لا يستقر طارق حجي على حال.. رغم أنه أكثر المطالبين في أي حوار أو تصريح أو مقال، بضرورة امتلاك المنهج وحتمية امتلاك الرؤية!
بالأمس وعلى صدى البلد ومع أحمد موسى، يشيد بالمواجهة الحاسمة القوية من جمال عبد الناصر مع جماعة الإخوان، ويصف ضربته لهم في عام 65 بالقاضية والموجعة، ولكنه يعود ويسأل.. لكن لماذا عادوا رغم الضربة الموجعة؟
لا يترك الإجابة للمذيع ولا لنا، وإنما يتطوع بالإجابة فورا ويقول: لأن هناك من سمح لهم في السبعينيات بالعمل، وشجعهم وأمدهم بكل شيء حتى قتلوه هو نفسه!
طارق حجي يسأل أوباما الذي جاء لزيارة أفريقيا ليومين: ماذا تحتاج أفريقيا يا أوباما؟.. هل أولوياتها الديمقراطية أم التنمية؟.. ثم يطيح حجي بجميع المعارضين ويوبخهم على موقفهم من بلادهم في ظل أزمتها، وأنهم يتخذون موقفا سلبيا من بلادهم وهي تخوض معارك كبرى، ثم يذهب إلى سوريا ويؤكد أنها تتعرض لمؤامرة كبرى، وإن سقطت تعرضنا للخطر وأصبحت المنطقة كلها في مشكلة خطيرة وكبيرة!
وهنا نتوقف ونسأل المفكر الكبير.. ولما كانت الأزمات الكبرى تتطلب وحدة الجميع وألا صوت - عندئذ - يعلو فوق صوت المعركة؟، وأن الضرورات تبيح المحظورات، وأن التنمية في بلاد العالم الثالث تسبق الديمقراطية في الأولويات وفي الترتيب، وأن الأمن المصري مرتبط بالأمن العربي وخصوصا مع سوريا.. فلماذا إذن هاجمت جمال عبد الناصر؛ لأنه قدم التنمية على الديمقراطية في طريقه لبناء مجتمع متعلم وواعٍ أولا، قبل الممارسة السياسية التعددية، ولماذا هاجمته وقد كان حسمه الأمني القوي في الستينيات لمصلحة المجتمع واستقراره؟.. ولماذا هاجمته حين أدرك أن الارتباط العربي ضرورة حتمية، وأنت اليوم تطلب الشيء نفسه؟!
وإن كانت ثمة مراجعات تمت.. فأين شجاعة الاعتراف بها؟!.. ومن هو الذي كان سابقا لعصره يا دكتور؟!
الخلاصة أن التاريخ - يا دكتور- يسجل ولا يرحم.. وإن كنا نحترم طارق حجي، الكاتب المعروف، لكن الاحترام سيتضاعف - قطعا - عند الرجوع إلى الحق الذي هو فضيلة الفضائل!
نقلا عن فيتو