الأقباط متحدون - الحقيقة أمامك عارية!
أخر تحديث ٠٦:٥١ | الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥ | ٢٣أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٣٧السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الحقيقة أمامك عارية!

سليمان جودة
سليمان جودة

لا أريد أن ننشغل هذه الأيام، ولا فى أى يوم، إلا بالمستقبل، وأريد ألا نلتفت إلى الماضى، إلا بقدر ما يدفعنا للأمام، ويفيدنا فى مستقبلنا، وهذا بالضبط ما جعلنى أتوقف، اليوم، عند واقعة جرت عام 1952، عندما قامت ثورة 23 يوليو فى ذلك العام.

الواقعة يعرفها أغلبنا، وليس بيننا واحد، تقريباً، إلا وقرأ عنها، أو سمع بها، غير أنها فى ظروفنا هذه تظل عميقة الدلالة والمعنى.

وقتها، وجه اللواء محمد نجيب، قائد الثورة، إنذاراً إلى الملك فاروق بمغادرة البلاد، خلال مدى زمنى محدد، وكان الملك، فى وقت الثورة، موجوداً فى الإسكندرية، وكان إلى جواره عدد من قادة القوات المسلحة، الذين أبدوا استعدادهم الفورى له، بالدفاع عنه وعن كرسيه بالسلاح.

ماذا فعل فاروق؟!.. قال لهم: لا.. لا أريد أبداً أن أرى الضباط والجنود المصريين يقتل بعضهم بعضاً. ثم غادر البلاد!

الواقعة ذكرها الكاتب الأستاذ على سالم، فى مقال له فى «الشرق الأوسط» اللندنية، صباح الاثنين، ولكن فى سياق مختلف.

أما السياق الذى أريده هنا، فهو أن تقارن من فضلك بين تصرف من جانب ملك، ابن ملك، حين قامت عليه الثورة، وبين سلوك واحد مثل «مرسى» وجماعته، عندما قامت عليهم ثورة أكبر!

وأقول ثورة أكبر، لأنه فى حالة الملك فاروق كان الجيش هو الذى قاد الثورة فى البداية، وكان هو الذى بدأ التحرك، ثم انضم إليه الشعب، لاحقاً، مؤيداً الثورة، ومباركاً خطواتها نحو العدالة الاجتماعية بشكل خاص.

أما فى حالة «مرسى» وجماعته فلقد حدث العكس على طول الخط، بمعنى أن الشعب هو الذى بدأ، لا الجيش، من يوم 30 يونيو 2013 إلى 3 يوليو، وبامتداد تلك الأيام الأربعة لم يكن من الممكن للجيش المصرى، بكل ما فى عقيدته العسكرية من وطنية راسخة، أن يتجاهل رغبة الشعب وإرادته، فكان أن التحق الجيش بالشعب، فى 2013، على عكس التحاق الشعب بالجيش فى 1952.

الفكرة التى أريدها أن ترسخ فى كل عقل أننا أمام ملك حكمت أسرته مصر على مدى 150 سنة، من أيام محمد على باشا إلى لحظة الثورة، ومع ذلك فإنه حين وجد أن عليه أن يختار بين مصلحة عرشه ومصلحة جيش بلده، وشعبه من بعده، اختار الثانية دون تردد دقيقة واحدة، ثم أمام مرسى وجماعته، الذين لما وجدوا أنفسهم أمام الاختيار نفسه، فى 2013، اختاروا مصلحة الجماعة، ولايزالون، وأهالوا التراب على مصلحة البلد وأعلنوا الحرب على الشعب!

رجائى ألا تغيب هاتان اللقطتان عن ذهنك، لعلك منهما تعرف حقيقة الإخوان، فتبدو أمامك حقيقتهم عارية دون أى رتوش!
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع