أخر تحديث ١١:٠٩ | السبت ١ اغسطس ٢٠١٥ | ٢٥أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٣٩السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأقباط متحدون، تلتقي الشاعر والكاتب والباحث: مـلاك ميخائيـل

مـلاك ميخائيـل
مـلاك ميخائيـل
حاوره: عـادل عطيـة 
لا تكره إنساناً أحبه يسوع!
ان الحياة مريضاً أفضل من الموت!
الأدب ليس له دين!
الخطاب الديني المسيحي والحقيقي يقوم ويعتمد على المحبة!
الاجبية والسنكسار، والابوكريفا، كتب مليئة بالكثير من الاخطاء!
كيف يحتاج سفر دانيال إلى تتمة، وتكملة!
القداس ليس وحياً إلهياً، وكتب في الأصل كمسرحيات دينية!
اما أن نهتم باللغة القبطية، ونحييها؛ حتى تصبح لغتنا الحياتية اليومية، أو نتركها وشأنها إلى مصيرها الذي يريده الله لها!
زيارة القدس، ليست شرطاً للإيمان المسيحي!
الزواج عمل يتصل ويرتبط بالحياة الأرضية، ولا علاقة له البته بالحياة السماوية!
نجيب محفوظ، كان يكتب واضعاً أمامه السينما كهدف!
احترسوا من فكرة استدعاء الماضي إلى أجواء الحاضر الذي نعيشه!
 
انطلق فيروس البوليو من عائلته البيكورناوية؛ ليهاجمه.. 
ضربه تحت الحزام،
دمّر عضلاته،
ولم يتركه حتى أصبحت أطرافه السفلى مرتخيّة،
فاقدة الاحساس، والحركة!
لكن روحه الإنسانية..
كانت لا تزال تحافظ على قلبه، وعقله، وأصابعه، وقلمه!
فاستطاع الاتكاء على إرادته، وعزيمته القوية..
وكان: الشاعر، والقاص، والباحث في التراث المسيحي!
لم يعد يخرج أبداً من بيته،
ولكن قلمه، الغزير المداد، لا يزال يفتح له ألف نافذة ونافذة على قرائه!
ذهبت إليه في صومعته..
لم يتمكن من الوقوف لي؛ ليصافحني كضيف..
لكني أنا الذي وقفت له: احتراماً وتقديراً..
وكان هذا الحوار..
 
من هو ملاك ميخائيل، كما تُعرّفه أنت؟

ملاك ميخائيل شنوده، كما أعرفه، وكما أحب وأدعو الله أن يكون عليه، وكما تمنى أن يعرفه الآخرون، هو إنسان بسيط وضعيف، كاد أن يخرج من ميدان الحياة منذ اللحظات الأولى لمجيئه اليها، لكن محبة الله تداركته ورعته، فبقى حتى الآن...وهو-الذى أكلمك-، يحب كل الناس حباً قلبياً ومخلصا فى المسيح يسوع، الذى أحبنا ومات عنا، ومبدأى هو: "لا تكره إنساناً أحبه يسوع". وأضع أمامى دائماً قول الكتاب المقدس: "لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره؟ (رسالة يوحنا الأولى20:4).
 
ألم يستفزك اسمك الذي على اسم رئيس الملائكة، وعاتبت ملاكك الحارس، على إصابتك بشلل الأطفال؟!..
 
لم أعترض يوماً على إرادة الله، الذى شاء اصابتى بشلل الأطفال بالسنة الأولى لمولدى. ولكننى عندما كبرت، ووعيت الفروق الكثيرة بينى وبين غيرى من الأطفال الذين كانوا يجرون ويلعبون من حولى، وأنا عاجزعن مشاركتهم واللعب معهم، تساءلت عن سبب ذلك، ومعناه.. وكيف يكون اسمى على اسم رئيس الملائكة (الملاك ميخائيل)، وأصاب بما أصبت به؟!.. فتخيلت أن ملاكى الحارس يقول لي هامساً: "أنت من مواليد مارس1947، العام الذى انتشر فيه وباء الكوليرا اللعين بمصر، وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، كان يمكن أن تكون أحدهم". استوعبت الهمس، وقلت لنفسى: إن الحياة مريضاً أفضل من الموت؛ ألم يقل سليمان الحكيم: "لكل الأحياء يوجد رجاء، فإن الكلب الحى خيرمن الأسد الميت(جامعة4:9).
 
أنت شاعر وكاتب، وأضفت إليهما: باحث في التراث المسيحي؛ فهل هناك من رابط يجمع هذه الوزنات؟..
 
لا بد وقبل كل شىء، أن أشكر الله على الوزنات الكثيرة التى أعطاها لى، وأعترف أننى قد تاجرت ببعضها وربحت. وقد أكون أهملت وأضعت بعضها، أو تاجرت وخسرت بعضها، لكننى وبمحبة الرب يسوع ورعايته قد جاهدت وسعيت لاعلان مجد الله فى كل حياتى. والرابط الذى تسألني عنه بين هذه الوزنات كلها هو: أن الله قادر على كل شىء، وأننى وكل مؤمن يثق في وجود الروح القدس فيه؛ نستطيع كل شىء بالمسيح يسوع الذى يقوينا.

لماذا لا نرى أدباً قبطياً، متأثراً بالكتاب المقدس، كما نجده في الادب الفرنسي (فيكتور هوجو، وألفريد دوفيني، مثالاً)، وكما نجده في الأدب المهجري (جبران خليل جبران، وايليا أبو ماضي، مثالاً)؟..
 
أعتقد – وقد أكون مخطئاً-، أن الأدب ليس له دين، مثله فى ذلك مثل الكثير من الأشياء التى يخطىء الكثيرون بنسبتها الى دين معين، كالدول، والملابس، والموسيقى، وغيرها.
وكل أدب ملتزم بالأخلاق السليمة والسويّة ، ويدعو إليها، ويشجع على المحبة والسلام بين الناس بعضهم بعضاً هو: "أدب مسيحى"؛لأنه قائم على وصايا الرب يسوع التى أعطيت لنا بالكتاب المقدس، والذى هو وحده موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى فى البر؛ لكى يكون إنسان الله كاملاً، متأهباً لكل عمل صالح (2تيموثاوس16:3-17). وأرى أن الكتاب المقدس كافٍ جداً ويغنينا عن كل كتب الأدب ، فالمفيد منها قائم على تعاليم ووصايا الكتاب المقدس، وغيرالمفيد لا حاجة لنا به. والسؤال هو: لماذا نترك ينبوع الماء الحى- الكتاب المقدس-، ونحفرلأنفسنا آباراً مشققة لا تخرج ماءا؟؟!!.. وماذا يمكن أن يقدمه الأدب القبطى، أوغيره أكثروأعظم مما قدمه لنا كتاب الله الحى؟؟! والكتاب الذين ذكرتهم: هوجو،دوفينى،جبران، وغيرهم استقوا ما قدموه لنا من ينبوع الحياة المعطى لنا بالكتاب المقدس.
 
ما رأيك الشخصي، في أدباء مصر؟
 
أكثر هم إنسانية، وروعة مؤثرة، هو: "يوسف السباعى"، واقرأ قصصه: "أرض النفاق"، "بصقة على دنياكم".
وأعمقهم فهماً للنفس البشرية، هو: "طه حسين" في: "المعذبون فى الأرض".
وأقدرهم على التعبيرعن المرأة، والدفاع عنها، هو: احسان عبد القدوس.
أما عن: "نجيب محظوظ"، فكم كتاباته المنهمر، يمكن اختصاره فى رواية واحدة ليس فيها الا الفتوات، وفتيات الليل؛ لأنه كان يكتب واضعاً أمامه: "السينما" كهدف.. وعلى من يرفض رأيى، القراءة له بفهم ووعى.
 
  هل هناك ظروف وراء الإبداع.. أم هو موهبة إلهية؟
 
طبعاً، ولا بد أن يكون الابداع موهبة الهية، وهى على ما أعتقد موهبة معطاة لكل الناس، ولكن الظروف المختلفة المشجعة على الابداع، أو المحبطة لصاحبه، هى التى تظهر وتنشرابداعات المبدع، أوتخفيه وتقضى عليه. وأرى أن ايمان الأديب بالله، وبنفسه، وثقته فى جودة ما يكتبه، وفائدته للاخرين هو أول أسباب النجاح ، وطريق الوصول للقراء.
 
حدثنا عن مشوراك الأدبي؟
 
مشوارى الأدبى طويل وممتد منذ أن كنت فى كلية تجارة الإسكندرية (1972ـ 1976). ففى هذه الفترة اشتركت فى مسابقات الجامعة، وحصلت على جوائز أولى فى القصة والشعر، ثم فزت بالجائزة الأولى وميدالية (د.طه حسين) من نادى القصة بالقاهرة عامى (1976و1978)، وبعدها فزت بالكثير من الجوائز الأولى فى القصة والشعر فى العديد من المسابقات الأدبية، التى شاركت فيها بمصر، والدول العربية. وقد شجعنى الفوز فى المسابقات، وفتح لى الأبواب؛ لنشرانتاجى المتنوع (قصة، شعر، مقالات)فى مختلف الصحف المصرية، والعربية. وفى سنة1979، حصلت على جائزة الدولة لشباب الأدباء من الرئيس السادات فى عيد الفن والثقافة، والذى أقيم لأول وآخر مرة باغتيال بإغتياله فى أكتوبر1980.
وقد بدأت مشوار نشر أعمالى، عندما أصدرت لى مطبعة الثقافة بالأسكندرية، مجموعتى القصصية: "لؤلؤة من الأعماق" عام 1976، وتوالى بعدها اصدار مجموعاتى القصصية: التصادم، آخرما كنت أتوقعه، يحدث لكل الناس، وأيضاً دراساتى الأدبية والنقدية: "المرأة والحب والحياة فى ابداعات فتحى الابيارى"،
"فتحى الابيارى شاعرالقصة"، "الصوفية فى قصص فتحى الابيارى"، "لوسى يعقوب حياة وعطاء". وفى سلسلة كتاب الهلال صدر لى كتاب: "الحرب - الجيش المصرى قاهرالأعداء والارهاب"، عدد أكتوبر1913. وآخر ما صدر لى كتاب: "أمى" فى سلسلة كتاب اليوم عدد مارس1915. ولى تحت الطبع بعض الكتب، التى أتمنى اصدارها، قبل تحقيق هدفى الأسمى واشتهاء قلبى برحيلى للحياة مع الرب يسوع المسيح فى ملكوت السموات.
 
كباحث في التراث المسيحي، ماذا ترى في الحديث عن تجديد الخطاب الديني؟
 
تجديد الخطاب الدينى ضرورى جداً؛ لتطويروتنشيط عقولنا حتى تتلاءم مع العصرالذى نعيش فيه، علماً بأن تجديد الخطاب الدينى ليس معناه تغيير الثوابت الايمانية،  فهو تجديد فى الحروف وليس تجريد للروح. ولا يمكن أن تكون لغة الوعظ والتعليم اليوم، هى نفس لغة وعاظ ومعلمى القرن الرابع الميلادى مثلا، كما يحدث دائماً فى تشبيه الثالوث الالهى بالشمس، وهو فى رأيى تشبيه كان يناسب عباد الشمس أيامها. فهل توقف العقل المسيحى عند هذا التشبيه ونام؟! والخطاب الدينى المسيحى والحقيقى يقوم ويعتمد على المحبة، والمحبة تتجدد ولا تشيخ أو تسقط أبداً، فيجب ولا يمكن أن ندعوا الى تغييرالقلب المحب للخطاب الدينى، ولكن نأمل تغييرالشكل القديم والمهترىء للخطاب الدينى الذى لا يقوم ولا يستند على الكتاب المقدس وحده، بل يرتدى كتباً أخرى كتبها أناس لا يعلم حقيقتهم إلا الله، كالاجبية(السبع صلوات)، والسنكسار، والأبوكريفا، وغيرها. وهى كتب مليئة بالكثير من الأخطاء التى تكاد أن تصبح خطايا.. فهل من المعقول، أوالمقبول أن تطبع الابوكريفا ويكتب على غلافها: "الكتاب المقدس – الأسفار القانونية التى حذفها البروتستانت"، وكيف يكون تأثير ذلك على المسيحيين وغيرالمسيحيين؟!.. ولو قرأ أى شخص فاهم ومدرك لهذه الـ "ابوكريفا"، سيعرف أنها غير قانونية، ولا علاقة لها أبداً بالكتاب المقدس.. ويكفى أن أذكر لك مثالاً واحداً: ففى (تتمة سفردانيال)- ولا أعرف كيف يحتاج سفر دانيال الى تتمة وتكملة؟؟!-، يقول كاتبه الشيطانى المقاوم لله: وفى اليوم السابع أتى الملك ليبكى على دانيال، فدنا من الجب ونظر فإذا بدانيال جالس (تتمة دانيال39:14).. أما كلمة الله الحقيقية، فتقول: حينئذ مضى الملك الى قصره وبات صائماً... ثم قام الملك باكراًعند الفجروذهب مسرعاً إلى جب الأسود (دانيال18:6-19)، فهل نصدق من قال أن الملك ذهب للجب فى فجراليوم التالى، أم نصدق من زعم أنه ذهب للجب فى اليوم السابع؟!..صدق الله.
 
وهل تعتقد أن الكنيسة لديها إرادة تحديث التراث؟
 
يجب أن نفرق بين الكنيسة التى هى جماعة المؤمنين، وبين قادة الكنيسة. فالقادة يتمسكون بالتراث القديم ويرفضون ولو محاولة مراجعته؛ ظناً منهم أن هذا التراث هوسر بقائهم فى مناصبهم، أما جماعة المؤمنين فقلّ منهم من قرأ كتب التراث، أو حتى سمع بوجودها؟؟!. خذ القداس مثلا- وهو ليس وحياً من الله، ويصفونه بـ "الإلهي".. وتوجد ثلاثة قداسات، كتبت أصلاً كمسرحيات تُقرّب قصة الرب يسوع، والصلب، والموت، والقيامة، للناس فى أيام كاتبيها.
وأعتقد أنه لا وجود لما يدعون أنه قداس مرقس الرسول؛ لأنه لم يذكره بكلمة واحدة فى انجيله الموحى به من الله، ولأن الذى حفظ انجيله كان قادراً على حفظ ما يزعمون أنه قداسه!
 
كتبت مقالاً، تعتب فيه على أن أحد الشمامسة الخدام، لم يعرف معني المردات القبطية، التي تقال في نهاية القطع بالاجبية؛ فماذا تريد أن تقول؟..
هناك مئات اللغات القديمة، التى اندثرت واختفت. واللغة ليست مقدسة فى ذاتها، ولم يوصنا الله فى الكتاب المقدس باستعمال لغة معينة ومحددة عندما  نصلى له ونعبده، بل طلب منا أن نصلى، ونعبده، ونسجد له بالروح والحق. وكلنا نعرف أن أكثر من 99% من المسيحيين لا يعرفون اللغة القبطية، وحتى اذا ردد بعض الشمامسة والمصلين بعض المردات القبطية، فانهم يرددونها دون فهم لمعناها- كما كتبت بمقالى المنشور بجريدة الطريق والحق عدد يوليو2015-.. والرأى عندى أن يختار قادة الكنيسة التقليدية، قداساً واحداً من القداديس الثلاثة، التى يصلى بها اليوم، أو يكتبون قداساً واحداً جديداً يجمع بما جاء فى القداديس الثلاثة، ويكون بلغة موافقة لوصايا وتعاليم الكتاب المقدس، ولغة عربية صحيحة وعصرية. وبالنسبة للغة القبطية، فعلينا أن نهتم بها ونحييها حتى تصبح لغتنا الحياتية اليومية، أو نتركها وشأنها الى مصيرها الذى يريده الله لها!
 
ككاتب وباحث، ماذا ترى في منع الكنيسة ذهاب رعاياها الى الاماكن المقدسة في فلسطين؟
فى كل كلامى، وأعمالى، أعود دائماً لما أوصى به الكتاب المقدس، الذى أعطاه الله لنا بيسوع المسيح كلمته. وفى موضوع منع قادة الكنيسة وعلى رأسهم "البابا شنوده" لرعاياهم من زيارة القدس، وحرمان من يخالف المنع ويزورالقدس من حضورالكنيسة، ومن المشاركة فى الأسرار المقدسة. هذا القرار خاطىء، وظالم جداً؛ أولاً لأن زيارة القدس لا علاقة لها بأساسيات الإيمان المسيحى، وهى مجرد نزهة سياحية لرؤية المناطق التاريخية التى عاش فيها الرب يسوع وتلاميذه.
والغريب أن "البابا تاوضروس"، قد مدد هذا القرار، دون دراسة أومراجعة، ودون توضيح أن زيارة القدس ليست شرطاً للإيمان المسيحى، ولا سبباً لدخول ملكوت السموات.
واسمح لى أن أسأل: هل يُمنع رواد الملاهى الليلية، مثلا، من المشاركة فى الطقوس؟!..
 
ماذا ترى في الزواج المثلي، بعد اقراره رسمياً في أمريكا: هل هي الحرية، أم ضد تعاليم الله، الذي هو نفسه إله الحرية؟..
 
الزواج المثلى هو فعل غيرطبيعى، والقول بأنه حرية شخصية قول كاذب وخادع؛ لأن كل ما هو مخالف لما خلقنا الله عليه وله، وغيرطبيعى ويضرنا، أو يضرالأخرين من حولنا، لهوعبودية ولا علاقة له بالحرية من قريب أوبعيد. وهذه العلاقات المريضة، وغيرالسوية قديمة جداً، وقد ذكرها بولس الرسول بقوله: وكذلك الذكور أيضاً تاركين استعمال الأنثى الطبيعى، اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض، فاعلين الفحشاء ذكوراً بذكور،ونائلين فى أنفسهم جزاء ضلالهم المحق(رومية27:1)، ومثل هؤلاء لا يرثون ملكوت الله(1كورنثوس9:6).
والمثلية مرض يجب أن نهتم بعلاج المصاب به؛ حتى يشفى منه، ولا نهمله ونتركه لينشرعدواه فى من حوله، أويقضى عليه.
وليس معنى أن تقنن أمريكا مرضاً وتوافق على انتشاره، أن نأخذ بما تقرره أمريكا. وهل سمعت أن أمريكا، أوغيرها، قد اعترفت بحق مصاب بأى مرض وبائى ومعد وحريته فى رفض العلاج من مرضه، والعيش به بين الآخرين؟؟!
 
ما رأيك في ما ينادي به البعض بضروة الزواج المدني، وما ينادي به البعض من التوسع في تعريف معنى الزنى الذي يسمح بالطلاق، من الزنى الفعلى الى الزنى الروحي اي ابتعاد الرجل بالفكر عن زوجته، كابتعاد الانسان عن الله الى الهة اخرى؟
 
الزواج عمل يتصل ويرتبط بالحياة الأرضية المؤقتة، ولا علاقة له البتة بالحياة السماوية؛ لقول الرب يسوع: لأنهم فى القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله فى السماء (متى30:22). وللناس ترتيبه وتنظيمه بما يحقق لهم الحياة السعيدة والصحيحة، وبما لا يخالف وصايا الله وتعاليمه فى الكتاب المقدس. ولأن الزواج علاقة مادية - مع اعترافى بأن يكون قائماً فى الأساس على المحبة المسيحية الحقيقية، وايمانى بأهمية أن يحيط به الارتباط الروحى- فان الزواج المدنى بمعنى وجود عقد مكتوب، يحدد مسؤوليات وواجبات وحقوق كلا الزوجين، وينص على ما يتحمله كل منهما فى حالة صعوبة أواستحالة استمرارهذه الشركة التى يستحيل قيامها واستمرارها الا برضى وموافقة الطرفين. وبوجود مثل هذا العقد، ستختفى الكثير من القضايا والصراعات التى نراها تحيط بالزواج هذه الأيام.. وكل المشاكل المثارة حول الزواج اليوم، سببها الأول والرئيسى عدم وجود المحبة المسيحية الحقيقية بين الزوجين، المحبة التى قال عنها الكتاب المقدس أنها: تتأنى وترفق، لا تحسد، لا تتفاخر، لاتنتفخ ،لا تقبح، لا نطلب ما لنفسها،لا تحتد،
لا تظن السوء،لا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق، تحتمل كل شىء، تصدق كل شىء، وترجو كل شىء، وتصبرعلى كل شىء. المحبة التى لا تسقط أبداً (كورنثوس الأولى13).
هات لى زواجا قائما على هذه المحبة، والله يضمن له استمراراً سعيداً ودائماً. وعدم فهم المعنى الحقيقى لقول الرب يسوع: ان من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزنى، ومن يتزوج مطلقة فانه يزنى (متى32:5).
فالزنى الذى يقصده الرب يسوع هنا - كما أفهم من اتهام الله لشعبه بالزنى فى العهد القديم -، هو فقد المحبة الأولى، وعدم الطاعة والمخالفة، وهذا هو الزنى الروحى والذى قد يجر صاحبه للزنى الفعلى.
فطرف الزواج الذى لا يعود يحب طرفه الآخر، ويبدأ فى عدم طاعته، ومخالفته فيما يريده، هل يمكن ألا يبحث لنفسه عن طرف آخر يحبه، ويشعر بالسعادة فى قربها منه؟!..    
 
ماذا ترى في ظاهرة الإلحاح اليومي عبر وسائل الإعلام، ومن خلال الإعلانات، والتي تروّج لفكرة استدعاء الماضي إلى أجواء الحاضر الذي نعيشه؟
 
الشيطان وأتباعه، يبذلون كل طاقاتهم فى شدّ الناس بعيدا عن الله ؛ ليتمكنوا من اصطيادهم وافتراسهم. وابليس الخبيث، يخترع شروراً وأكاذيب؛ محاولاً أن يخدع ويضل بها حتى المختارين أيضاً، ولعله بمحاولته الإلحاح المستمر على الناس، بفكرة إستدعاء الماضي؛  ليعيشوه الآن، يسعى بارجاعهم للملابس،  وطرق المعيشة
القديمة، وعادات وتعاملات أزمنة الجهل، وأن ينجح بعد ذلك  فى شدّهم للاعتقادات
الوثنية، التى تبعدهم حتما عن الله. وهذا ما يحارب من أجله الشيطان فى كل مكان وزمان: أن يبعد الناس عن الله حتى يهلكهم!
 
القضية التي تعتبر أنها قضيتك الشخصية؟
قضيتى الشخصية، هى فى الحقيقة أكثرمن قضية: أن أكون مسيحياً حقيقياً، وأن أساعد فى تغيير حياة ولو شخصاً احداً؛ لتكون أفضل بالمسيح يسوع، وأن أكون قدمت فى ابداعاتى ما يفيد من يقرأها، ويجعل حياته أجمل، وأسعد.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter