الأقباط متحدون - لأن الكلمة أمانة.. أو كما قال «محلب»!
أخر تحديث ٠٣:٣٣ | الاربعاء ٢٩ يوليو ٢٠١٥ | ٢٢أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٣٦السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لأن الكلمة أمانة.. أو كما قال «محلب»!

محمد صلاح البدرى
محمد صلاح البدرى

همس بها فى أذنى بلهجة تجمع بين العتاب الرقيق والحزم الغاضب.. لم أسمعها للوهلة الأولى فكررها ثانية.. قبل أن يبتسم فى وجهى ويلتفت لمحدثه الذى يشرح له معوقات العمل فى معهد القلب القومى والتى ينبغى أن يتم إزالتها..!

كانت الدعوة قد جاءتنى فى أول أيام شهر رمضان.. أن أرافق سيادة رئيس الوزراء فى جولته المقبلة بمعهد القلب للوقوف على عمليات التطوير فيه.. والتى أمر بها سيادته ليحول ذلك الصرح الناصرى لمركز متكامل يستطيع أن يفى بمتطلبات العصر الذى نعيش فيه..

وكما كانت الدعوة كريمة وتشى بصدر متفتح للنقد وتقبل الرأى الآخر.. كان الاستقبال أكرم.. وكانت آذان سيادته صاغية لما اقترح عليه الأطباء وبما عرضته عليه من مشكلات.

ثم عقب اللقاء اجتماع مع السيد وزير الصحة.. الذى استقبل اقتراحات التطوير بصدر رحب.. تلك الرحابة التى جعلتنى أسجلها الآن.. لأن الكلمة أمانة.. كما قالها السيد رئيس الوزراء..

لا شك أن معهد القلب سيصبح شمعة مضيئة فى ظل الظلام الذى يحيط بوزارة الصحة فى مصر منذ عقود.. ولمَ لا؟! فقد زاره رئيس الوزراء ثلاث مرات فى أقل من شهر.. ولا شك أيضاً أن تطويره سيخدم عدداً كبيراً من المرضى الذين لا يجدون مكانا للعلاج فى مستشفيات الوزارة المنهكة.. ولكن لأن الكلمة أمانة.. فينبغى أن يعرف سيادة الوزير ومعه السيد رئيس الوزراء.. أن ما يحدث الآن ليس حلاً.. وإنما هو تسكين للمشكلات..!!

فى البداية ينبغى أن يعرف الجميع.. أن المشكلة الصحية فى مصر تنقسم إلى شقين أساسيين.. الأول يتعلق بالميزانية التى لا تكفى لثلث عدد المواطنين.. والثانى يتعلق بالكوادر الطبية المتخصصة التى يمكن أن تقدم خدمة متميزة للمواطن.

لقد كان الاقتراح الأول هو ضم كل المؤسسات التى تقدم الرعاية الصحية فى مصر إلى وزارة الصحة.. وضم ميزانية هذه المؤسسات إلى موازنة الصحة.. على أن يتم تسجيل المواطنين ببطاقة الرقم القومى فى هذه المستشفيات.. بحيث يعرف كل مواطن أين يذهب إذا أصابته وعكة صحية بدءاً من مراكز الرعاية الأساسية وانتهاء بمستشفيات المستوى الثالث، التى تمثلها فى مصر المستشفيات الجامعية والمراكز الطبية المتخصصة.. على ألا يستثنى من هذا النظام إلا حالات الطوارئ فقط.. فهل هذا ليس فى الإمكان؟!

ثم كان الاقتراح الثانى وهو توزيع الكوادر الجامعية على تلك المستشفيات.. بحيث يتوافر فى كل مستشفى مستوى مرتفع من الرعاية الطبية ونصل إلى عدالة فى توزيع الرعاية بين المواطنين.. على أن يكون ذلك العمل جزءاً من عمل عضو هيئة التدريس فى جامعته.

إن القاعدة الأساسية لكل الهيئات الخدمية فى كل مكان هى أن من يعمل يتلقى المقابل.. ولكن القاعدة فى وزارة الصحة فى مصر هى أن من يعمل «كتر خيره» لأن الوزارة لا تملك ما تعطيه له.. كما أنها لا تحاسب من لا يعمل..

سيدى.. إن الجولات المفاجئة لن تحسن المنظومة.. فقط ستحسن الأداء فترة قصيرة ثم يعود الوضع إلى ما كانت عليه عقب التفتيش، فالمطلوب هو تغيير السياسات بأكملها وليس رفع كفاءة الأداء الموجود.. والمشكلة ليست مشكلة ضمير فحسب وإنما مشكلة تخطيط فى المقام الأول.

سيدى.. نعلم جميعاً أنك تعمل ليل نهار.. ونعلم أيضاً أنك تحاول الوصول لأقصى درجة من الكفاءة فى أقل وقت ممكن.. ولكن سيادتك والسيد وزير الصحة لن تستطيعا أن تفعلا شيئاً بمفردكما.. والوقت قد حان لاستقدام أفكار من خارج الصندوق.. ولكن لأن الكلمة أمانة.. فوجب علىّ أن أقولها!!
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع